مشروع المياه العكسيّ..
طارق محمود بصول
تمَّ يوم الثلاثاء الأخير، تشغيل مشروع المياه العكسّي من اجل تزويد بحيرة طبريا بالمياه. بدأ العمل بهذا المشروع قبل أربعة أعوام من قبل سلطة المياه وشركة المياه القطرية “مكوروت”، وذلك في اعقاب انخفاض في كميات الامطار في ربوع بلادنا خلال سنوات متتالية (بين سنوات 2013 حتى 2018). المصطلح السائد هو مشروع المياه القطري، الذي يضخ المياه من بحيرة طبريا الى السهل الساحلي ومنطقة النقب، الا انه من اليوم سوف نُكثر من استعمال مصطلح اخر “مشروع المياه العكسيّ”.
فكرة المشروع
كما ذُكر سابقًا، تبلورت فكرة المشروع قبل أربعة اعوام، وذلك في اعقاب النقص المتتالي في المياه في بحيرة طبريا وذلك لسبيين، الأول زيادة كمية الاستهلاك/ رفاهية السكان، فمع مرور الوقت ازداد عدد سكان البلاد وارتفع مستوى رفاهياتهم (بالإضافة الى استهلال المملكة الأردنية الهاشمية وفق اتفاقية “وادي عربة” عام 1994)، أمَّا السبب الثاني فهو نقص كميات الأمطار في ربوع بلادنا (للتنويه، ليس نقص بكيمة الامطار العالمية، فهي ثابتة ولا تتغير، بل انخفاض بكمية الامطار التي تسقط في بلادنا وذلك نتيجة تغيرات مناخية عالمية).
طريقة العمل
سوف يتم تزويد بحيرة طبريا بـ 120 مليون كوب ماء، خلال مرحلتين، الأولى من خلال ضخ المياه من برك البطوف (מאגר אשכול) بشكل عكسيّ على طول 25 كلم حتى تصل الى أحد مقاطع وادي سلامة، ومن هناك تجري المياه حتى تصل بحيرة طبريا من الجهة الغربية. المرحلة الثانية، سوف يتمُّ العمل عليها في السنوات القادمة، من خلال بناء برك تجميع مياه محلاة ومياه جوفية بالقرب من منطقة “راس العين”، ومن هناك يتمُّ ضخها الى بحيرة طبريا.
الهدف
في ظل أهمية بحيرة طبريا كونها مصدر المياه الأساسي، وضعت سلطة المياه وشركة “مكوروت” نصب أعينها هدفين أساسيين للمشروع، الأول منع انخفاض منسوب بحيرة طبريا تحت الحد الأدنى 213-، أمَّا الهدف الثاني المحافظة على استبدال وتغيير المياه بشكل مستمر، من خلال ضخ المياه وتزويد سكان غور الأردن، مرج ابن عامر والمملكة الأردنية الهاشمية، بالمقابل تزويد البحيرة بالمياه من الاودية المختلفة: نهر الأردن ووادي سلامة الذي تحول ليكون المنصة الأساسية لمشروع المياه العكسيّ.