“الأعياد التلمودية”.. مناسبات إسرائيلية لتمرير مخططات خبيثة
تواصل جماعات “الهيكل” المزعوم دعواتها لاقتحام واسع للمسجد الأقصى، مع بدء فعاليات ما يسمى “عيد الأنوار- الحانوكا” أول من أمس ويستمر ثمانية أيام لينتهي الاثنين القادم، وتسعى تلك الجماعات لتمرير مخططات خبيثة منها إيقاد “الشمعدان” داخل الأقصى، والاعتداء على المرابطين، ومنع المصلين من دخول المسجد أوقات الاقتحام.
وتحذر شخصيات فلسطينية عديدة من خطورة مخططات الاحتلال التي تسعى الجماعات المتطرفة لتنفيذها، لتقسيم الأقصى زمانيًا ومكانيًا، وزيادة ساعات الاقتحام والسماح للمستوطنين بالاقتحام من عدة أبواب، وفي يومي الجمعة والسبت، في محاولة لتجاوز “الخطوط الحمراء” أو “الوضع القائم” والتقدم خطوة نحو التهويد، بما ينذر بتفجير الأوضاع.
أطماع إسرائيلية
وبحسب الباحث المقدسي ناصر الهدمي، فإن “عيد الأنوار- الحانوكا” تغيّر وضعه خلال السنوات الأخيرة، فقبل عشر سنوات لم يكن العيد مركزيًا، ولم يكن على صلة بالمسجد الأقصى.
ولفت الهدمي في تصريحات صحفية إلى أن الاحتلال أجرى تغييرًا على واقع العيد، وأصبح لديه أطماع بالسعي لإيقاد “الشمعدان” داخل الأقصى، وهذا مخالف لما يسمى “الفتوى الشرعية” للاحتلال التي كانت تنص على عدم صعود اليهود للمسجد الأقصى الذي يسمونه “جبل الهيكل” وعلى عدم إيقاد الشمعدان.
وقال: “إن ما يجري حاليًا هو نتيجة لما أفرزته انتخابات “الكنيست” الإسرائيلي الأخيرة التي فاز فيها أسوأ ما لدى المؤسسة الاسرائيلية من تطرف وفاشية.
وأشار إلى أن تلك الشخصيات كإيتمار بن غفير قدموا وعودًا للناخبين أنهم سيغيرون الواقع في الأقصى، وأنهم سيسمحون لليهود باقتحام المسجد طيلة ساعات النهار وليس في ساعات الصباح فقط، وسيسعى هؤلاء لتنفيذ الوعود في ظل حكومة يمينية تعبر عن المستوطنين.
في المقابل، يرى الهدمي أن الشعب الفلسطيني هو اللاعب الرئيس في الأمر وجدار حماية للأقصى، وأثبت أنه قادر على لجم الاحتلال وإيقافه ودفعه للتراجع كما حصل في هبة البوابات.
عجز واضح
وتابع: “نحن أمام احتلال يحاول تنفيذ وعوده، وشعب فلسطيني ملتحم تجاوز أوسلو وسلبياتها”، معتقدًا أن التصعيد الإسرائيلي المستمر في الأقصى سيقود إما لمواجهة جديدة مع غزة وإما لانتفاضة ثالثة بالضفة الغربية، وواضح أن المقاومة تحاول منح الضفة فرصة للنضوج الثوري المقاوم، حيث تشكل الخاصرة الضعيفة للاحتلال.
ورغم إتاحة الاحتلال لنقل المستوطنين المجاني عبر الحافلات فإنه عاجز عن تأمينها تأمينًا كافيًا، وفق الهدمي.
وهذا العجز، يلفت إليه المختص في شؤون القدس شعيب أبو سنينة، حينما أطلق مقاومون من جنين النار على حافلة كانت تقل مستوطنين، وأصابتها سبع رصاصات، وتصادف الأمر بوجود المتطرف “بن غفير” داخلها.
وقال أبو سنينة في تصريحات صحفية: إن الاحتلال يحاول استغلال فترة أيام العيد الذي يمتد لثمانية أيام في تنفيذ أطماعه، خاصة مع فوز عدد كبير من المتطرفين بـ”الكنيست” الإسرائيلي، وهذا يدل على حجم التطرف والعدوان.
وأضاف أن المتطرفين الإسرائيليين يتمردون على الفتوى الدينية التي تحرم دخول “اليهودي” للمسجد الأقصى، وهم مصرون على تهويده. ويعتقد أن المتطرفين المنتخبين الذين تحالفوا مع رئيس الحكومة المقبلة بنيامين نتنياهو باتوا أمام اختبارهم الأول بتحقيق مطالب ناخبيهم، منها اقتحام الأقصى من أبواب عديدة، وأيام الجمعة والسبت، وممارسة طقوسهم التلمودية علنًا.
ورغم وجود عدة جماعات استيطانية متطرفة فإن “بن غفير” زعيم منظمة ما تسمى بـ”العظمة اليهودية” تصدر مشهد التحريض على اقتحام الأقصى، وهو من أتباع الحاخامات الذين يؤمنون بطرد الفلسطينيين وبناء ما يسمى “المعبد”.
وأشار أبو سنينة إلى أن العام الماضي أشعل المستوطنون في هذه الطقوس التلمودية مشاعل غاز الطهي، وفي هذا العام يسعون لإشعال “الشمعدان” داخل الأقصى كما أُشعل بالمسجد الإبراهيمي في الخليل، ولا يزالون يعتدون على المرابطين لتفريغ الأقصى في أيام الاقتحام لتنفيذ مخططاتهم.
لكن الصورة على الأرض لم تكن ترجمة للدعوات، فلم يزد عدد المقتحمين على عشرات، حتى أن أعداد المقتحمين في الأيام العادية فاقت أعداد المستوطنين المقتحمين خلال العيد، وهذا يرجع وفق أبو سنينة إلى صمود المرابطين وخشية قادة الاحتلال من التصعيد في الضفة وغزة إذا تجاوز الخطوط الحمراء.
ا