أخبار رئيسية إضافيةتقارير ومقابلاتعرب ودولي

بفقدان ابنتي أشعر أنني ميت.. تفاصيل جديدة يرويها الأب التركي المكلوم الذي هزت صورته العالم

أب يمسك بيد طفلته الميتة بدون أن يتركها، وسط الأنقاض والدمار، كانت هذه من أبرز الصور التي علقت بالأذهان جراء الزلزال المدمّر الذي هزّ جنوبي تركيا وشمالي سوريا في السادس من فبراير/شباط الجاري مخلفا عشرات الآلاف من القتلى والمفقودين.

مشهد الأب التركي المكلوم مسعود هانسر، ممسكا بيد ابنته “إرماك”، وما صاحبه من شعور بالعجز، لم يكن نهاية القصة الحزينة، إذ إن 7 من أفراد العائلة لقوا حتفهم جراء الزلزال، ودفنوا في مقبرة كبيرة، تمّ إنشاؤها حديثا، وقد نشرت تفاصيل هذه القصة صحيفة “ديلي ميل” (Daily mail) البريطانية.

وحاول الأب استخراج ابنته بيديه، إلا أنه أخفق في ذلك، فاستسلم وأمسك بيدها بدون أن يتركها.

قصة الصورة

وعندما التقط مصور وكالة الصحافة الفرنسية آدم ألتان، الصورة كان هانسر الذي يرتدي سترة برتقالية ساكنا وسط الاضطرابات، غير مبال بالمطر والبرد.

لاحظ ألتان أن الرجل الذي يبعد 60 مترا عنه كان يمسك بيد ممتدة من بين الأنقاض. بدأ حينها بتصوير المشهد؛ أب يمسك بيد طفلته الميتة بدون أن يتركها، وسط الأنقاض والدمار.

التقط ألتان الصورة بينما راقبه الأب الذي همس له بصوت مرتجف “التقط صورا لطفلتي”.

ترك الأب يد ابنته التي لم يرغب في إفلاتها للحظة ليوضح للمصور المكان الذي ترقد فيه ابنته البالغة من العمر 15 عاما، قبل أن يسارع إلى إمساكها مجددا.

لمس الأب الذي شارف على نهاية عقده الرابع قلوب العالم، وهو يمسك بيد ابنته بحنان، بينما كانت ميتة تحت أنقاض في بيت والدته التي فقدها أيضا مع بنات إخوته وأبناء أخيه.

ودّع هانسر أفراد عائلته السبعة إلى مثواهم الأخير في مقبرة حديثة في ضواحي كهرمان مرعش، تضمّ قبور أكثر من 3 آلاف شخص قضوا جراء الزلزال المدمر.

وتضاعف حجم المقبرة العملاقة 3 مرات، وقبل الزلزال كانت المقبرة التي تمّ إنشاؤها قبل سنتين تضم حوالي 1500 قبر، وكانت القبور منظمة في صفوف مستوية وبشواهد “ذكية”، إلا أن الوضع اختلف.

 

قبور وشواهد

ويشهد موقع هذه المقبرة وغيرها من المقابر المستحدثة لدفن ضحايا الزلزال، تدفقا مستمرا لسيارات الإسعاف التي تصل لتسليم جثث الضحايا الذين تم انتشالهم من أنقاض منازلهم.

وتظهر جميع القبور الحديثة تحت كومة من التراب الأحمر، وعلى كل منها علامة بسيطة بعضها أعمدة خشبية صغيرة والبعض الآخر يحمل اسم المتوفى.

واختار بعض الأهالي تمييز بعض القبور بتذكارات بسيطة للضحايا، مثل الملابس وألعاب الأطفال والأعلام التركية وقطع من الأحجار التذكارية التي تم إنقاذها.

ويوجد قبر الفتاة “إرماك” في قطعة الأرض رقم 380، وقد وُضع في مقدمته عمود خشبي كُتب عليه اسمها بخط عريض، إلى جانب فرع صغير من شجرة صنوبر عالق في التربة.

ويزور والدها، الذي لا يزال يرتدي سترته البرتقالية، قبر ابنته مرارا وتكرارا في الأيام الأخيرة أثناء حضوره جنازات أفراد عائلته الآخرين.

 

رحيل مأسوي

ووصف هانسر موت ابنته المأساوي، مشيرا إلى أنه كان في المخبز حيث يعمل، عندما بدأ الزلزال العنيف بعد الساعة الرابعة صباحا بقليل في السادس من فبراير/شباط الماضي.

وفي مقابلة مع صحيفة “بليد” (Bild) الألمانية قال “كنت أعمل في المخبز عندما اهتزت الأرض، اتصلت بزوجتي. قالت إنها وبناتي وابني بخير، لكن ابنتي الصغرى كانت تنام في منزل جدتها لأنها أرادت أن تكون مع أبناء عمومتها”.

وبيّن هانسر أنه حاول بدون جدوى الاتصال بوالدته، لكنه لم يتلق أي رد، ليركض إلى منزلها، راجيا الله أن يكون جميع أفراد عائلته بخير.

إلا أن الصدمة كانت أكبر من أن تُحتمل فقد انهار المبنى المكون من 10 طوابق مما أسفر عن مقتل الفتاة “إرماك” وعدد من أفراد عائلتها.

وفي حوار آخر مع محطة التلفزيون التركية “تي في 100” (TV100)، قال إنه حزين لفقدان جميع أقاربه، لكنه أضاف “فقدان ابنتي يكسر قلبي.. أنا على قيد الحياة، لكني أشعر أنني ميت من الداخل.. كانت ابنتي كل شيء في حياتي، لكنني فقدتها. كانت تناديني بابا، لقد كانت مثل الوردة شكلا ورائحة”.

يشار إلى أنه في السادس من فبراير/شباط الجاري ضرب زلزال مزدوج جنوب تركيا وشمال سوريا بلغت قوة الأول 7.8 درجات، والثاني 7.6 درجات، ومئات الهزات الارتدادية العنيفة، ما خلف خسائر كبيرة بالأرواح والممتلكات في البلدين.

وتجاوز عدد قتلى الزلزال 41 ألفا، مع تضاؤل الآمال في العثور على ناجين بعد مرور 10 أيام على الكارثة.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى