“جاسوس” الصين الجديد يقض مضجع الولايات المتحدة وحلفائها
ذكر مقال نشرته صحيفة نيويورك تايمز (New York Times) الأميركية أن حادثة المنطاد الصيني سلّطت الضوء على السلاح الجديد الذي قررت بكين استخدامه لتحقيق أهدافها الإستراتيجية، وتحدث عن رصد مناطيد صينية عديدة خلال السنتين الأخيرتين، وخاصة بسماء تايوان.
وأضافت الصحيفة أن كثيرين كانوا لا يأبهون لتحذيرات سابقة عن إرسال الصين مناطيد لها في مناطق مختلفة من العالم، حيث كان سكان العاصمة التايوانية تايبيه أول من حذر من تلك المناطيد، وسبق لهم أن التقطوا صورا لها.
ونقلت نيويورك تايمز عن متخصصين قولهم إن مناطيد التجسس الصينية تدار من قِبَل قسم قوات الدعم الإستراتيجي، وهو قسم خاص وشبه سري داخل الجيش الصيني يشرف على عمليات التجسس الإلكتروني.
خيار إستراتيجي
وصرح سو تزو-يون، المحلل بالمعهد الوطني للدفاع والبحوث الأمنية في تايبيه، للصحيفة بأن نشاط هذا القسم العسكري يأتي تنفيذا لسياسات الرئيس الصيني شي جين بينغ الذي سبق وأن شدد على أهمية تطوير عمل الجيش الوطني الشعبي، وتدعيم وسائل عمله وخاصة ما تعلق بجانب التكنولوجيا المتطورة.
وأضاف سو تزو-يون أنه آن الأوان للتعامل مع المناطيد على أنها جزء لا يتجزأ من سياسة الصين للتجسس.
وبحسب نيويورك تايمز، فإن علماء الصين عملوا خلال الفترة الماضية على تطوير تقنية عمل المناطيد، ووسائل تضمن لها أن تبقى ثابتة لأطول فترة ممكنة، وتجعل من الصعب تعقبها أو تدميرها.
ونقلت الصحيفة عن رئيس مكتب تايوان لأحوال الطقس شينغ مينغ-دين قوله إنه سبق وشاهد صورا لمناطيد في مارس/آذار 2021 لكن لم يولِ ذلك اهتماما كبيرا، موضحا أن تايبيه لم تكن تهتم لأمر تلك المناطيد الصغيرة.
صعوبة الرصد والتدمير
وأكدت نيويورك تايمز أن خطورة مناطيد التجسس الصينية تكمن ليس فقط في صعوبة رصدها، ولكن أيضا في صعوبة تدميرها.
ونقلت عن الضابط التايواني السابق في القوات الجوية شانغ يان-تينغ قوله إن إسقاط منطاد واحد صعب ومكلف جدا بالنسبة لأي قوات جوية، وذكر أن الولايات المتحدة اضطرت لاستخدام أحدث طائراتها العسكرية المقاتلة وأحدث صواريخها دقيقة التوجيه لإسقاط المنطاد.
وقال إن الأمر صعب جدا وهو يشبه إصابة عصفور صغير بقذيفة مدفعية.