غضب وسخط على أجهزة السلطة لقمعها مسيرة رافضة للاعتقال السياسي بنابلس
سادت أجواء من الغضب والسخط الشديدين في أوساط أهالي مدينة نابلس عمومًا، وذوي المعتقلين السياسيين على وجه الخصوص، بعد قمع أجهزة أمن السلطة لمسيرة تطالب بالإفراج عن المعتقلين السياسيين مساء أول من أمس.
وقالت أم قيس والدة المعتقل السياسي محمد علاوي، التي شاركت بالفعالية إنّ عائلات المعتقلين السياسيين ستواصل فعالياتها من أجل إعلاء الصوت، وفضح ممارسات الأجهزة الأمنية التي تعمدت قمع الفعالية على الرغم من سلميتها.
ووصفت أم قيس ما حدث على “دوار الشهداء” وسط نابلس، من ضربٍ وسحلٍ، وإطلاق نار، وقنابل صوتية وغازية، وقمع للصحفيين بالأمر المعيب والمشين والخارج عن القانون.
وطالبت بتدخلٍ ممن وصفتهم بالعقلاء من أجل الإفراج عن المعتقلين السياسيين كافة، والكف عن التذرع بحمايتهم، وممارسة التضليل الإعلامي أمام الجماهير.
من جانبها، قالت عائلة المعتقل السياسي موسى عطا الله: إنّ طريقة تعامل أجهزة السلطة مع المتظاهرين، وحجم الحشد لأفراد الأجهزة الأمنية يُعبّر عن العقلية الأمنية القائمة على القمع، ورفض أيّ صوت يخرج عن سياق منهجية السلطة.
وذكرت العائلة، أنّ اعتقال نجلها، واستمرار احتجازه يجعلها تعيش حالة يومية من القهر والعذاب، لكون اعتقاله قد جاء على خلفية عمله المقاوم ضد الاحتلال.
وتساءلت العائلة: “إذا كانت السلطة تخشى سماع أصوات المقهورين من ذوي المعتقلين السياسيين، فلماذا تُصرُّ على اعتقال أبنائهم وتشريدهم؟ ولماذا لا تبادر إلى الاستماع لجميع الأصوات المنادية لطيّ صفحة الاعتقالات السياسية إلى الأبد؟”.
تدمر النسيج الاجتماعي
كما طالب طارق السخل شقيق المعتقل السياسي أنور القابع في سجن أريحا، منذ سبتمبر/ أيلول الماضي، بالإفراج عن شقيقه وعن جميع المعتقلين السياسيين.
وشدد السخل، على أنّ “عائلات المعتقلين السياسيين لم تتوقف عن حقها في المطالبة بالإفراج عن أبنائها المُغيبين في سجون الظلم”.
وقال: إنّ “من القهر أن تتخيل بأنّ قريبك معتقل في سجون ذوي القربى، والتهمة هي مقاومة الاحتلال الذي يُمعن يوميًّا في جرائمه”.
وأضاف: “مشاهد القمع التي رأيناها من الأجهزة الأمنية ستظل راسخة في أذهان كلّ الأطفال الذين كانوا على دوار الشهداء”، مطالبًا أصحاب القرار في السلطة بالتراجع عن هذه الأعمال والتصرفات التي من شأنها أن تدمر النسيج الاجتماعي والوطني”.
من جانبه، وصف الناشط الشبابي والقيادي في حركة “فتح” بالبلدة القديمة بنابلس نور حلاوة، اعتداءات أجهزة السلطة على المتظاهرين السلميين بـ”الخطيرة لما لها من تبعات ستمس بالنسيج الاجتماعي والوطني”.
وقال حلاوة، إنّ ما حصل في نابلس من مشاهد قمع للمرة الثانية في أشهر قليلة، يدلل على انعدام الحرية والديمقراطية وغياب العقلانية لدى جميع الأطراف”.
وشدد على أنّ الحل الأمثل لإنهاء أي مظاهر احتقان يتمثل بانتفاء أسبابها، والمتمثلة بالاعتقالات السياسية، والمسارعة بالإفراج عن كل الموقوفين في الضفة الغربية أو غزة.
وحمّل حلاوة مسؤولية ما حدث، للجنة التنسيق الفصائلي، ومحافظة نابلس، والمناطق التنظيمية، وإقليم نابلس، وبلدية نابلس وجميع مؤسساتها وشخصياتها الاعتبارية، بسبب عدم نزولهم إلى الشارع وسماعهم المواطنين وحلّ مشكلاتهم.