مجهولة الهوية في قبر صغير.. قصة الطفلة صاحبة “الكنزة الخضراء” تفجع قلوب الناشطين السوريين
خلف الزلزال المدمر في تركيا وسوريا مآسي إنسانية مفجعة، حيث تبدو المقابر بشواهد مرقمة تخفي وراءها آلاما ومعاناة، لكن المؤلم أكثر هو أن ترى قبرا كتب عليه: “مجهولة الهوية طفلة لابسة كنزة خضرا”.
وتعود تفاصيل هذه القصة المأساوية إلى مدينة جنديرس، إذ أوضح الدفاع المدني السوري الذي تولى أعمال الإنقاذ والدفن أن ما كتب فوق قبر الطفلة يعود إلى أن عددا من الضحايا أخذت جثامينهم من الأهالي وقاموا بدفنهم مباشرة بشكل سريع عشوائي من دون توثيق وهي الحالات الأقل، وآخرين قام الدفاع المدني بمساعدة ذويهم بدفنهم بعد التعرف عليهم.
أما من بقي ممن لم تعرف هوياتهم رغم وضع جثامينهم في المستشفى للتعرف عليهم، فقام الدفاع المدني بتوثيقهم عبر تصويرهم وكتابة أوصافهم وكل معلومة تفيد في تحديد هوياتهم لاحقا، ثم دفنهم.
يذكر أن مدينة جنديرس التابعة لمنطقة عفرين بريف حلب الغربي، حيث يوجد قبر هذه الطفلة، مات فيها جراء الزلزال نحو ألف و100 شخص وهو الرقم الأكبر من بين ضحايا المدن المنكوبة بالزلزال في شمال غربي سوريا. وقد دمّر في جنديرس 278 منزلا بالكامل، وأكثر من ألف منزل تصدع أو تضرر بشكل جزئي.
كيف تفاعل الرواد مع القصة؟
وتابع برنامج “شبكات” (2023/3/2) تفاعل رواد منصات التواصل مع قصة الطفلة السورية ذات الكنزة الخضراء وقبرها الصغير في جنديرس، حيث عبر الناشط عبد الله فتوح عن حزنه قائلا: “وهل بقي ألم أكثر من هذا يا ذات الكنزة الخضراء.. غربةٌ في الحياة وفي الممات”.
وكان للمغرد أحمد الرأي نفسه، إذ رأى أن السوريين يعيشون ويموتون في غربة، وقال “بلاد القهرِ أوطاني وموتٌ دونَ أكفاني! أوّاه يا ذات الكنزةِ الخضراء كأنّكِ ختمتِ لنا حكايةَ شعبٍ اغتربَ حتّى في قبره”.
أما الناشط الخورازمي فكان له رأي آخر بشأن الطريقة التي وُثّق بها قبر الطفلة وكتب “كان من الأفضل التقاط صورة للطفلة ووضعها على شاهد القبر لسهولة التعرف عليها مستقبلًا لو ظهر أحد من الذين يسألون عن نفس مواصفاتها”.
واتفق معه في الرأي الناشط عبد الله الذي علق بقوله “المفروض قبل دفنها تصور وتحفظ الصور لدى الأجهزة الأمنية أو المستشفيات ليتم التعرف عليها بسهوله عند البحث عنها”.
بدورها، عبرت الناشطة سماح عن مدى قسوة الصورة، وقالت “يا الله أديش موجعة هالصورة.. هاد أقسى شاهد قبر ممكن نشوفه… في جنات النعيم يا ذات الكنزة الخضرة”.
