القمة الأميركية الأفريقية… هل ينجح بايدن في إصلاح ما أفسده ترامب؟
قالت صحيفة نيويورك تايمز (The New York Times) إن الرئيس الأميركي جو بايدن سعى -أمس الأربعاء- إلى إنعاش علاقة بلاده “الفاترة” مع القارة الأفريقية، ووعد بمبادرات اقتصادية متنوعة لتعويضها عن تجاهل سلفه دونالد ترامب لها “الذي حطّ من قدرها”، بالإضافة إلى اللحاق بمنافسين استراتيجيين -مثل الصين- الذين وسّعوا نفوذهم.
وأوردت الصحيفة أن بايدن يهدف إلى إعطاء زخم جديد للعلاقات الأميركية الأفريقية، بعد أن تخلّفت بلاده عن ركب الصين في التأثير في القارة.
وفي قمة حشد لها معظم القادة الأفارقة في واشنطن -لأول مرة منذ عام 2014- تعهّد بايدن باستثمار 55 مليار دولار في القارة على مدى السنوات الثلاث المقبلة، وفق تقديرات مساعديه، مع دعم طموحاتها لقيادة عالمية أكبر، وتعزيز الجهود لتحويلها إلى منطقة أكثر ازدهارًا وصحة وتقدمًا من الناحية التقنية.
وقد تسهم القمة التي تستمر 3 أيام -من 13 إلى 15 ديسمبر/كانون الأول الجاري- بشكل كبير في تأكيد الدعم الأميركي لأفريقيا، من خلال تعهدات ملموسة بشأن قضايا ذات أهمية بالغة.
غير كافية
غير أن الاجتماع لم يتضمن –في الوقت نفسه- مبادرة “شاملة وملهِمة”، مثل خطة الرئيس جورج بوش الابن الطارئة للإغاثة من الإيدز، المعروفة اختصارًا باسم “برنامج بيفار”، أو حملة الرئيس باراك أوباما لكهربة عشرات الملايين من المنازل في أفريقيا.
لكن نيويورك تايمز تعتقد أن من غير الواضح ما إذا كانت التزامات بايدن “ذات البهرجة الأقل” سيكون لها تأثير ملحوظ، وإحداث انطباعات إيجابية عن الولايات المتحدة.
ويُنظر إلى الولايات المتحدة على نطاق واسع على أنها متخلّفة عن الصين في مجال الزراعة بأفريقيا، وهي منافسة جيوسياسية توسّعت في السنوات الأخيرة، لتشمل قوى مثل: روسيا وتركيا والإمارات العربية المتحدة، حسب تقرير الصحيفة الأميركية.
وأدّى الغزو الروسي لأوكرانيا إلى تفاقم نقص الغذاء في أفريقيا، بينما تسبّب فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) في تعطيل سلاسل التوريد، مما ضاعف التحديات في منطقة يوجد بها نقص في المقام الأول.
وطبقًا للصحيفة، فإن التحدي الذي واجهه بايدن هو إقناع القادة الأفارقة بأنه جاد بشأن رغبته في التجارة معهم، حيث كان كثيرون متشكّكين علانية.
عهد ترامب
وأشار التقرير إلى أن النفوذ الأميركي في أفريقيا تضاءل في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب، “الذي لم يُعِر اهتمامًا كبيرًا بالقارة سوى السخرية من بعض دولها، البالغ عددها 54 دولة بعبارة بذيئة، والتذمّر من أن المهاجرين القادمين من نيجيريا بعد أن رأوا الولايات المتحدة، فإنهم لن يعودوا أبدًا إلى أكواخهم”.
وتحدث ترامب عن أفريقيا كما لو كانت القارة بأكملها بلدًا واحدًا، وقد استعصى عليه ذات مرة اسم دولة أفريقية.
وتساءلت الصحيفة: هل ينجح بايدن في إصلاح ما أفسده ترامب في العلاقات الأميركية الأفريقية؟ وهل تستطيع الولايات المتحدة العودة لمنافسة الصين في القارة السمراء؟
وفي مناسبة جانبية قبيل إلقاء بايدن خطابه، بدا الرئيس الرواندي بول كاغامي غير مكترث، عندما سُئل عن النتائج التي تمخّضت عنها القمة الأميركية الأفريقية الأولى التي استضافها أوباما عام 2014، فأجاب قائلًا “حسنًا، على الأقل كان اجتماعًا جيدًا”، مما أثار ضحك الجمهور.
وحسب تقرير نيويورك تايمز، فقد سعت إدارة بايدن إلى تجاهل التصوّر القائل بأن جهودها هذا الأسبوع كانت تهدف إلى التنافس مع الصين، التي تجاوزت الولايات المتحدة في التعاون التجاري والاقتصادي مع أفريقيا.
لكن التركيز على إفريقيا كان –برأي الصحيفة الأميركية- اعترافًا ضمنيًا بأن الولايات المتحدة ليس لديها خيار سوى الالتزام نحو القارة الغنية بالموارد اللازمة لمكافحة تغيّر المناخ والانتقال إلى الطاقة النظيفة، مثل: الغابات الشاسعة، والمعادن النادرة المستخدمة لتشغيل المركبات الكهربائية.