بعد الحكم بسجنه 15 عاما على خلفية هبة الكرامة: عائلة محمد عمر اغبارية من معاوية تدعو قيادات الداخل لإسناد معتقلي الهبة وعائلاتهم
موطني48| طه اغبارية
الصدمة والشعور بتركهم وأبنائهم وحدهم في مواجهة بطش السلطات الإسرائيلية وتغول النيابة العامة والجهاز القضائي الإسرائيلي. هذا هو حال عائلات معتقلي هبة الكرامة التي اندلعت في الداخل الفلسطيني في أيار/ مايو عام 2021، نصرة للقدس والأقصى وضد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة ودفاعا عن أبناء شعبنا في المدن الساحلية الذين استباحتها قطعان المستوطنين تعربد وتعتدي على المواطنين العرب.
إحدى هذه العائلات التي تتواصل معاناتها بعد هبّة الكرامة، هي عائلة الأسير محمد مهدي عمر اغبارية (36 عاما) من قرية معاوية، وقد زاد وجعها والظلم الواقع عليها، يوم الخميس الماضي (8/12/2022)، حين قضت المحكمة بسجن محمد 15 عاما بزعم ارتكابه مخالفات خطيرة خلال انخراطه في أحداث هبة الكرامة، وهو ما ينفيه الشيخ عمر اغبارية- مدرب الكراتيه المعروف- والد الأسير محمد.
الاعتقال
اعتقلت السلطات الإسرائيلية محمد عمر (متزوج وأب لولدين) يوم 16 أيار/ مايو 2021 (في عيد الفطر) وهو معتقل في هذه الأيام في سجن “نفحة” في منطقة بئر السبع. يؤكد الشيخ عمر اغبارية- والد عمر- في لقاء مع “المدينة”، أنَّه “رغم خطورة التهم التي نسبت لابني وهو بريء منها، كنَّا نتوقع بحسب مجريات جلسات المحاكمة وبحسب كلام المحامي الذي كان موكلا بالدفاع عنه ألا يتجاوز الحكم 5 سنوات، ولكن كانت صدمتنا كبيرة جدا ولم نفق منها بعد حين قضت المحكمة بسجنه فعليا 15 عاما، فما الذي ارتكبه ابني لينال هذا الحكم؟!! هو خرج كغيره من الآلاف من أبناء شعبنا للتظاهر ضد الظلم الإسرائيلي ونصرة للقدس والأقصى”.
واعتبر اغبارية الأحكام الجائرة التي فُرضت على ابنه وعلى العديد من معتقلي هبة الكرامة بأنها ملاحقة سياسية للشباب تهدف إلى إرهابهم وردع غيرهم من الشباب حتى لا يحملوا هم شعبهم ولا ينخرطوا في أية فعاليات مناهضة للظلم والعنصرية الإسرائيلية.
من جانبه، اعتبر المحامي خالد رسلان محاجنة- وُكّل حديثا في ملف اعتقال محمد اغبارية بعد استغناء العائلة عن خدمات المحامي الذي تابع الملف لغاية إصدار قرار السجن 15 عاما- أنَّ قرار المحكمة المركزية في حيفا والقاضي بسجن اغبارية 15 عاما، قرار قاسي جدا ولا يتناسب على الإطلاق مع التهم المنسوبة للأسير.
وأضاف محاجنة في حديث لـ “موطني48″ أنه من خلال اطلاعه على قرار الحكم في الملف وغيره من ملفات معتقلي هبة الكرامة، يتضح أن القضاة سيسوا قراراتهم بحيث افتقدت للمسوغات القانونية وكان هدفها الترهيب و”تأديب” العرب.
ووفق محاجنة، اتهم محمد بمخالفات منها “اطلاق النار باتجاه قوات الجيش والشرطة خلال تواجدهم في شارع وادي عارة، والتسبب بإصابة ضابط مخابرات خلال عملية اعتقاله من بيته في قرية معاوية”.
هذا ونوّه محاجنة إلى أن المرحلة القادمة في الملف هي الاستئناف للمحكمة العليا ضد قرار المحكمة المركزية بسجن محمد 15 عاما.
شعور بالخذلان
يوجّه عمر اغبارية والد المعتقل، انتقادات صريحة إلى أعضاء الكنيست العرب وقيادات لجنة المتابعة العليا، مؤكدا أنه “قام بعض أعضاء الكنيست وقيادات الأحزاب بزيارتنا في بيتنا بعد اعتقال محمد بأيام، ثمّ لم نر أحدا منهم بعد ذلك، ولم يكلف أحد منهم خاطره لحضور ولو جلسة واحدة من جلسات المحاكم”.
وتابع “في الحقيقة عتبي كبير على القيادات وخاصة أعضاء الكنيست العرب الذين لا يفطنون للناس إلا خلال الانتخابات، وتقصيرهم في مساندة معتقلي الهبة جميعا لم يعد خافيا، وُعدنا كعائلات معتقلين بالإسناد المعنوي والمادي ولكننا لم نر شيئا، وأنا لا أقول هذا الكلام من أجل استدرار العطف والدعم، فالحمد لله قمت وأبناء أعمامي بتحمل تكاليف محاكمة ابني والتي فاقت الـ 100 ألف شيكل، ولكن عائلات معتقلي هبة الكرامة بحاجة إلى المؤازرة في كل شيء، فأبناؤنا سجنوا انتصارا لكرامتنا جميعا وانتصارا لقضايانا، وحين نتخلى عنهم وعن عائلاتهم فنحن نضرب بذلك قيم التضامن والتعاضد فيما بيننا”.
في ختام حديثه ناشد الشيخ عمر اغبارية، قيادات الداخل الفلسطيني بضرورة القيام بمسؤولياتهم في دعم وإسناد معتقلي هبة الكرامة وعدم الاكتفاء بإصدار بيانات الشجب والاستنكار، كما دعا جيل الشباب إلى الاعتصام بحبل الله وأن يكونوا على قلب رجل واحد في مناصرة الحق، كما حذّر الشباب من الانخراط في آفة العنف والجريمة لأن هذا ما تريده المؤسسة الإسرائيلية على حد تعبيره.