أخبار رئيسيةتقارير ومقابلاتعرب ودوليومضات

قمة عربية صينية بالرياض.. اتفاقيات بـ 29 مليار دولار وتحذير أمريكي

انطلقت اليوم، الجمعة، في العاصمة السعودية؛ الرياض، قمة عربية صينية بمشاركة نحو عدد كبير من الدول العربية، إلى جانب الصين، وذلك في أول قمة مشتركة وصفت بـ”التاريخية” تعقد على هذا المستوى، وتجمع رؤساء وقادة دول عربية مع الصين.

وتأتي هذه اللقاءات في ثالث وآخر أيام زيارة يقوم بها الرئيس الصيني إلى السعودية للمرة الأولى منذ 2016، التي شهدت إبرام اتفاقيات بمليارات الدولارات بين الرياض وبكين في عدد من المجالات المختلفة.

 

قادة مشاركون

وتوافد الجمعة عدد من رؤساء الدول العربية إلى الرياض لحضور القمة التي تستضيفها السعودية، حيث وصل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي والرئيس الفلسطيني محمود عباس وقادة آخرون الخميس، بينهم رئيس المجلس الرئاسي اليمني، رشاد العليمي، ورئيس جيبوتي، إسماعيل عمر جيلي، وسيحضر أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، فيما أكد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني ورئيس الوزراء المغربي عزيز أخنوش حضورهما.

كما سيشارك في القمة رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني عبد الفتاح البرهان، وفق تغريدة على تويتر نشرها المجلس عبر حسابه.

وأعلن الديوان الملكي البحريني كذلك مشاركة الملك حمد بن عيسى آل خليفة في القمة الصينية العربية.

 

قادة غائبون

وتأكد غياب كل من سلطان عمان هيثم بن طارق ويشارك نيابة عنه نائب رئيس الوزراء فهد بن محمود آل سعيد، وفق وكالة الأنباء الرسمية، والرئيس الجزائري عبد المجيد تبون ويشارك نيابة عنه رئيس الحكومة أيمن بن عبد الرحمن، وفق وسائل إعلام محلية. كما يشارك ولي عهد الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح موفدا من أمير البلاد، بحسب وكالة الأنباء الرسمية، ورئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي في ظل الفراغ الرئاسي، إضافة إلى نظيره العراقي محمد شياع السوداني، وفق وسائل إعلام محلية.

وبينما لم يُعرف بعد موقف بقية قادة الدول العربية من المشاركة في القمة العربية الصينية، من المتوقع أن يشارك أكثر من 30 قائد دولة ومنظمة دولية في القمم الثلاث بالرياض، هي: السعودية الصينية، والخليجية الصينية، والعربية الصينية، نتائج قمة الصين والسعودية والتقى شي الخميس العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، ووقعا بحضور ولي العهد الأمير محمد بن سلمان “اتفاقية الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين المملكة والصين”، حسبما أفادت وكالة الأنباء السعودية، وقد اتفقا كذلك على عقد اجتماع لقادة الدولتين كل عامين.

من جهة أخرى، أكدت الصين والسعودية في بيان مشترك الجمعة أهمية استقرار أسواق النفط العالمية والدور السعودي في ذلك.

وجاء في البيان الذي صدر في ختام القمة الصينية السعودية: “رحبت جمهورية الصين الشعبية بدور المملكة في دعم توازن واستقرار أسواق البترول العالمية، وكمصدّر رئيسي موثوق للبترول الخام إلى الصين”.

وقال الرئيس الصيني؛ إن بلاده تتطلع إلى “بذل جهود مشتركة مع الجانب السعودي والدول العربية، لتصبح القمتان حدثين كبيرين كمعلم في تاريخ تطور العلاقات الصينية العربية والصينية الخليجية، يسهمان في الارتقاء بالعلاقات الصينية العربية والصينية الخليجية إلى مستوى جديد”. وتعمل الصين أكبر مستهلك للنفط السعودي، على تعزيز علاقاتها التجارية والسياسية مع منطقة تعتمد منذ فترة طويلة على الولايات المتحدة في الحماية العسكرية، لكنها أعربت عن مخاوفها من تراجع الوجود الأمريكي.


اتفاقيات تجارة مهمة

لم يعلن عن تفاصيل كثيرة حول اجتماعي الجمعة، لكنهما قد يشكلان فرصة لاستئناف المفاوضات بشأن اتفاقية التجارة الحرة بين الصين ودول مجلس التعاون الخليجي الست، التي بدأت في 2004. ويقول روبرت موجيلنيكي من معهد دول الخليج العربية في واشنطن؛ إن “الصين سترغب في إنهاء المفاوضات التي طال أمدها، حيث تشكل اتفاقات التجارة الحرة مع تكتلات تجارية ضخمة تمثل مسألة هيبة لبكين”. وأضاف: “الأمر ليس بهذه البساطة لدول مجلس التعاون الخليجي التي تبدو مهتمة أكثر بتقديم العلاقات الثنائية، وتشارك بدرجات متفاوتة بمنافسة اقتصادية إقليمية مع الدول الأعضاء المجاورة لها”.

وسيشكل تحقيق اختراق في اتفاق التجارة خطوة ستساعد السعودية، أكبر مصدر للنفط في العالم وأكبر اقتصاد في الشرق الأوسط، في تنويع الاقتصاد في توافق مع “رؤية 2030” الإصلاحية، التي قدمها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.

وذكرت وسائل إعلام سعودية، أن الزيارة تشهد توقيع اتفاقيات بنحو 29.3 مليار دولار في مجالات عدة، في وقت تريد فيه الصين تعزيز اقتصادها المتضرر من فيروس كورونا. ولكن موجيلنيكي أشار إلى أن أهمية هذه الإعلانات ستتوضح في حال تجاوزت مرحلة التعهدات.

وتابع: “عندما يتعلق الأمر بعلاقات الصين الثنائية مع الخليج والشرق الاوسط، يجب أن يتذكر الجميع أن توقيع مذكرات التفاهم والتعهد بالقيام باستثمارات أسهل بكثير من الالتزام برأس المال”.

 

تحذير أمريكي

وكان البيت الأبيض حذر من “النفوذ الذي تحاول الصين تنميته حول العالم”. وقال الناطق باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي للصحفيين الأربعاء: “نحن مدركون للنفوذ الذي تحاول الصين توسيعه حول العالم”.

وأضاف أن “الشرق الأوسط هو بالتأكيد من هذه المناطق التي يرغبون في تعميق مستوى نفوذهم فيها”. وتابع: “نعتقد أن العديد من الأمور التي يسعون إليها، وطريقة سعيهم إليها، لا تتلاءم مع الحفاظ على النظام الدولي الذي تحكمه قواعد” محددة.

وتابع كيربي: “لا نطلب من الدول الاختيار بين الولايات المتحدة والصين، لكن كما قال الرئيس مرّات عدّة، نعتقد أن الولايات المتحدة هي بالتأكيد في وضع يتيح لها القيادة، في إطار هذه المنافسة الاستراتيجية”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى