وساطة أميركية لوقف التصعيد الإسرائيلي.. حالة تأهب في الخان الأحمر ومطالب فلسطينية بوقف “مجزرة” هدم المنازل
أُعلنت اليوم الأربعاء حالة التأهب في قرية الخان الأحمر، تحسبا لإعلان قد يصدر خلال ساعات من تل أبيب سيقرر مصير أكثر من 200 فلسطيني يعيشون في هذا المكان منذ عقود، ومن جانب آخر طالب أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية بوقف “مجزرة” هدم منازل الفلسطينيين. يتزامن ذلك مع انطلاق وساطة أميركية لوقف التصعيد الإسرائيلي بعد يوم من ختام زيارة وزير الخارجية الأميركية لإسرائيل ورام الله.
وبدأ سكان الخان الأحمر الاستعداد لاعتصام، وقد تقاطر المتضامنون من مختلف مناطق الضفة الغربية إلى خيمة الاعتصام.
ومن المنتظر أن تعلن حكومة الاحتلال، اليوم الأربعاء، ردها على الالتماس المقدم من جمعية “ريغافيم” الاستيطانية، بشأن تنفيذ قرار إخلاء قرية الخان الأحمر وهدمها.
ومنذ أبريل/نيسان 2018 قدمت الحكومات في تل أبيب 8 طلبات لتمديد إرجاء الهدم، وذلك تحت وطأة ضغوط المقاومة الشعبية والمواقف الدولية.
“مجزرة” هدم المنازل
على صعيد متصل، طالب أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ، اليوم، المجتمع الدولي بالتدخل الفوري لوقف ما سماها “المجزرة” التي ترتكبها حكومة الاحتلال الإسرائيلي بهدم منازل الفلسطينيين في القدس الشرقية والضفة الغربية.
ونقلت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية عن الشيخ قوله، في تصريح صحفي اليوم، إن “هذه المجزرة تأتي استمرارا لسياسة التهجير والأبرتهايد (الفصل العنصري)”.
وأشار المسؤول الفلسطيني إلى أن “القيادة ستعقد، مساء بعد غد الجمعة، اجتماعا لبحث سبل الرد على استمرار مسلسل التصعيد الاحتلالي”.
وفي الإطار ذاته، أخطرت قوات الاحتلال 7 عائلات فلسطينية بالطرد بحجة إجراء تدريبات عسكرية في منطقة الأغوار الشمالية.
وقال أهالي خربة حمصة الفوقا، الواقعة في الأغوار الشمالية بمدينة طوباس، إن قوات من جيش الاحتلال اقتحمت خيامها صباح اليوم وسلمتها إخطارات تقضي بطردها بحجة إجراء تدريبات عسكرية في المنطقة الفترة ما بين الخامس من فبراير/شباط الجاري، وحتى الأول من مارس/آذار المقبل، وفي أيام متفرقة.
ويشكو الأهالي من خطر هذه التدريبات على حياتهم بسبب مخلفات الذخائر التي يتركها جنود الاحتلال.
مواجهات واعتقالات
وتجددت المواجهات بين فلسطينيين والقوات الإسرائيلية في حي جبل المكبر بالقدس المحتلة، استخدم فيها القنابل الصوتية والغاز المدمع تجاه منازل الفلسطينيين في الحي، وذلك بعد دخول قواته المنطقة التي هدمت فيها منازل عائلة مطر.
يأتي ذلك في ظل توتر يشهده الحي على خلفية عمليات الهدم، وتنفيذ الأهالي إضرابا شاملا، وإغلاق الطرقات.
واعتقلت قوات الاحتلال 8 فلسطينيين من الضفة والمدينة المقدسة الليلة الماضية وفجر اليوم.
ومن جانبه قال نادي الأسير الفلسطيني إن قوات الاحتلال اقتحمت بلدتي العيساوية وصور باهر بمدينة القدس فجر اليوم، واعتقلت 3 شبان فلسطينيين، كما اعتقلت اثنين من بلدة بُرقين جنوب غرب جنين.
وأفادت مصادر صحفية في جنين بأن قوات الاحتلال اعتقلت الليلة الماضية 3 شبان من جنين بعد أن أوقفت مركبتهم واحتجزتهم على حاجز عسكري قرب مدخل بلدة عرابة غرب المدينة، وجرى نقل جميع المعتقلين إلى مراكز التوقيف للتحقيق معهم بتهم مقاومة الاحتلال.
ونشرت منصات فلسطينية عبر مواقع التواصل مقاطع فيديو لاقتحام قوات الاحتلال بلدة صور باهر في القدس الليلة الماضية واعتقالها شابا فلسطينيا، وأظهرت اللقطات لحظة دخول جنود الاحتلال للبلدة واعتقال الشاب.
وساطة أميركية
على صعيد آخر، بحث مسؤولون أميركيون وفلسطينيون اليوم الأربعاء، المستجدات السياسية والميدانية والتصعيد الإسرائيلي بالضفة الغربية بما فيها مدينة القدس.
وقال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، حسين الشيخ، إنه استقبل في مكتبه بمدينة رام الله، باربرا ليف مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط، والمبعوث الأميركي الخاص للشؤون الفلسطينية هادي عمرو.
وأوضح الشيخ أن اللقاء جرى بحضور مجدي الخالدي، المستشار الدبلوماسي للرئيس الفلسطيني، والناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة.
وبحث المجتمعون “آخر المستجدات السياسية والميدانية في الأراضي الفلسطينية جراء التصعيد الإسرائيلي في مدينة القدس”، وفق الشيخ.
وأضاف أن اللقاء بحث أيضا “إرهاب المستوطنين واعتداءاتهم اليومية على أراضي وممتلكات المواطنين الفلسطينيين في الضفة الغربية، والتصعيد المستمر بحق الأسرى في السجون الإسرائيلية”.
وخلال اللقاء، أكد الشيخ على ضرورة وقف إسرائيل لكافة الإجراءات أحادية الجانب والضغط على حكومتها لوقف كافة أشكال التصعيد وضرورة الالتزام بالاتفاقيات الموقّعة مع منظمة التحرير.
كما دعا إلى تطبيق قرارات الشرعية الدولية وصولا إلى إنهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967 والقدس الشرقية وقطاع غزة.
وكان عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير أحمد مجدلاني تحدث في وقت سابق اليوم عن وساطة أميركية مع الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي كل على حدة من أجل وقف التصعيد.
وأكد المجدلاني، الذي يشغل منصب وزير التنمية الاجتماعية بالحكومة، أن الإجراءات والقرارات التي اتخذتها السلطة مؤخرا ما تزال قائمة ومتواصلة ما لم يتم التوصل إلى اتفاق مرض وضمانات حقيقية ولفترة زمنية محددة تفتح الأفق السياسي بعدها، في إشارة إلى قرارات للسلطة بشأن العلاقة مع إسرائيل أبرزها وقف التنسيق الأمني.
وأضاف “الهدف الرئيسي الآن وقف حالة التدهور والعودة إلى تهدئة محددة ملموسة وفي إطار زمني محدد، وبعدها يُقيِّم (الفلسطينيون) الوضع ويقررون إذا ما كانوا سيستمرون بتمديد التهدئة لفتح أفق سياسي يؤدي لإنهاء الاحتلال”.
زيارة بلينكن
وأمس الثلاثاء، اختتم وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن زيارته إلى إسرائيل ورام الله والتي تزامنت مع تصعيد للتوتر، حيث التقى في رام الله الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وأكد دعم واشنطن لحل الدولتين لإنهاء الصراع المستمر منذ عقود، وسبقه اجتماعات مع مسؤولين إسرائيليين.
وشدد بلينكن -عقب مباحثاته مع الرئيس الفلسطيني- على ضرورة اتخاذ الإسرائيليين والفلسطينيين إجراءات فورية لخفض العنف، ومنع المزيد من التصعيد، مؤكدا تمسك واشنطن بحل الدولتين، وضرورة عدم اتخاذ خطوات قد تقوض تحقيقه.
ومن جانبه، حمَّل عباس الحكومة الإسرائيلية كامل المسؤولية عن التصعيد والتوتر، وشدد على أن الفلسطينيين لا يقبلون استمرار الاحتلال للأبد.
بدوره، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنه منفتح على المفاوضات مع الفلسطينيين، مضيفا أنه خفّض عدد نقاط التفتيش الأمني بمقدار النصف، وأكد في مقابلة مع شبكة “سي إن إن” (CNN) التوصل إلى سلام عملي مع الفلسطينيين يتحقق عندما ينتهي الصراع العربي الإسرائيلي بشكل فعال.
وتشهد الضفة والقدس الشرقية حالة توتر شديد، عقب اجتياح إسرائيلي لمخيم جنين، شمالي الضفة، الخميس الماضي، أسفر عن استشهاد 9 فلسطينيين، أعقبته عمليتا إطلاق نار في القدس قتل فيها 7 إسرائيليين.