الاحتلال يصعد من هجمته على المنهاج الفلسطيني في القدس
تسعى سلطات الاحتلال الإسرائيلي في مدينة القدس، إلى ضرب وتشويه التعليم في مدارس المدينة بمحاولة السيطرة على المناهج الدراسية وتحريفها، وسط حالة من اليقظة والرفض من قبل أولياء الأمور ومديري المدارس.
وخصصت سلطات الاحتلال ملايين الشواقل بهدف السيطرة على التعليم بمدينة القدس المحتلة، إذ وضعت خطة خمسية (2018-2022)، تهدف إلى أسرلة التعليم بنسبة 90%.
وتريد سلطات الاحتلال إغلاق المدارس التابعة لوكالة الغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا”، واستيعاب طلبتها في مدارس تدرس المناهج الإسرائيلية، وإغلاق أي مدارس ترفض تدريس المنهاج الإسرائيلي المحرف.
وعملت سلطات الاحتلال على إعادة طباعة كتب المناهج الفلسطينية، مع حذف كل ما له علاقة بالانتماء الوطني الفلسطيني واستبدال نصوص أخرى به، تخدم أهداف الاحتلال، وتمريره في المدارس التابعة لها.
الناطق الإعلامي باسم اتحاد لجان أولياء الأمور في القدس المحتلة رمضان طه، يؤكد أن المعركة حول منع إدخال المناهج الإسرائيلية المحرفة للمدارس في مدينة القدس المحتلة، مستمرة بين سلطات الاحتلال ومديري المدارس.
ويقول طه في تصريحات صحفية: “شهدت الأيام الماضية محاولات دائرة المعارف التابعة لسلطات الاحتلال لاقتحام المدرسة الإبراهيمية في حي الصوانة في مدينة القدس المحتلة، لفحص وتفتيش المنهاج الذي يدرس للطلبة”.
ويضيف طه: “تصدت إدارة المدرسة ولجنة أولياء الأمور لمحاولات سلطات الاحتلال للتفتيش على المناهج التعليمية التي تدرَّس للطلبة في المدرسة الإبراهيمية، ومنعتهم من دخول الفصول الدراسية”.
ويقول طه: “لجنة أولياء الأمور وإدارة المدارس تعمل على منع تمرير المناهج الإسرائيلية المحرفة بالعمل المتواصل على تدريس المنهاج الفلسطيني، وإدخال الكتب الفلسطينية”.
ويبيّن أنَّ سلطات الاحتلال تريد تدريس الطلبة موضوعات حول “المثلية الجنسية” (الشذوذ)، وإدخال بعض التعاليم والمفاهيم المخالفة للدين الإسلامي والعادات والتقاليد الفلسطينية.
ويشدد على أن لجنة أولياء الأمور تسعى بكل ما تمتلك من قوة لإفشال المحاولات الإسرائيلية لإدخال المنهاج المحرَّف إلى مدارس القدس المحتلة، ووقف أي من الموضوعات التي تؤثر في عقول الطلبة.
ويلفت طه إلى أن إدارة المدارس التي ترفض إدخال المناهج الإسرائيلية، تُقلَّص الميزانيات لها، ولا يُعطى الطلبة البرامج الترفيهية، ويُحرمون من المواصلات، أسوةً بالمدارس التابعة لدائرة المعارف التابعة لسلطات الاحتلال.
ويشير إلى أن سلطات الاحتلال تواصل الضغط على المدارس ولجنة أولياء الأمور للقبول بالمناهج الإسرائيلية المحرفة، ولكن في المقابل هناك حالة رفض لتمرير تلك المناهج في المدارس.
من جانبه، يؤكد عضو المجلس التنسيقي للتعليم بمدينة القدس المحتلة، رائد بشير، أن سلطات الاحتلال توقف طلبة بعض المدارس في الشوارع وتفتش داخل حقائبهم لمعرفة المنهاج الذي يدرسونه.
ويقول بشير في تصريحات صحفية: “قبل أيام حاولت سلطات الاحتلال دخول المدرسة الإبراهيمية في القدس المحتلة ومعرفة المناهج التي تُدرَّس للطلبة فيها، ولكن منعتهم إدارة المدرسة”.
ويضيف بشير: “هذه هي المحاولة الثانية لسلطات الاحتلال لدخول المدرسة الإبراهيمية التي أعلنت إدارتها ولجنة أولياء الأمور فيها بوضوح رفضَها تدريسَ المنهاج الإسرائيلي المحرف واعتماد المنهاج الفلسطيني”.
ويوضح أن سلطات الاحتلال ألغت العام الماضي التراخيص الدائمة الممنوحة للمدرسة الإبراهيمية، إضافة إلى مدارس أخرى، بسبب استمرارهم في تدريس المنهاج الفلسطيني.
ويبين أن أي قرارات من سلطات الاحتلال ضد أيٍّ من مدارس مدينة القدس المحتلة، أو سحب تراخيص أي منها، سيقابل بتصعيد من جميع المدارس والدخول في إضراب. ويتوقع أن تشهد المرحلة القادمة تصعيدًا ضد المدارس بمدينة القدس المحتلة، مع قدوم حكومة بنيامين نتنياهو المعروفة بتطرفها.