هل ينجح بشار الأسد في العودة للساحة الدولية عبر استغلال كارثة الزلزال؟
ذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” (The New York Times) في تقرير لها أن رئيس النظام السوري بشار الأسد يحاول استغلال الزلزال الذي ضرب مناطق واسعة في البلاد للعودة إلى الساحة الدولية وكسر المقاطعة التي فرضت عليه بسبب ما جرى في سوريا بعد اندلاع ثورة 2011.
وأضاف التقرير أن بعض القادة العرب الذين نبذوا بشار الأسد لسنوات بدؤوا يتواصلون معه لبحث المساعدات مثلما تواصلت معه قيادات أممية للسبب نفسه، واُلتقطت صور له برفقة مسؤولين عرب.
ونقلت الصحيفة عن إيميل هوكايم محلل شؤون الشرق الأوسط في المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية بلندن قوله إن الزلزال كان “نعمة” بالنسبة لبشار الأسد يحاول التشبث بها، لأنه “لا أحد يريد إدارة هذه الفوضى”.
خطر
وتابع التقرير أن الزلزال كشف عن حالة الخطر التي تعيشها سوريا في عهد الأسد، إذ إنه رغم استعادة النظام السيطرة على جزء كبير من الأراضي السورية بفضل الأساليب القاسية وكذلك المساعدة الهائلة من حلفاء مثل روسيا وإيران وجد رئيس النظام السوري نفسه على رأس دولة مفلسة مدمرة ومقسمة تخضع لحكمه جزئيا فقط، فيما تعج بالمجموعات المسلحة والقوات الأجنبية المختلفة.
وصرحت دارين خليفة خبيرة الشؤون السورية في المعهد الدولي للأزمات للصحيفة بأنه لا يمكن توقع وصول دعم حقيقي لسوريا من طرف حليفيها الروسي والإيراني، وهذان “يقدمان فقط في حالات الصراعات المسلحة، أما عندما يحتاجهما المواطن السوري العادي للدعم وقت الأزمات الكبرى فلا يكادان يظهران”.
أما الولايات المتحدة وأوروبا فأوضح التقرير أنه لا توجد إشارات قوية بشأن احتمال تخفيف العقوبات المفروضة على الأسد والدائرة المقربة منه، لكن بالمقابل، خففت واشنطن -مؤقتا- بعض القيود للسماح بوصول المساعدات إلى المناطق المنكوبة بشكل أسهل.
منبوذ
لذلك، ترى دارين خليفة أنه رغم جهود نظام بشار الأسد لمحاولة العودة إلى الساحة العالمية فإن وضعه كنظام “منبوذ” لا يمكن أن يتغير بشكل كامل.
علما -يؤكد تقرير نيويورك تايمز- أن الأسد يواجه مشكلة داخلية كبرى، إذ إن الشعب السوري تعب من طول المعاناة لسنوات طويلة، والتداعيات الخطيرة التي خلفها الزلزال بشريا وعمرانيا قد تخلق له متاعب جديدة تهدد استقرار حكمه.
ومن ثم، فهو يجد نفسه في حاجة لإدارة شؤون البلاد بأسلوب آخر غير أسلوب العنف القاسي، في مواجهة شعب يائس متعب.
وتجاوزت حصيلة قتلى الزلزال المدمر الذي ضرب جنوبي تركيا وشمالي سوريا فجر السادس من فبراير/شباط الجاري 43 ألف شخص.
وقال مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا غير بيدرسون إن الأمم المتحدة تعمل على تقديم مزيد من الدعم للسوريين، مؤكدا على ضرورة عدم تسييس الاستجابة للطوارئ.
وأعلن المنسق الإنساني الأممي في سوريا الحاجة إلى 4 مليارات دولار لمساعدة الشعب السوري بعد الزلزال، وقال للجزيرة “نواجه تحديات جمة في إغاثة المنكوبين، ونقص التمويل أكبر عائق يواجهنا”.