الرباط في الأقصى وهتافات التكبير.. سلاح المرابطين لإفشال الاقتحامات
على وقع اقتحامات المستوطنين الواسع لباحات المسجد الأقصى بحماية قوات الاحتلال أمس، في أول أيام ما يسمى “عيد الأنوار-الحانوكاة” العبري، وقف المئات من المقدسيين والمصلين والمرابطين داخل باحات المسجد المبارك، وسلاحهم هتافات التكبير في محاولة منهم للتصدي لهذه الاعتداءات.
ومع حلول “العيد” العبري، أنارت سلطات الاحتلال وجماعات “الهيكل” المزعوم “الشمعدان” في ساحة البراق، وسط محاولات لإدخاله إلى ساحات المسجد الأقصى وعلى أبوابه، لكن دعوات شد الرحال إلى المسجد المبارك والرباط فيه حال دون ذلك.
ولا يمتلك المرابطون والمصلون إلا رفع أصوات التكبير في وجوه المستوطنين وقوات الاحتلال لمنع المستوطنين إقامة طقوسهم التلمودية داخل باحات المسجد الأقصى.
وتعمل سلطات الاحتلال على ملاحقة المرابطين عبر اعتقالهم، وفرض غرامات باهظة عليهم، وضربهم، لثنيهم عن مواجهة المستوطنين في باحات المسجد الأقصى.
وسبق أن قدمت وزيرة الثقافة في حكومة الاحتلال ميري ريغيف عام 2014 مشروع قانون إلى “الكنيست” تطالب فيه بمعاقبة كل من يرفع صوته بالتكبير داخل الأقصى بدفع غرامة مقدارها 50 ألف شيقل (قرابة 14 ألف دولار).
المرابطة هنادي جمال، تصف المرابطين بأنهم الذراع الحامي للمسجد الأقصى من اقتحامات المستوطنين التي لا تتوقف، موضحة أنهم يمكثون من بعد صلاة الفجر في باحاته، ولا يملكون إلا رفع أصوات التكبيرات أمام المقتحمين، لتخوفيهم ومنعهم من الاقتراب من المسجد.
وقالت هنادي في تصريحات صحفية: “لولا وجود المرابطين في المسجد الأقصى لنجح المستوطنون في الدخول إليه، وفعلوا ما يريدون، بل وقسموه جغرافيًّا كما حال المسجد الإبراهيمي”، لافتة إلى أن قوات الاحتلال تواجه المرابطين بالضرب بالعصي وإطلاق الرصاص المطاطي وقنابل الغاز المسيل للدموع، عدا عن إبعاد الكثير منهم لفترات طويلة عن المسجد المبارك ومدينة القدس المحتلة.
رئيس مركز القدس الدولي حسن خاطر يصف المرابطين بأنهم صمام الأمان الحقيقي للمسجد الأقصى في هذه الظروف العصيبة، وهم من المصلين والقاطنين بجوار المسجد من البلدة القديمة وضواحي المدينة المقدسة، وأراضي عام 1948.
يقول خاطر في تصريحات صحفية: “المرابطون يتسابقون للتواجد في المسجد الأقصى، والرباط فيه، ومقاومة سياسة الاستيطان والتهويد الذي يحاول الاحتلال فرضها من خلال تسهيل الاقتحامات اليومية، مضيفًا أنه في الوقت ذاته يعمل الاحتلال على إبعاد المرابطين لمدد زمنية مختلفة، مع قمعهم والاعتداء عليهم، ورغم ذلك لا يتوقف المرابطون عن رباطهم.
وأشار إلى فرض الاحتلال حصارًا على مدينة القدس، ومنع دخول المواطنين من الضفة الغربية إلى المدينة المحتلة إلا من خلال تصاريح محدودة تُمنح لكبار السن والنساء، إضافة إلى قيود يضعها على المقدسيين من خلال وضع حواجز عند مداخل المسجد الأقصى.
حكومة يمينية متطرفة
بدوره، حذر رئيس الهيئة الإسلامية العليا وخطيب المسجد الأقصى د.عكرمة صبري من أن فرض الاحتلال ما يسميها “السيادة اليهودية” على المسجد الأقصى يأتي ضمن مخطط التقسيم المكاني والزماني المرعب، فوتيرة التحريض زادت وأصبحت ملاحقة المرابطين على مدار الساعة.
وقال صبري في تصريحات صحفية: “إن الاحتلال يخوض حربًا معلنة على كل من يشد الرحال إلى المسجد الأقصى، وتشترك كل أذرعه الأمنية في هذه المهمة، لتجفيف منابع المسجد ويكون التواجد البشري فيه معدومًا، مردفًا: “نحن أمام مشهد خطير في ظل حكومة يمينية متطرفة، وجهود المواجهة يجب أن تكون جماعية لمنع أي فعاليات يهودية تنال من قدسية المكان”.
ولفت إلى تكثيف قوات الاحتلال ملاحقتها للمرابطين على أبواب المسجد الأقصى وداخل ساحاته.