إسرائيل تهنئ السعودية بذكرى تأسيسها.. ونتنياهو يتحدث عن تطبيع غير رسمي
في خطوة غير مسبوقة نحو تسخين العلاقات بين السعودية ودولة الاحتلال، هنأت وزارة الخارجية الإسرائيلية المملكة بمناسبة يوم تأسيسها.
وجاء في حساب وزارة خارجية الاحتلال الرسمي على تويتر باللغة العربية: “نبعث بخالص التهاني وأطيب التمنيات للمملكة العربية السعودية، ملكا وحكومة وشعبا، في ذكرى قيامها، ونتمنى أن يكون هناك جو من السلام والتعاون وحسن الجوار يخدم شعوب المنطقة”، فيما زعم بنيامين نتنياهو رئيس الحكومة أننا “لو قمنا بتوسيع دائرة التطبيع مع السعودية، فسننهي بالفعل الصراع العربي الإسرائيلي”.
أريئيل كهانا، المراسل السياسي لصحيفة “إسرائيل اليوم”، نقل عن “نتنياهو خلال حديثه في مؤتمر هارتوغ للأمن القومي، أن “السعودية جزء “غير رسمي” من دائرة التطبيع، وإذا كانت لنا اليد العليا، أعتقد أننا يمكن توسيع دائرة التطبيع، وإذا قمنا بتوسيعها لتشمل السعودية، أعتقد أننا سننهي بالفعل الصراع العربي الإسرائيلي، وهذا يعني أننا بحاجة للعمل ليس من الداخل إلى الخارج لحل المشكلة الفلسطينية، لأن اتفاقيات التطبيع مع جيراننا يمكنها تحقيق شيئين: أولهما توسيع دائرة التطبيع، وثانيهما تشكيل درع ضد إيران”.
وأضاف في تقرير، أنني “أقدر أنه يمكننا تحقيق انفراجة في مسار التطبيع إذا قررت القيادة السعودية ذلك، صحيح أنها تريد أن يكون هذا رسميًا، لكنهم بطريقة غير رسمية جزء بالفعل من العملية، وأعتقد أن السعي لتحقيق السلام والتطبيع يقوم على المصالح المشتركة، واستخدام القوة العسكرية والاستخباراتية والتكنولوجية والاقتصادية الإسرائيلية التي يمكن أن تستند إليها اتفاقيات التطبيع مع جيراننا”.
في المقابل، لم تعلق السلطات السعودية على تهنئة حساب وزارة الخارجية الإسرائيلية أو تصريحات رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو بشأن التطبيع “غير الرسمي”.
شاحار بيرديشيفسكي، مراسلة صحيفة معاريف، نقلت عن مارتن إنديك المبعوث الأمريكي الخاص السابق لإسرائيل زمن إدارة الرئيس باراك أوباما، أن “التطبيع السعودي الإسرائيلي المتوقع لا علاقة له بالفلسطينيين، زاعما أن أحد الشروط السعودية للتطبيع الكامل مع إسرائيل لا علاقة له بالشأن الفلسطيني، على حد قوله، كاشفا عن استعداد السعودية لتطبيع العلاقات مع إسرائيل، في ظل شروط تتعلق بالضمانات الأمنية الأمريكية، ولا علاقة لها بالقضية الفلسطينية، وأن القيادة السعودية جعلت الأمر يتزايد أكثر واضحاً للأمريكيين والإسرائيليين بأنهم مستعدون للتطبيع الكامل”.
وأضاف في تقرير، أن “تصريحات أنديك جاءت خلال مشاركته في مؤتمر رقمي عبر تقنية “زووم”، زعم فيها أن قضية التطبيع السعودي الإسرائيلي لا تتعلق إطلاقاً بالقضية الفلسطينية، كما يدعي مسؤولو الرياض، وإنما تتعلق حصراً بالمستوى الأمني، فالقضية الأمنية هي المحدد الرئيسي في قضية التطبيع السعودي الإسرائيلي”.
وأشارت الصحيفة إلى أنه “في يناير، أكد وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، أن الاتفاق على إقامة دولة فلسطينية سيكون شرطا أساسيا لقيام علاقات دبلوماسية رسمية مع إسرائيل، لقد قلنا باستمرار إن التطبيع معها جزء من مصلحة المنطقة”.
فيما أشار نتنياهو إلى التطبيع مع السعودية في مقابلة نشرها موقع “واشنطن إكزامينر” في كانون الثاني/ يناير، ذكر فيها أن “هدفه الأساسي في سياسته الخارجية هو توقيع اتفاقية سلام مع السعودية من أجل “إنهاء الصراع العربي الإسرائيلي”، على حد تعبيره، زاعما أن السلام الرسمي مع السعودية سيوسع دائرة السلام إلى ما بعد أحلامنا الجامحة، لكنه يعتمد على رغبة السعودية في متابعة مثل هذا الاتفاق”.
صرحت المملكة العربية السعودية مرارًا وتكرارًا بأن أي نوع من اتفاق السلام أو صفقة لتطبيع العلاقات مع إسرائيل سيكون شرطًا مسبقًا لإنشاء دولة فلسطينية مستقلة.
وقال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان: “قلنا باستمرار إننا نعتقد أن التطبيع مع إسرائيل هو أمر يصب في مصلحة المنطقة إلى حد كبير. ومع ذلك، فإن التطبيع الحقيقي والاستقرار الحقيقي لن يتحقق إلا من خلال إعطاء الأمل للفلسطينيين، من خلال منح الفلسطينيين الكرامة “.
في العام الماضي، قال ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، في مقابلة مع مجلة The Atlantic الأمريكية، إن المملكة تنظر إلى “إسرائيل” على أنها “حليف محتمل”، مشيرًا إلى أن العديد من القضايا بحاجة إلى حل أولاً.
وأضاف: “بالنسبة لنا، نأمل أن يتم حل الصراع بين الإسرائيليين والفلسطينيين. نحن لا ننظر إلى إسرائيل كعدو، بل ننظر إليهم كحليف محتمل، مع العديد من المصالح التي يمكننا السعي وراءها معًا. لكن علينا حل بعض القضايا قبل أن نصل إلى ذلك”.