كيف تدير إدارة بايدن الملف الفلسطيني وهي منشغلة بالنفوذ الصيني والروسي؟
انتقد المسؤول السابق في وزارة الخارجية الأميركية نبيل خوري موقف الإدارة الأميركية من القضية الفلسطينية، وقال إن الرئيس جو بايدن يؤكد إيمانه بحل الدولتين ولكنه في الوقت ذاته يعزز تحالفه مع إسرائيل، ويرسل مستشار الأمن القومي جيك سوليفان إلى تل أبيب، ويقول سوليفان إنه لا يتحدث مع المتطرفين في حكومة بنيامين نتنياهو رغم أن هؤلاء المتطرفين أعضاء في هذه الحكومة.
وأكد خوري -في حديثه لحلقة من برنامج “من واشنطن”- أن إدارة بايدن لا تملك إستراتيجية واضحة لا اتجاه الصين ولا اتجاه روسيا، ولا اتجاه منطقة الشرق الأوسط، وحتما ستفشل في ملفات كثيرة، حسب قوله، داعيا بايدن إلى التركيز؛ إما على المواجهة أو الدبلوماسية.
من جهته، انتقد أستاذ العلوم السياسية في جامعة الكويت عبد الله الشايجي تركيز الإدارة الأميركية على الملفين الصيني والروسي وانحيازها إلى إسرائيل على حساب قضايا الشرق الأوسط، وحذر من أن هذا الانحياز قد يفجر انتفاضة ثالثة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وهناك مؤشرات على ذلك في ظل التصعيد الدموي الخطير في جنين، بالإضافة إلى الدفع نحو مواجهة مع إيران.
وقال إن هناك تحديات تواجهها إدارة بايدن في ظل انحيازها للحكومة الإسرائيلية التي تعد الأكثر تطرفا، وقلل من إمكانية اتخاذها موقفا حاسما وواضحا بخصوص القضية الفلسطينية.
يذكر أن 10 فلسطينيين استشهدوا اليوم الخميس على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي إثر اقتحامها مدينة جنين ومخيمها.
الصين تدعم حقوق الشعب الفلسطيني
أما فيكتور غاو نائب رئيس مركز الصين والعولمة فتحدث لبرنامج “من واشنطن” عن مواقف الصين الثابتة من القضية الفلسطينية، فهي تدعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وتدفع باتجاه حل الدولتين، وتعارض بقوة أي انتهاك للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وهو موقف قال إنه معاكس تماما للموقف الأميركي الذي هو السبب الرئيسي في انعدام الاستقرار والأمن في منطقة الشرق الأوسط لدعم واشنطن الكامل لإسرائيل.
ودعا الضيف الصيني المجتمع الدولي لضرورة احترام الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، مؤكدا أن الصين ستعمل كل ما في وسعها لتحقيق هذا الاحترام.
ومن جهة أخرى، تطرق غاو إلى العلاقات الصينية الأميركية، وقال إن بلاده لديها كل الدوافع لتنخرط مع الأميركيين، ولكن على أساس الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، وستتصدى لهم في حال انتهكوا سيادة الصين في موضوع تايوان.
كما أوضح أن موقف بكين من حرب روسيا على أوكرانيا لم يتغير، وتدعو جميع الأطراف المعنية إلى إيقاف الحرب واستئناف عملية السلام، مؤكدا أن إرسال السلاح إلى أوكرانيا -بما في ذلك الدبابات- لن يحل المشكلة، بل سيؤدي إلى المزيد من التصعيد وخروج المسألة عن السيطرة. في إشارة منه إلى تأكيد عدد من الدول الأوروبية -بينها ألمانيا- إرسال دبابات “ليوبارد 2” إلى الجيش الأوكراني.
وأقر روبرت ماننغ من معهد ستيمسون بأن هناك حملة لمعاداة الصين في الولايات المتحدة الأميركية، وقال إن الأميركيين ينظرون إليها على أساس أنها قوة تحاول تجاوز النظام الدولي، مبينا أن ما تحاوله إدارة الرئيس بايدن هو إدارة الاحتواء والتعايش التنافسي مع بكين، مؤكدا أن المشكلة بين البلدين تكمن في كونهما يعيشان دوامة من الفعل ورد الفعل.
وحسب الضيف الأميركي، فقد خدع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نظيره الصيني عندما التقاه في السابق وقال له إن شراكتهما لا حدود لها.