تطورت أساليب القتل في أراضي ال48.. من يردع الجريمة القادمة؟
يشهد المجتمع الفلسطيني في أراضي ال 48 استفحالا في جرائم القتل والعنف التي باتت تهدد أمن وأمان المواطنين العرب، فيما ازداد استخدام العبوات الناسفة في هذه الجرائم والتي كان آخر ضحاياها الشاب عمر شعبان من اللد بعد انفجار مركبته في المدينة.
وبلغت حصيلة ضحايا جرائم القتل في الداخل الفلسطيني منذ مطلع العام الجاري 2023 ولغاية الآن، 16 قتيلا آخرهم الشاب أحمد أبو حمد من اللد إثر تعرضه لجريمة إطلاق نار من مسافة صفر.
يأتي ذلك وسط تعزز شعور المجرمين بإمكانية الإفلات من العقاب، حيث يعتقد منفذو إطلاق النار أن كل شيء مباح بالنسبة لهم، علما بأن معظم الجرائم مرتبطة بالسوق السوداء وتصفية الحسابات بين عصابات الإجرام.
وفي اللد، شهدت الأيام الأخيرة عدة جرائم سبقت مقتل الشابين شعبان وأبو حمد، أسفرت عن إصابات وقتلى آخرين، من دون أن تردع الشرطة الجريمة سيما وأن وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، كان قد زار المدينة دون أن يلمس المواطنون العرب أي شعور بالأمان في أعقاب ذلك.
صمت المجتمع العربي
وبهذا الصدد، قال عضو بلدية اللد، عبد الكريم الزبارقة، إنه “على المجتمع العربي ألا يتهاون مع الجرائم، ويجب إيصال صوتنا للمؤسسة الإسرائيلية بأننا لن نتهاون مع الجرائم المتفشية في كل بلداتنا العربية، وباعتقادي سكوت المجتمع العربي عن هذه الظاهرة هو جريمة بحق ذاتها، إذ يجب علينا أن نتخذ قرارا جماعيا وجريئا ضد الجرائم المتفشية بمجتمعنا”.
حمل الزبارقة الشرطة الإسرائيلية مسؤولية الفلتان الأمني في المجتمع العربي، قائلا إن “الشرطة لا تقوم بواجبها في محاربة هذه الجرائم، سيما وأننا كمجتمع لا نملك الوسائل والصلاحيات التي بحوزتها لمحاربة الجريمة المتفشية”.
وشدد على ضرورة الوقفات والاحتجاج ومطالبة المؤسسة الإسرائيلية بردع الجرائم المتفشية، مضيفا أنه “من خلال ذلك نوصل رسالة أولى للمؤسسة بأننا لن نتهاون ولن نرضى بانتشار الجريمة، والثانية تهدف إلى الوقوف إلى جانب عائلات الضحايا”.
وأشار الزبارقة إلى أن “الوسائل التي يتم من خلالها ارتكاب الجرائم بالفترة الأخيرة خطيرة، وتؤثر على المجتمع العربي وأبنائنا ومستقبلهم بشكل كبيرا جدا، ومن دون أن تحرك الشرطة والمؤسسة لا يمكن القضاء على الجريمة، وهذا واجبها لتوفير الأمن والأمان للمواطنين”.
وتطرق إلى ادعاءات الشرطة والسياسيين حول عدم تعاون المواطنين العرب بالقول إن “ذلك ليس من وظيفة المواطن العربي، فالشرطة هي من تمتلك الأدوات والوسائل والقدرة والصلاحيات بالعمل على اجتثاث الجريمة المتفشية في المجتمع العربي، علمًا أن معظم جرائم القتل بمجتمعنا ارتكبت من دون اعتقال أي شخص بالضلوع فيها، وهذا خير دليل على أن الشرطة لا تقوم بدورها”.
وختم الزبارقة بالقول إنه “يجب إعادة حساباتنا في أعمالنا، ومن المهم أن نعمل بكل الطرق لحل النزاعات بعيدا عن العنف سيما في ظل عدم تحرك المؤسسة في محاربة الجريمة، وبالتالي من المهم أن يكون لنا دور في محاربة الجريمة التي أنهكت مجتمعنا”.
فشل الشرطة
وأبدت فاطمة الزبارقة من سكان حي المحطة باللد قلقها قائلة، إنه “لا يعقل أن يقتل شابان في اللد بغضون ساعات، إذ أن أحدهما قتل في عبوة ناسفة والآخر بإطلاق نار من مسافة صفر، هذا الوضع مقلق ومخيف إذ أنني لا أنام الليل بسبب الخوف وعدم الأمان الذي تشهده المدينة، حيث أصبحنا نقلق على حياتنا وأن يقتل أحدنا إثر هذه الجرائم”.
وأضافت “بتُ خائفة على أولادي وعائلتي أن يقتل أحدهم عن طريق الخطأ إثر هذه الجرائم، وخصوصا مع استخدام وسائل حديثة بالإجرام ومنها التفجير والقتل من مسافة صفر وفي أماكن عامة، فذلك مقلق ومخيف لأبعد الحدود”.
ولفتت الزبارقة إلى أن “الشرطة فاشلة ولا تقوم بدورها في محاربة الجريمة، إذ أن كل شخص يقتل بالمجتمع العربي يتم بعدها إغلاق الملف وهذا دليل على فشل الشرطة”.
وأنهت حديثها بالقول إنه “يجب أن يعي أهالي اللد لما يحصل في المدينة، فلا يعقل أن يتم حل نزاع من خلال القتل، حيث هناك العديد من الطرق التي يمكن من خلالها حل المشاكل بعيدا عن العنف، إذ نشهد جرائم قتل وعنف بشكل يومي وهذا يفكك العائلات ويوجع الأهالي، ويجب أن نكون يدا واحدة في محاربة العنف والسياسات المتبعة ضدنا”.
التعامل مع الفلسطينيين كأعداء
وقال عضو اللجنة الشعبية ولجنة السلم الأهلي في اللد، غسان منيّر، إننا “نظمنا وقفة احتجاجية بسبب ازدياد جرائم القتل، والمواطنين العرب باتوا خائفين مما يحصل، وخصوصا بعد تفجير مركبة عن بعد، ولك أن تتخيل لو كان أطفال في المكان أو شخص وأصيب من جراء ذلك”.
وتابع “هناك تطور تكنولوجي وتماد في الإجرام الذي من الممكن أن يكون على أمور بسيطة، وللأسف فإن حياة الإنسان باتت لا تساوي قشة في ظل تخاذل الشرطة التي لا تعطي أمن شخصي للمواطنين العرب في اللد”.
وأوضح منيّر أن “ما يحصل من جرائم في المجتمع العربي مقارنة بالجرائم بالمجتمع العربي، يدل على استهتار الشرطة التي تأتي لإسقاط واجب على موقع الجريمة، حيث لا تعمل على فك الجرائم أو التوصل إلى مرتكبي الجرائم، إذ قبل أسبوع ارتكبت جريمة وقتلت امرأة يهودية على يد جارها بالمدينة، وخلال ساعات جرى إلقاء القبض على القاتل وانتهى التحقيق بنفس اليوم”.
وأكد أن “الشرطة تتعامل مع المواطنين العرب كأعداء لها، وفي المقابل تمنح الحرية لعالم الإجرام، والضحية بذلك هو المواطن العادي البسيط وهذا لا يطاق أبدا خصوصًا في ظل تدهور الأوضاع”.
ودعا منيّر إلى الخروج من المنازل والتظاهر حتى تقوم الشرطة بدورها في محاربة الجريمة، إذ أنها لا تقوم بدورها وعملها، في المقابل نراها تعتدي على المواطنين وتعتقلهم وتلفق لهم التهمة عندما يتم رفع العلم الفلسطيني، ولكن في الجرائم هذه الشرطة لا تحرك ساكنا”.
وحمل الشرطة المسؤولية الأولى عن توفير الأمن والأمان للمواطنين العرب سيما وأن لديها المؤهلات والأدوات لمحاربة الجريمة وليس نحن، بالإضافة إلى ذلك هناك مسؤولية علينا نحن أهالي اللد، فلا يعقل أن أي جدال ينتهي بقتل، فهناك جرائم قتل تحصل على أسباب بسيطة بسبب اندثار الحوار والصلح.
وختم منير بالقول إن “عائلات تدمرت بسبب الجرائم المتفشية، وللأسف الشديد هذا العنف بات يولد عنفا أكثر، ولا يمكن أن تعيش عائلات القتلى وأبنائهم في المستقبل وأن يكونوا مسالمين بسبب ما حصل لهم نتيجة الجرائم”.
المصدر: عرب 48