صحفي إسرائيلي: مخيم جنين الشجاع قد يصبح قريبا نسخة ثانية من بوتشا الأوكرانية
نشرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية مقالا للصحفي جدعون ليفي يصف الأوضاع في مخيم جنين للاجئين الذي استشهد 38 من أبنائه خلال العام المنصرم وحده وفق المقال.
وقال ليفي إنه شاهد العديد من الأمور الجميلة في المخيم “الذي يتحلى سكانه بالحزم وحسن التنظيم وروح قتالية ربما لا مثيل لها في التاريخ”.
وأبرز أن الجيش الإسرائيلي لم يجرؤ على اجتياح المخيم منذ عام، واكتفى بمهاجمة أطرافه فقط، في حين لم تتمكن السلطة الفلسطينية من دخوله منذ سنوات، ولم يسمح سكانه بأن يزوره أي صحفي إسرائيلي، باستثناء الصحفية أميرة هاس، بعد أن خيب الصحفيون الإسرائيليون آمال سكان المخيم.
وسلط المقال الضوء على معاناة أهالي المخيم بسبب الجرائم التي ترتكبها إسرائيل بحقهم وقال إنه “لا يوجد بيت هنا لم يعانِ من الفجيعة، وليست ثمة عائلة ليس لديها فرد من أفرادها لحقت به إعاقة جسيمة أو مغيب في السجون الإسرائيلية”.
ولاحظ ليفي، الذي يزور المخيم بعد الانقطاع عنه 4 سنوات، أن مقبرة الشهداء بالمخيم قد امتلأت، وباتت الحاجة ماسة لإنشاء قسم بالمقبرة يستوعب من قد يرتقون شهداء في المستقبل.
وأشار إلى أن سكان المخيم أخبروه أن مجزرة ستحدث لا محالة إذا اجتاح الجيش الإسرائيلي المخيم، مضيفا أنهم “يقولون ذلك بدون أي خوف أو تفاخر”.
وشبه الكاتب الإسرائيلي في مقاله حال مخيم جنين بقطاع غزة من حيث حجم معاناة سكانه والشجاعة والروح المعنوية العالية التي يتمتعون بها والدفء الذي يشعر به المرء عندما يزوره، كما شبه ما يحدث فيه والجرائم التي ترتكب فيه بما فعلته القوات الروسية بمدينة بوتشا الأوكرانية.
وأشار إلى أن شبان المخيم قد نصبوا حواجز زرقاء من الحديد عند مداخل المخيم كما هو الحال في أوكرانيا.
وحذّر ليفي من أن “مخيم جنين للاجئين قد يصبح نسخة جديدة من مدينة بوتشا الأوكرانية ذات يوم، وربما قريبا جدا. ولا ينبغي لأي إسرائيلي أن يبتهج بذلك”.
وتعرضت مدينة بوتشا الأوكرانية، التي تقع شمال غربي كييف، لدمار واسع جراء “الغزو الروسي” لأوكرانيا قبل أن تستعيد كييف السيطرة عليها، وتتهم السلطات الأوكرانية القوات الروسية بتنفيذ إعدامات جماعية في المدينة.