إسرائيل 2022.. تأهب لإيران وتصعيد بالضفة وتبريد جبهة لبنان
– مسؤول أمني إسرائيلي: مع أو بدون واشنطن لن نسمح لإيران بامتلاك سلاح نووي.. لإيران وكلاء بسوريا ولبنان والعراق وغزة وغيرها ولذا فهي تمثل تهديدا لإسرائيل ولدول عديدة بالإقليم
– توقيع اتفاق ترسيم الحدود البحرية بين إسرائيل ولبنان، بوساطة أمريكية، أدى إلى تبريد الجبهة بين البلدين بعد تهديدات متبادلة بين تل أبيب و”حزب الله”
– الاحتلال قتل 224 فلسطينيا بينهم 171 في الضفة والأمم المتحدة وصفت 2022 بالعام الأكثر دموية منذ 2005.. فيما قُتل 31 إسرائيليا وأجنبيا في هجمات نفذها فلسطينيون
– جبهة قطاع غزة شهدت هدوءا مشوبا بالحذر خلال 2022 باستثناء عملية عسكرية إسرائيلية واسعة استغرقت عدة أيام
ميدانيا، صَعَّدَ الاحتلال عملياته في الضفة الغربية خلال عام 2022، وزادت هجماتها الجوية على أهداف في سوريا، مع تكثيف الاستعدادات والتدريبات لمنع إيران من امتلاك سلاح نووي، بحسب رصد مراسل الأناضول.
بالمقابل فإن اتفاق ترسيم الحدود البحرية بين إسرائيل ولبنان برَّدَ الجبهة اللبنانية بعد توقعات بمواجهة عسكرية بين إسرائيل وجماعة “حزب الله” اللبنانية (حليفة إيران)، فيما اتسمت جبهة قطاع غزة بهدوء حذر.
وتمتلك تل أبيب ترسانة نووية غير خاضعة للرقابة الدولية، وتعتبر كل من إسرائيل وإيران الدولة الأخرى العدو الأول لها.
إيران وسوريا ولبنان
ومع إعلانات متعددة في 2022 عن استعدادات عسكرية إسرائيلية لمنع إيران من إنتاج أسلحة نووية، بدا أن إسرائيل تريد وضع ملف طهران في الواجهة.
وقال مسؤول أمني إسرائيلي، طلب عدم نشر اسمه، إن “إيران تمثل تهديدا إستراتيجيا لإسرائيل ولن نسمح لها بوضع سيف السلاح النووي على رقابنا، ولذا فمع الأمريكيين أو بدونهم لن نسمح لإيران بامتلاك السلاح النووي، ونحن نطور قدراتنا”.
وبينما تتهم تل أبيب وعواصم أخرى إقليمية وغربية، في مقدمتها واشنطن، إيران بالسعي إلى إنتاج أسلحة نووية، تقول طهران إن برنامجها النووي مصمم للأغراض السلمية ولا سيما توليد الطاقة الكهربائية.
وأضاف المسؤول الأمني أن “إيران تشكل مصدر تهديد لنا وللولايات المتحدة الأمريكية وغيرها من شركائنا الإقليمين، ولذا فعلينا أن نبحث كيفية مواجهة هذا التهديد، نحن لا نتحدث عن إيران كبلد وإنما عن إيران كظاهرة”.
و”الحديث ليس فقط عن محاولات طهران امتلاك السلاح النووي، وإنما أيضا منظمات مدعومة منها في المنطقة”، بحسب المسؤول الإسرائيلي.
وتواجه إيران اتهامات بامتلاك أجندة توسعية في المنطقة والتدخل في الشؤون الداخلية لدول عربية، بينها اليمن ولبنان وسوريا والعراق، بينما تقول طهران إنها تلتزم بمبادئ حُسن الجوار.
ولدى إيران، وفق المسؤول الإسرائيلي “وكلاء، أنظر إلى حزب الله، إنه ليس منظمة بل جيش ولديه قدرات عالية من إيران بينها الصواريخ الموجهة والطائرات بدون طيار، إيران حاولت بناء شيء مماثل لحزب الله في سوريا”.
وتحتل إسرائيل أراضٍ جنوبي لبنان، وخاض “حزب الله” معارك ضد الجيش الإسرائيلي أحدثها صيف 2006، إضافة إلى مناوشات حدودية بين الطرفين من حين إلى آخر.
وتابع المسؤول الإسرائيلي: “لإيران وكلاء في سوريا ولبنان والعراق وغزة وغيرها، ولذا فهي تمثل تهديدا ليس فقط لإسرائيل وإنما لدول عديدة في الإقليم، وبالطبع يتم بحث الأمر بين هذه الدول”.
واستطرد: “رؤية الرئيس السابق لفيلق القدس الإيراني قاسم سليماني كانت إحاطة إسرائيل بحزام نيران في لبنان وسوريا و(حركة) الجهاد الإسلامي في غزة، ولكنه ذهب وفشل مخططه في سوريا”.
وقُتل سليماني في غارة جوية أمريكية قرب مطار العاصمة العراقية بغداد في 3 يناير/ كانون الثاني 2020.
وخلال مؤتمر مطلع ديسمبر/كانون الأول 2022، قال رئيس شعبة البحوث بهيئة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية (آمان) عميت ساعر إن “رؤية سليماني، التي تتمثل بإنشاء لبنان ثانٍ على الأراضي السورية، قد ماتت سواء ميدانيا أو في عقول مَن كانوا يتمسكون بها”.
وأردف: “يختار (الأمين العام لحزب الله حسن) نصر الله عدم توسيع رقعة أهدافه في سوريا لأنه غير معني بالتورط هناك، لكنه يبني قوته لخلق القدرة على تحقيق الإنجاز، وهو يرى في ذلك شرطا للاستقرار”.
أما رئيس أركان الجيش الإسرائيلي أفيف كوخافي فقال في مؤتمر آخر مطلع ديسمبر/كانون الأول 2022 إن “رؤية قاسم سليماني في سوريا تم التشويش عليها بشكل كبير جدّا لكن ليس بشكل مطلق ولدينا مزيد من العمل هناك”.
ومشيرا إلى الهجمات الجوية الإسرائيلية في سوريا، أضاف كوخافي أنه “في 80 بالمئة من الوقت يبقى محور التهريب البري والجوي والبحري إلى سوريا مغلقا نتيجة عملياتنا العسكري”.
وعلى هذا الصعيد فإن توقيع اتفاق ترسيم الحدود البحرية بين إسرائيل ولبنان في 27 أكتوبر/ تشرين الأول 2022، والذي توسطت فيه واشنطن، أدى إلى تبريد الجبهة بين البلدين بعد تهديدات متبادلة بين إسرائيل و”حزب الله”.
ووصف المسؤول الأمني الإسرائيلي هذا الاتفاق بـ”التاريخي فهو أول اتفاق رسمي بين إسرائيل ولبنان، وهذا أمر مذهل بعض النظر عن حزب الله، وهو دليل على أنه إذا ما توفرت الإرادة فإن هناك طريق، الاتفاق جيد للاقتصاد اللبناني وجيد لأمن واقتصاد إسرائيل”.
ووفق تقديره فإن “حزب الله لم يرد هذا الاتفاق، لكن لا يمكنه مواجهة الرأي العام في لبنان في ظل الوضع الاقتصادي الصعب هناك، وقد حاول أن يصعد من خلال التصريحات ولكن الاتفاق تم”.
وتمنى أن “يحدث اتفاق سلام مع لبنان يوما ما، وأعتقد أنه ممكن صباح غد إذا توفرت الإرادة، يمكننا حل كل المشاكل العالقة تماما كما حدث مع الأردن ومصر”.
ومصر والأردن ترتبطان باتفاقي سلام مع إسرائيل منذ عامي 1979 و1994.
الضفة وغزة
وخلافا لما كان متوقعا في 2021، شهد 2022 تصعيدا إسرائيليا ملحوظا في الضفة الغربية تمثل باقتحامات شبه يومية لمدن فلسطينية وخاصة جنين ونابلس شمالي الضفة.
وبحسب معطيات وزارة الصحة الفلسطينية، فإن الاحتلال قتل 224 فلسطينيا منذ بداية 2022 هم 53 في قطاع غزة و171 بالضفة الغربية.
وقبل 2022 كانت أعداد الضحايا في غزة أعلى منها في الضفة الغربية. ووصفت الأمم المتحدة 2022 بالعام الأكثر دموية منذ 2005.
وبالمقابل نقل موقع “تايمز أوف إسرائيل” الإخباري، في 13 ديسمبر/كانون الأول 2022، عن جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) مقتل 27 إسرائيليا وأجنبيا في هجمات نفذها فلسطينيون في إسرائيل والضفة الغربية خلال 2022.
كما أفاد بمقتل 4 جنود إسرائيليين في الضفة الغربية، وبأن العدد الإجمالي هو الأعلى منذ 2014 حين قُتل 94 إسرائيليا خلال حرب على غزة في ذلك العام.
ورصدت معطيات “الشباك” ارتفاعا ملحوظا في عدد عمليات إطلاق النار خلال 2022، وصعَّد جيش الاحتلال الإسرائيلي من اعتقال الفلسطينيين وخاصة في شمالي الضفة الغربية والقدس الشرقية.
فيما شهدت جبهة قطاع غزة هدوءا مشوبا بالحذر خلال 2022، باستثناء عملية عسكرية إسرائيلية واسعة استغرقت عدة أيام في أغسطس/آب 2022.
ومنذ صيف 2007، تحاصر إسرائيل غزة ما أدى إلى تدهور الأوضاع الاقتصادية والمعيشية في القطاع حيث يعيش أكثر من مليوني فلسطيني.