أخبار رئيسيةتقارير ومقابلاترياضةومضات

تعرف إلى مسيرة “الملك” بيليه.. أكثر من توج بمونديال كأس العالم

أعلن رسميا الخميس عن رحيل أسطورة كرة القدم، البرازيلي بيليه، عن عمر يناهز 82 عاما، بعد صراع مع مرض السرطان.

وكان البرازيلي بيليه، أسطورة كرة القدم، أكثر لاعب محبوب في جيله أو في أي جيل آخر، وأحد أعظم من لمست قدماه الكرة على مر تاريخ اللعبة.

 

فقر ومعاناة

نشأ “إدسون أرانتيس دو ناسيمنتو”، فقيرا في حي باورو بولاية ساو باولو، وكان أهله يلقبونه بـ”ديكو”، قبل أن يطلب منهم مناداته بـ”بيليه” تيمنا بحارس مفضل لديه كان يلعب في فاسكو دي غاما.

عمل بيليه في طفولته كخادم في عدة مقاهٍ، وكان يلعب بجورب محشور بورق الجرائد لعدم توفر القطعة البلاستيكية القوية التي يستخدمها اللاعبون لحماية أقدامهم من الإصابات.

ومما لا يعرفه الكثيرون عن “بيليه” أنه من أوائل من لعب كرة القدم داخل الصالات بالبرازيل، ولكن لم تكن بشكل اللعبة الحالية، إذ كان يتمرن ويلعب رفقة أصدقائه في أماكن ومدارس مغلقة.

كما لعب الأسطورة الراحل لعدة فرق هواة في شبابه، بما في ذلك سيت دي سيتيمبرو و كانتو دو ريو و ساو باولينيو و أميريكينها.

 

الطريق نحو النجومية

فاز بكأس العالم مع البرازيل في الأعوام 1958 و1962 و1970، وقدّم مجموعة لا تحصى من المهارات واللمحات التي جعلت منه أفضل تجسيد للعصر الذهبي لكرة القدم في بلاد السامبا في القرن العشرين.

لم يقتصر حضوره على عالم كرة القدم فحسب، بل ذهب إلى أبعد من الملعب، حيث أصبح ظاهرة في كسب المال، واضعاً اسمه على الملابس الرياضية وبطاقات الائتمان والساعات، بين مجموعة من المنتجات.

خاض مباراته الأولى مع فريق سانتوس عام 1956، عندما كان لا يزال في الخامسة عشر من العمر.

تم استدعاؤه للمنتخب الوطني بعد عام، وسجّل هدفاً في أوّل مشاركة له في مباراة ضد الأرجنتين.

 

مسيرته بكؤوس العالم

ضُمّ لتشكيلة المنتخب المشارك في كأس العالم 1958 في السويد، قبل بلوغه عامه الثامن عشر.

وكانت مشاركته موضع نقاش حاد في البرازيل، حيث طرح نقاد علامات استفهام حول ما إذا كان هذا المراهق النحيل يحظى بالمواصفات البدنية المطلوبة للبطولة.

لم يكن “الجوهرة السوداء” متاحاً في المباراتين الأوليين لأنه كان لا يزال يتعافى من إصابة في الركبة لدى وصوله إلى السويد.

وكان بإمكان بيليه أيضا البقاء على مقاعد البدلاء في المباراة الثالثة ضد الاتحاد السوفياتي، لو استجاب مدرب المنتخب وقتها فيسنتي فيولا لنصيحة الطبيب النفسي الذي اعتبر أن اللاعب غير مؤهل للمهمة.

لكن فيولا راهن على بيليه، ودفع به منذ بداية المباراة التي انتهت بفوز برازيلي بثنائية نظيفة، وتقديم اللاعب اليافع عرضاً مميزاً ارتكز بشكل أساسي على العمل مع غارينشا، أحد نجوم المنتخب يومها.

قدّم بيليه في المباراة الأولى أداء جعل منه لاعباً أساسياً في تشكيلة “راقصي السامبا”، وأصبح من المستحيل الاستغناء عنه.

سجّل هدفه الأول في البطولة في ربع النهائي ضد ويلز، ليمنح بلاده الفوز بهدف دون رد وبطاقة التأهل إلى المربع الذهبي لمقابلة فرنسا، حيث سجل ثلاثية تاريخية “هاتريك” قاد بها منتخب بلاده للفوز بنتيجة 5-2.

تأهلت البرازيل للمباراة النهائية لملاقاة السويد المضيفة، لكن ذلك لم يثر أي رهبة في قلب اللاعب الشاب الذي واصل تألقه وسجّل هدفين ليساهم بنسج النجمة الأولى على القميص الأصفر بعد مباراة انتهت أيضا بفوز البرازيل بنتيجة 5-2.

وأصبح بيليه، في عمر 17 عاما و249 يوما، أصغر لاعب يحرز لقب كأس العالم، وأصغر لاعب يسجّل في مباراتها النهائية.

لكن النسختين اللاحقتين لم تشهدا تألقا مماثلا للاعب الذي أضحى بعدها أسطورة.

في نسخة عام 1962 في تشيلي، مع خبرة أكثر وبنية أقوى، كان بيليه يمني نفسه بتكرار إنجازه وقيادة بلاده لانتصارات مبهرة، وقدّم لمحة عما كان يريد القيام به في المباراة الافتتاحية لبلاده ضد المكسيك بصنعه هدفاً وتسجيل آخر بعد أداء فردي مذهل راوغ خلاله أربعة لاعبين.

لكن آماله اصطدمت بحائط الإصابة في المباراة الثانية ضد تشيكوسلوفاكيا، بعد تفاقم إصابة سابقة لديه، ما أجبره على الجلوس على مقاعد البدلاء طيلة البطولة التي قاد فيها غارينشا البرازيل للفوز بلقبها الثاني.

لا يمكن مقارنة إحباط بيليه من الإصابة التي حدّت من مشاركته في تشيلي، مع خيبة الأمل التي اختبرها في مونديال إنكلترا 1966 حيث تم حرفيا “ركله” خارج البطولة، دون أن يحميه الحكام من الاحتكاكات القاسية.

أصبح بيليه أول لاعب يسجّل في ثلاث نهائيات لكأس العالم، بعد هزّه الشباك في المباراة الأولى ضد بلغاريا (2-صفر) رغم التدخلات الخشنة من مدافعي الخصم، والتي أبعدته عن المباراة الثانية ضد المجر (1-3).

عاد في المباراة الثالثة ضد البرتغال، لكنه خرج باكيا من ملعب غوديسون بارك في ليفربول، بعد تعرّضه لعرقلتين قويتين من المدافع جواو مورايش.

ودّعت البرازيل المونديال من الدور الأول للمرة الأولى منذ 1934، وأقسم بيليه على عدم المشاركة مجددا، قائلا “لا أريد أن أنهي حياتي معوقا”.

 

مرادف للعبة جميلة

لحسن الحظ، لم يفِ اللاعب بوعده، وعاد بعد أربع سنوات في مونديال المكسيك بعمر 30 عاما ليقود منتخباً يُعدّ من الأفضل على مرّ العصور.

بعد مونديال 1966 المخيّب للآمال على الصعيد الكروي، تحوّل مونديال 1970، لا سيما بفضل الفوز البرازيلي المستحق وأداء بيليه في خلاله، مرادفاً للعبة الجميلة. قدّم اللاعب في المكسيك أداء باتت بموجبه الفرص التي أضاعها، تُذكَر بقدر الأهداف التي سجلها.

 

بعد الاعتزال الدولي

على الرغم من أنه واصل اللعب مع سانتوس، وانتقل بعد ذلك إلى نيويورك كوزموس الأمريكي، إلا أن بيليه اعتزل دوليا عام 1971، خلال مباراة وداعية عاطفية أمام 180 ألف مشجع في ملعب ماراكانا الشهير في ريو دي جانيرو، وفي جعبته 92 مباراة دولية و77 هدفا.

وقال عنه نجم إنكلترا السابق بوبي مور وقتها: “بيليه كان اللاعب الأكثر اكتمالا (…) كان لديه كل شيء”.

وبمجرّد الانتهاء من بطولات كأس العالم، ساعد بيليه، الذي كان يلقب بـ “أو ري” (الملك)، في محاولة إطلاق ثورة كروية في الولايات المتحدة.

وفي عام 1977، قاد كوزموس للقب الدوري المحلي، في موسمه الأخير مع النادي الذي مرّ في صفوفه الأسطورة الألماني فرانتس بكنباور، والمهاجم الإيطالي جورجو كيناليا وقائد منتخب البرازيل السابق كارلوس ألبرتو.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى