جبهات داخلية هادئة بسوريا في 2022.. وغارات إسرائيلية مكثفة
لم تؤد المناوشات والاشتباكات المحدودة التي لم تغب عن الجبهات العسكرية بين المعارضة والنظام السوري على مدار العام 2022، إلى الانزلاق نحو معارك كبيرة، فيما اعتبر محللون عسكريون تحدثوا لـ”عربي21″ أن ذلك يعود إلى وجود رغبة دولية وإقليمية لوقف الاقتتال ومنع التصعيد.
ومنذ مطلع العام 2022، لم تشهد خارطة السيطرة على الأرض في سوريا تغيرات كبيرة، في حين يواصل النظام السوري من حين لآخر قصف مناطق سيطرة المعارضة وغالباً ما تشارك في تلك العمليات طائرات روسية.
ويسود اعتقاد واسع في الأوساط السورية، بأن قيام روسيا بغزو أوكرانيا أسهم كثيرا في تراجع الاهتمام العالمي بالملف السوري.
حالة اتفاق على الهدوء
والأرجح وفق تقديرات عسكرية أن لا تشهد خارطة السيطرة السورية أي تغيير في العام الجديد، ويقول المحلل العسكري والاستراتيجي العميد أحمد رحال، إن هناك حالة من الاتفاق على إيقاف المعارك بين المعارضة والنظام السوري، ضمن مسار “أستانا”، وهو المسار الذي تشرف عليه تركيا وروسيا وإيران.
ويضيف، أنه رغم الخروقات من جانب النظام السوري، والدفاع بالمقابل من جانب فصائل المعارضة، فإن وجود قرار من تركيا وروسيا منع اندلاع معارك جديدة.
ولن يختلف الحال في العام الجديد على الجبهات السورية، كما يؤكد رحال، الذي يقول إن “تعدد المناطق الساخنة في العالم يجعل العالم لا يحتمل تبعات تصعيد جديد”، مضيفا أن “هناك ما يشبه الاتفاق على أن العام 2023 سيكون العام الذي يشهد بدايات الحل في سوريا”.
بدوره، يستبعد القيادي في الجيش السوري الحر، العقيد عبد السلام عبد الرزاق، أن يطرأ أي تغير على الخارطة العسكرية، ويقول إن “المبادرة خرجت تماما من يد السوريين منذ زمن وأصبحت لعبة المصالح الدولية هي التي تتحكم بالأرض”.
ويرى، أن مصالح الدول الفاعلة لم تتغير، ولا يوجد بالأفق أي حراك ثوري يستطيع إنتاج قوة من شأنها أن تقلب الطاولة على الدول المتحكمة، وقوى الأمر الواقع التابعة للخارج ما زالت تمسك بقرارات الثورة، و”لم تستطع الكوادر الحرة في مختلف المجالات وخاصة العسكرية بالنسبة للضباط العودة إلى الواجهة لفعل شيء بخلاف الوضع الراهن”.
الاشتباكات والقصف لغة الأطراف للتفاهم
أما على صعيد الغارات الإسرائيلية، فقد كثف الاحتلال ضرباته على مواقع عسكرية واستراتيجية، في أكثر من محافظة سورية، في دمشق وحلب وحماة واللاذقية وطرطوس ودير الزور.
ويرى العقيد والمستشار في الجيش الوطني السوري العقيد أحمد حمادة، أن العام القادم لن يختلف عن سابقه إذا لم يكن هناك جدية لدى القوى الفاعلة على الأرض السورية في تطبيق القرارات الدولية وتشكيل حكومة انتقالية ذات صلاحيات كاملة.
ويرى حمادة، أنه من غير الممكن أن تستقر الأوضاع العسكرية قبل تطبيق قرارات الشرعية الدولية على الأقل، مؤكدا أن “الاشتباكات والقصف والغارات الإسرائيلية كانت لغة التفاهم بين الفرقاء، وخطوط القتال بقيت شبه ثابتة، ولا وجود لأي حل في حال بقيت نفس المعطيات”.
“قسد” مهددة
وانتقالا إلى مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية (قسد) في شرق شمال سوريا، فقد سجلت بعض المناطق انتشارا لقوات النظام السوري، بفعل التهديدات التركية المستمرة بشن عملية عسكرية برية ضد تنظيمات تصنفها أنقرة في لوائح “الإرهاب”.
ويبدو أن “قسد” باتت مهددة بخسارة مناطق من سيطرتها، في حال واصلت تركيا التهديد بعملية عسكرية، وهو ما قد يدفع بها إلى تقديم المزيد من التنازلات للنظام وروسيا، لكنها ستبقى في نفس الوقت رهن القرار الأمريكي.