الجيش وأجهزة الأمن الإسرائيلية يتوقعون تصعيدا بالضفة في الأشهر القادمة
استشهد 17 فلسطينيا بنيران قوات الاحتلال الإسرائيلي، منذ مطلع العام الحالي، بينهم اثنان استشهدا في جنين فجر اليوم، الخميس. وأشار تقرير في صحيفة “هآرتس” إلى أن هذه وتيرة أكثر من مضاعفة قياسا بعدد الشهداء في العام الماضي، الذي كان مرتفعا.
وأفادت الصحيفة بأن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الجديد، هيرتسي هليفي، الذي كانت أول جولاته في الضفة، “لم يسمع تقييمات متفائلة من قيادة المنطقة الوسطى للجيش ومن شعبة الاستخبارات العسكرية ومن الشاباك.
وبحسب أجهزة الأمن الإسرائيلية، فإن موجة العمليات المسلحة الفلسطينية، التي بدأت في آذار/مارس الماضي، لم تتراجع والإنذارات حول تخطيط فلسطينيين لعمليات ما زالت مرتفعة. ويصف ضباط المخابرات الإسرائيليون هذه العمليات بأنها مبادرات فردية بمعظمها، إلى جانب عدد قليل من العمليات التي نفذها ناشطون في فصائل فلسطينية. وأضافوا أن الجمهور الفلسطيني الواسع لا يشارك في “أعمال عنف” ومظاهرات كبيرة هي مشهد نادر.
وتمتنع أجهزة الأمن الفلسطينية عن إدخال قواتها إلى منطقتي نابلس وجنين. ووفقا للصحيفة، فإنه “من الجائز أن هذا مرتبط باستياء ناجم عن تقليص رواتب أفراد الأمن الفلسطينيين بنسبة 20%”. إلا أن حمدي أبو دية (40 عاما) الذي استشهد، أول من أمس، بادعاء أنه أطلق النار على حافلة إسرائيلية في حلحول، كان من أفراد الأمن الفلسطيني حسب الصحيفة.
ويعتبر جهاز الأمن الإسرائيلي أن شرارة تصعيد آخر يمكن أن تنطلق من المسجد الأقصى، وخاصة في شهر رمضان المقبل.
وحسب الصحيفة، فإن أجهزة الأمن الإسرائيلية “قلقة” من اعتداءات المستوطنين المتكررة على الفلسطينيين واستهداف المساجد، وكذلك من تأثير محتمل لسياسة الحكومة الإسرائيلية الجديدة، مثل شرعنة بؤر استيطانية عشوائية وهدم مبان فلسطينية في المناطق C.
ولم يتم الاتفاق حتى الآن على تقاسم الصلاحيات بين وزير الأمن، يوآف غالانت، وبين الوزير المعين في وزارة الأمن ورئيس حزب الصهيونية الدينية المتطرف، بتسلئيل سموتريتش، الذي يسعى إلى دفع أجندته العدوانية ضد الفلسطينيين وتوسيع الاستيطان بشكل سريع، بعد أن ينتهي من إشغال عشرات الوظائف التي حصل عليها في إطار الاتفاق الائتلافي.
نقل أسلحة من مخازن أميركية في إسرائيل إلى أكرانيا
من جهة أخرى، أكدت وزارة الأمن الإسرائيلية على تقرير صحيفة “نيويورك تايمز”، أمس، بأن الولايات المتحدة نقلت عشرات آلاف القذائف المدفعية من مخازنها في إسرائيل إلى أوكرانيا. وأشارت الصحيفة إلى أن القرار الأميركي بهذا الخصوص يدل على سلم الأولويات الأميركي وأنه ليس متوقعا نشوب حرب تمكن إسرائيل من استخدام الأسلحة في المخازن الأميركية في أراضيها.
إلا أن الصحيفة أشارت أيضا إلى أن القرار الأميركي بنقل أسلحة من مخازن في إسرائيل إلى أوكرانيا مرتبط بتزايد التصريحات الإسرائيلية، في الأشهر الأخيرة، حول هجوم إسرائيل مستقل في إيران. وتحدث رئيس أركان الجيش الإسرائيلي السابق، أفيف كوخافي، في مقابلات بمناسبة انتهاء ولايته، يوم الجمعة الماضي، عن هجوم كهذا بشكل موسع. كما أن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، أطلق تهديدات مشابهة في أي خطاب أو كلمة ألقاها منذ تشكيل حكومته قبل ثلاثة أسابيع.
وبقرارها هذا “وبشكل غير مباشر على الأقل، تلمح الولايات المتحدة أنها لا ترى حاجة ماسة في استعداد إسرائيل لحرب فورية، التي كان يمكن أن تنشب عند الحدود مع لبنان وسورية لو قصفت إسرائيل في إيران. ولا يوجد بحوزة إسرائيل بطاقة مفتوحة من الإدارة الأميركية لهجوم في إيران، كما أن الأميركيين والأوروبيين لا يعتقدون أن هذا أمر ملح على أجندتهم”.