إذا ما قال لي ربي أما استحييت تعصيني؟؟؟
الشيخ كمال خطيب
الله يستحي من العبد
إنه كلما كان قلب العبد حيًا كان صاحبه حيًا، وعلى العكس من ذلك فإن قلة الحياء من علامات جفاف القلب، بل وموته. ولقد تحدث ربنا سبحانه في قرآنه الجليل في كثير من الآيات بيّن من خلالها وذكّر الإنسان بعظمته سبحانه وصفاته الجليلة التي يستحق بها سبحانه أن يستحي منه عبده، فقال جلّ جلاله :{أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى} آية 14 سورة العلق. {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ ۖ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ} آية 16 سورة ق. {فَلَنَقُصَّنَّ عَلَيْهِمْ بِعِلْمٍ وَمَا كُنَّا غَائِبِينَ} آية 7 سورة الأعراف. {أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ بَلَى وَرُسُلنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ} آية 80 سورة الزخرف. {أَلَا حِينَ يَسْتَغْشُونَ ثِيَابَهُمْ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ ۚ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ} آية 19 سورة غافر.
وإن الحياء خلق يبعث في صاحبه الرغبة ويدفعه لترك القبائح والارتقاء بفضائل الأعمال وصالحها، وهو ما أشار إليه النبي ﷺ في أحاديثه الشريفة كقوله ﷺ: “آخر ما أدرك من كلام النبوة الأولى، إذا لم تستح فاصنع ما شئت”. “إن لكل دين خلقًا وخلق الإسلام الحياء”. “الحياء كله خير”. “الإيمان بضع وستون شعبة والحياء شعبة من الإيمان”. وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: “لا يجد عبد صريح الإيمان حتى يعلم بأن الله تعالى يراه، فلا يعمل سرًا يفتضح به يوم القيامة”.
والحياء صفة يحبها الله سبحانه، وهي صفة من صفاته الجليلة كما قال النبي ﷺ: “إن الله حييّ كريم يستحي أن يرفع الرجل إليه يديه أن يردهما صفرًا خائبتين”. وقال في معنى ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: “إن حياء الرب من العبد هو حياء كرم وبرّ وجود، فإنه تعالى حيي كريم يستحي من عبده إذا رفع إليه يديه أن يردهما صفرًا ويستحي أن يعذّب ذا شيبة شاب في الإسلام”.
والحياء عشرة أنواع
ولقد قسّم العلماء الحياء إلى أقسام عدة منها:
حياء الجناية: إنه حياء العبد من ذنبه ومعصيته وجنايته يوم يكون بين يدي ربه سبحانه، وهو كحياء آدم عليه السلام لما أطاع إبليس وعصى ربه سبحانه وأكل من الشجرة التي أمره ربه أن لا يأكل منها وراح يخصف على جسده من ورق الجنة، فقال له الله تعالى: “أفرارًا مني يا آدم، قال: بل الحياء منك يا رب”.
وإنه كحياء الفضيل بن عياض وقد شهد الوقوف بعرفات في موسم الحج فانخلع قلبه ورفع رأسه إلى السماء باكيًا وقابضًا على لحيته وهو يقول: “واسوءتاه منك وإن عفوت”.
إنه حياء الأسود بن يزيد وقد بكى، وقال: “والله لو أوتيت المغفرة من الله لأهمني الحياء مما صنعت، فإن الرجل يكون بينه وبين الرجل الذنب الصغير فيعفو عنه فلا يزال مستحيًا منه”. وما أجمل ما قاله الشاعر:
يا حسرة العاصين عند معادهم هذا وإن قد قدموا على الجنات
لو لم يكن إلا الحياء من الذي ستر القبيح فيا لها الحسرات
وما أصدق ما قاله أحد التائبين حياء من ربه سبحانه:
أتيتك بأفعال قباح رديئة وما في الورى عبد جنى كجنايتي
أتحرقني بالنار يا غاية المنى فأين رجائي فيك وأين مخافتي
حياء التقصير: إنه حياء الملائكة الذين يسبحون الليل والنهار لا يفترون، فإذا كان يوم القيامة بكوا بين يدي ربهم سبحانه يقولون: “سبحانك ما عبدناك حق عبادتك”. وانه حياء رسول الله ﷺ وقد كان يقوم من الليل حتى تتفطر قدماه ويبكي حتى يبل الأرض من دموعه، فتقول له أمنا عائشة رضي الله عنها تهوّن عليه بأن الله قد غفر له ما تقدم من ذنبه، فيقول ﷺ: “أفلا أكون عبدًا شكورا”. إنه حياء التقصير في حق الله تعالى.
حياء الإجلال: وعلى حسب معرفة العبد بربه سبحانه وتعظيمه له يكون إجلاله له، وهكذا يكون الحال مع رسول الله ﷺ ومع أهل العلم والصالحين. فها هو عمرو بن العاص رضي الله عنه يقول: “والله إني كنت لأشد الناس حياء لرسول الله ﷺ وما ملأت عيني من رسول الله ﷺ حتى لحق بالله عز وجل حياء منه”. وهذا الإمام ابن مهدي يقول: “ما كنت أقدر أن أنظر إلى سفيان الثوري استحياء وهيبة منه”.
حياء الكرم: فالكريم يستحي من ضيوفه حتى لكأنه هو الضيف وهم أصحاب المنزل، وهذه من شيم الحيي الكريم، وهكذا كان حياء رسول الله ﷺ مع أصحابه الذين دعاهم إلى الوليمة يوم تزوج من زينب بنت جحش رضي الله عنها، فجلس الصحابة وطال جلوسهم فاستحى النبي ﷺ أن يقول لهم قوموا، فأنزل الله قوله في سورة الأحزاب: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَن يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَىٰ طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَٰكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانتَشِرُوا وَلَا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ ۚ إِنَّ ذَٰلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنكُمْ ۖ وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ} آية 53 سورة الأحزاب.
حياء الحشمة: كحياء من يسأل في أمور الدين عن قضايا ومسائل شخصية، كحياء علي بن أبي طالب رضي الله عنه ابن عم رسول الله ﷺ وزوج ابنته فاطمة، فاستحى أن يسأل الرسول لمكانة فاطمة منه فأمر المقداد رضي الله عنه أن يسأل النبي ﷺ عن حكم نزول المذي فهل يوجب الغسل أم الوضوء، فسأل المقداد النبي ﷺ، فقال له: عليك بالوضوء.
حياء الاستحقار: كحياء العبد من ربه جلّ جلاله أن يسأله حوائجه ويسميها باسمها احتقارًا لشأن نفسه واستصغارًا لها. فقد ورد في الأثر أن موسى عليه السلام قال: يا رب إنه لتعرض لي الحاجة من حوائج الدنيا فأستحي أن أسألك إياها، فقال له الله تعالى: يا موسى سلني حتى ملح عجينك وحتى علف دابتك.
حياء الشرف والعزة: وهو حياء صاحب النفس الكبيرة العظيمة حين يبذل صاحبها عطاء وإحسانًا لذي حاجة، فإنه يستحي لأن نفسه لا تطاوعه للنظر في وجه الآخذ صاحب الحاجة حياء منه لئلا يحرجه، فليس من يستحي هو الآخذ، ولكنه المعطي، وهذا من دلائل الإيمان والمروءة والنفوس الكبيرة السامية.
الحياء من الله تعالى: وهو أعظم أنواع الحياء وأرقاها وأصدقها، فمن استحى من الناس أن يروه على فعل قبيح، فالأولى أن يستحي من الله تعالى وليس من عباده، فوجب أن يكون حياؤه لله أشد من حيائه من الناس، فلا يرتكب خطيئة ولا يضيّع فريضة لعلمه بأن الله يراه وسيقف بين يديه يوم القيامة، فيستحي أن يطّلع الله على معصيته. فعن ابن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ قال لأصحابه: “استحيوا من الله حق الحياء. قالوا إنا نستحي يا رسول الله؟ قال: ليس ذلكم، ولكن من استحى من الله حق الحياء فليحفظ الرأس وما وعى والبطن وما حوى، وليذكر الموت والبِلى، ومن أراد الآخرة ترك زينة الدنيا، فمن فعل ذلك فقد استحى من الله حق الحياء”.
إن كثيرين من الناس من أصبح الخالق سبحانه أهون الناظرين إليهم، فإذا أراد وهمّ أحدهم بمعصية فإنه ينظر يمينًا ويسارًا ليطمئن بأن أحدًا من الناس لا يراه فيستحي أن يراه الناس على المعصية، بينما لا ينظر إلى السماء ليتذكر أن الله تعالى يراه ويطّلع عليه فلعلّه يستحي من خالقه سبحانه، وما أصدق ما قاله الشاعر:
إذا ما قال لي ربي أما استحييت تعصيني
وتخفي الذنب عن خلقي وبالعصيان تأتينني
ولقد قال المفسرون في معنى قول الله تعالى: {وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ} آية 46 سورة الرحمن، هو الرجل يخلو بمعصية الله تعالى فيتذكر مقام الله فيدعها حياء من الله وخوفًا منه. وفي هذا قال الشاعر:
وإذا خلوت بريبة في ظلمة والنفس داعية إلى الطغيان
فاستح من نظر الإله وقل لها إن الذي خلق الظلام يراني
ولقد خلا رجل بامرأة فراودها عن نفسها، فتظاهرت بالقبول ولكنها قالت له: اذهب وتفحّص المكان وانظر لعل أحدًا من الناس يراقبنا ويرانا، فذهب ثم رجع قائلًا لها: لا أحد يرانا إلا هذه الكواكب. يقصد أن الليل معتم ولا أحد في المكان من الناس، فقالت له: فأين الذي كوكبها؟ تقصد أين الله الذي خلق الكواكب ألا يرانا؟ فخجل من نفسه ومن جوابها ومضى في سبيله.
الحياء من الملائكة: إنهم الملائكة الذين جعل الله منهم من يلازموننا ولا يفارقوننا، بل إن منهم الكتبة الشاهدون. فهؤلاء لا بد للمسلم الصادق أن يستحي منهم فلا يرونه على معصية، وقد قال الله سبحانه: {وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ كِرَامًا كَاتِبِينَ يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ} آية 10-12 سورة الانفطار أي استحوا من هؤلاء الكرام الحافظين فأكرموهم بأن لا يرون منكم ما تستحيون أن يراه منكم أحد من البشر مثلكم. وقد قال أحد الصحابة رضي الله عنهم: “إن معكم من لا يفارقكم فاستحيوا منهم وأكرموهم”. وكان صحابي جليل آخر إذا خلا لوحده ولئلا تغلبه النفس الأمارة بالسوء فيميل إلى المعصية، فكان يخاطب الملائكة الحافظين وكأنه يراهم يقول: أهلًا بملائكة ربي لا أعدمكم اليوم خيرًا، اكتبوا على بركة الله ثم يبدأ يذكر ربه قائلًا: سبحان الله، الحمد لله، لا إله إلا الله، الله أكبر.
الاستحياء من النفس: وهو حياء النفوس الشريفة العزيزة حين لا ترضى لنفسها بالنقص فيجد كأن له نفسين يستحي بإحداهما من الأخرى. إن حياء المرء من نفسه أنه لا يرضى لها أن تفعل ما تستحي به من الناس فلا يفعله. وقد قال المرحوم الدكتور مصطفى السباعي: “إذا همّت نفسك بالمعصية فذكرها بالله، فإن لم ترتدع فذكرها بأخلاق الرجال، فإن لم ترتدع فذكرها بالفضيحة، فإن لم ترتدع فاعلم أنك تلك الساعة قد انقلبت إلى حيوان”. فمن استحى من الناس ولم يستح من نفسه كانت نفسه عنده خسيسة لأنه يراها أحقر من أن يستحي منها خاصة في وقت الخلوات. نعم إن الإنسان السويّ المؤمن إذا كبرت نفسه عنده فيجب أن يكون استحياؤه منها أكثر من استحيائه من غيره.
المرأة المسلمة ليست سلفعًا
إن الحياء هو خلق عظيم عند المسلمين رجالًا ونساء، فإذا غاب الحياء فإنه الدليل على غياب الإيمان، وقد قال ﷺ: “إن الحياء والإيمان قرنا جميعًا، فإذا رفع أحدهما رفع الآخر”. ولقد تحدث القرآن الكريم عن حياء ابنة النبي الكريم والرجل الصالح شعيب عليه السلام، وكيف أنها كانت تنضح طهرًا وعفافًا وإيمانًا، فقال سبحانه: {فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا} آية 25 سورة القصص. قال عمر رضي الله عنه في تفسير ذلك: “ليست بسلفع -أي قليلة الحياء سليطة اللسان- من النساء ولكن جاءت مستترة وضعت كمّها على وجهها استحياء”.
وها هي أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها تقول: “كنت أدخل الحجرة التي دفن فيها النبي ﷺ وأبي واضعة ثوبي وأقول: إنما هو زوجي وأبي، فلما دفن عمر والله ما دخلت الحجرة إلا مشدودة إليّ ثيابي حياء من عمر رضي الله عنه”.
إنه الفارق الكبير والبون الشاسع فيما كانت عليه بيوت النبوة ومن ساروا على هديهم، بل إنه حال الأمة وبيوتها رجالها ونسائها دائمًا وأبدًا، وبينما أصبحت عليه أحوال بيوتنا في هذا الزمان وقد أصبحت الفتاة والمرأة تخرج إلى الشارع متبرجة سافرة تظهر ما أمر الله أن تستره {يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّبِىُّ قُل لِّأَزْوَٰجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَآءِ ٱلْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَٰبِيبِهِنَّ ۚ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰٓ أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ ۗ وَكَانَ ٱللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمً} آية 59 سورة الأحزاب.
لقد أصبح الحياء عملة نادرة بين يدي موجة السفور والعريّ، وأكثر من ذلك تحت مسميات الموضة والتقدم والحرية.
قبل أن تندم
وإن من أعظم الحياء حياء الندم والحسرة على عدم نصرة الإسلام يوم يرى المقصّر الإسلام عزيزًا منيعًا مهيبًا، بينما كان هو يتفرج ويتلهى، وكان يظن أن الإسلام قد انتهى وشيّع إلى مثواه الأخير، لتكون المفاجأة، بل الصدمة أن هذا الإسلام ليس أنه لم يمت، بل إن أعداءه قد هزموا واندحروا بينما الإسلام قد عز وانتصر، فيا لحياء المقصرين من أبنائه يومها.
إنه حياء ذي الجوشن الضبابي وقد كان النبي ﷺ يدعوه للإسلام ويقول له: يا ذا الجوشن هل لك أن تكون من أوائل هذا الأمر فيقول: لا، فقال له النبي ﷺ: ما يمنعك؟ قال: رأيت قومك كذبوك وأخرجك وقاتلوك فأنا أنظر، فإن ظهرت عليهم آمنت بك واتبعتك، وإن ظهروا عليك لم أتبعك. وبقي ذو الجوشن على كفره حتى كان يوم فتح مكة وقد رأى جموع جيش الفتح المبارك، فجاء إلى النبي ﷺ وأسلم بين يديه مع عظيم حياء على ما كان منه من عدم كونه ممن أسلم مبكرًا ودافع عن رسول الله ﷺ وعن الإسلام.
ولأن كثيرين من المسلمين في زماننا يعيشون بنفس منطق ذي الجوشن وقد غلبهم الإحباط واليأس، بل لعلّهم وصلوا إلى قناعة أن الإسلام قد مات وانتهى زمانه ولن تقوم له بعد اليوم قائمة، ولعل منهم من يجلس متفرجًا إلى جولة الصراع بين الإسلام وبين أعدائه ليكون في النهاية مع المنتصر مصفقًا له.
كم سيكون ندم من سيرى الإسلام يفاجئ الدنيا بعودته لقيادة البشرية كما وعد الله سبحانه وبشر رسوله ﷺ وعندها كم سيكون الندم والحياء ممن لم يحظ بشرف المساهمة في هذا النصر. إنه ليتمنى لو ابتلعته الأرض من شدة حيائه وندمه على تقصيره.
فإلى موكب النور، إلى موكب النصر، إلى موكب الخير، إلى موكب الإسلام، يا بني اركب معنا ولا تكن من الخاسرين، يا أخي اركب معنا ولا تكن من النادمين.
نحن إلى الفرج أقرب فأبشروا.
رحم الله قارئًا دعا لي ولوالدي ولوالديه بالمغفرة .
والله غالب على أمره، ولكن أكثر الناس لا يعلمون