شرح علمي مبسط.. ما هي أبرز مصطلحات الزلازل.. وماذا تعرفون عنها؟
يشغل زلزال تركيا وسوريا الرأي العام العربي، خاصّة أن المنطقة العربية ليست معتادة عموماً على هذا النمط من الكوارث الطبيعية. وقد تصدّر خبر الزلزال وسائل الإعلام العالمية، نظراً لتأثيره على كافة المستويات، وكانت المصطلحات العلمية الأكثر حضوراً خاصة لجهة قياس درجة قوة الزلزال، أو لجهة عمقه، ناهيك بالحديث عن أسباب حدوث الزلازل بشكل عام، والتي عبّر عنها أكثر من محلل جيولوجي، بأنها تحرك الصفائح التكتونية، وإطلاق موجات عبر قشرة الأرض، ما تسبب في حدوث الاهتزاز الذي نشعر به.
يقول الجيولوجي سمير زعاطيطي، إن “الزلازل نتيجة الحركة المفاجئة على طول الصدوع داخل الأرض، والتي تؤدي إلى شعور الناس بالاهتزاز”. ويضيف: “على الرغم من أن الأرض تبدو وكأنها مكان صلب جداً، إلا أنها في الواقع نشطة للغاية أسفل السطح مباشرة”. ويشرح أن الأرض تتكون من أربع طبقات أساسية: القشرة الصلبة، والغطاء الساخن شبه الصلب، ولب خارجي سائل، ولب داخلي صلب.
وتأتي قوة الزلزال تبعاً لقلة تحركات هذه الصفائح التكتونية في قلب الأرض، وبالتالي هناك هزات عادية، قد لا تؤثر بشكل كبير على الناس، وهناك هزات أكبر، يمكن أن تكون لها تأثيرات تدميرية.
يُحدّد المركز الوطني لمعلومات الزلازل الأميركي، أن هناك حوالي 20000 زلزال حول العالم كل عام، أو ما يقرب من 55 زلزالًا يومياً، تتنوع ما بين الخفيفة والقوية، وعادة ما يترافق مع حدوث الزلزال العديد من المصطلحات العلمية التي تحتاج إلى شرح مبسط، لفهم معانيها:
- الصفائح التكتونية:
من خلال تعريف الهزات الأرضية والزلازل، يظهر مصطلح الصفائح التكتونية، وهي عبارة عن صفائح تؤلف سطح الأرض، يُطلق عليها أيضا صفيحة الغلاف الصخري، وهي لوح ضخم غير منتظم الشكل من الصخور الصلبة، ويتألف عموما من الغلاف الصخري القاري والمحيطي. يمكن أن يختلف حجم اللوحة بشكل كبير من بضع مئات إلى آلاف الكيلومترات؛ تعد صفيحتا المحيط الهادئ والقطب الجنوبي من بين أكبرهما، وأكثرها نشاطاً، بحسب تعريفات مركز المسح الجيولوجي الأميركي.
- مقياس ريختر
عادة ما نسمع عبارة ريختر لتحديد قوة الهزة الأرضية، ففي الزلزال الأخير في تركيا وسورية، وصلت قوة الزلزال إلى أكثر من 7.8 درجات على مقياس ريختر. ويعرف ريختر على أنه وحدة قياس لرصد تحركات وقوة الزلازل، طورها العالم والفيزيائي الأميركي تشارلز فرانسيس ريختر، من معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا في عام 1935. ويستخدم المقياس لتقييم حجم الزلزال – كمية الطاقة التي يطلقها. يتم حساب هذا باستخدام المعلومات التي تم جمعها بواسطة جهاز قياس الزلازل.
- خط الصدع
خط الصدع هو كسر كبير في سطح الأرض، على طول خطوط الصدع، تحدث الزلازل بشكل متكرر، وتسمح خطوط الصدع عادة للكتل الصخرية بالتحرك بالنسبة لبعضها البعض. قد تحدث هذه الحركة بسرعة، على شكل زلزال – أو قد تحدث ببطء، على شكل زحف عادي، أو تحركات اهتزازية بحسب تعريف مركز المسح الجيولوجي، قد يتراوح طول خط الصدع، من بضعة مليمترات إلى آلاف الكيلومترات. تنتج معظم الصدوع عمليات نزوح متكررة عبر الزمن الجيولوجي.
[FAQ] What is a fault and what are the different types? https://t.co/p5KO4OChAl pic.twitter.com/NVoJ8ssTdZ
— USGS (@USGS) January 28, 2020
فعلى سبيل المثال تقع تركيا على صفيحة الأناضول التي ظهرت عن طريق تقاطع صدوع شرق وشمال الأناضول. غالباً ما ينتج الجزء الأكبر من الزلازل في تركيا عن صدع شمال الأناضول الذي يمتد عبر الساحل الشمالي للبلاد. يمتد لمسافة 932 ميلاً من النقطة التي يتقاطع فيها مع صدع شرق الأناضول إلى بحر إيجه. إنه مشابه في الحجم لخط سان أندرياس، الذي تم التعرف عليه عام 1895 من قبل البروفيسور أندرو لوسون من جامعة كاليفورنيا، الذي يبلغ طوله 745 ميلًا.
- الموجات الزلزالية
تحدث الموجات الزلزالية بسبب الحركة المفاجئة للمواد داخل الأرض، مثل الانزلاق على طول صدع أثناء الزلزال. والانفجارات البركانية والانهيارات الأرضية والانهيارات الجليدية وحتى اندفاع الأنهار كلها يمكن أن تسبب أيضًا موجات زلزالية.
- الهزات الارتدادية
الهزة الارتدادية هي زلزال أصغر يتبع زلزالا أكبر، في منطقة الصدمة الرئيسية حيث تتكيف القشرة النازحة مع تأثيرات الصدمة الرئيسية، وهو ما حصل بعد زلزال تركيا وسورية، حيث تشهد المنطقة العديد من الهزات الارتدادية.
في بعض الأحيان، وبحسب زعاطيطي، قد يحدث تسونامي بسبب الهزات الأرضية، إذ عندما يحدث زلزال بعيدا عن الشاطئ تكون النتيجة في بعض الأحيان جدارا مائيا مدمرا، يطلق عليه تسونامي، ويبتلع أجزاء من المناطق الساحلية. وبالتالي وبحسب التعريفات العلمية للتسونامي، فهو موجات عملاقة تسببها الزلازل أو الانفجارات البركانية تحت سطح البحر. في أعماق المحيط، ومع انتقال الأمواج إلى الداخل، فإنها تتراكم على ارتفاعات أعلى وأعلى تعتمد سرعة موجات تسونامي على عمق المحيط بدلاً من المسافة من مصدر الموجة.