استشهاد فتى (17 عاما) وإصابة العشرات برصاص الاحتلال في الضفة
استشهد الفتى ضياء محمد شفيق الريماوي (17 عاما) وأصيب آخر بجروح وصفت بـ”الخطيرة”، من جراء استهدافهما برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي الحي، اليوم الخميس، قرب بلدة عابود، شمال غرب رام الله، قبل أن تعتقلهما قوات الاحتلال وتمنع الطواقم الطبية من تقديم العلاج اللازم لهما.
وكانت مصادر فلسطينية قد أكدت أن جيش الاحتلال اعتقل مصابين اثنين لم تعرف طبيعة إصابتهما بعد، ولاحقا، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، أن هيئة “الشؤون المدنية” أخطرتها رسميًا بـ”استشهاد فتى فلسطيني وإصابة آخر بجراح خطيرة برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي قرب عابود”.
وكان أربعة فتية من بلدة بيت ريما شمال غرب رام الله، قد أصيبوا برصاص الاحتلال، في وقت سابق، اليوم، قرب بلدة عابود شمال غرب رام الله، حيث نقل اثنين منهم إلى المستشفى الاستشاري في مدينة رام الله، بينما احتجز الاحتلال المصابين الآخرين.
وأوضحت هيئة الشؤون المدنية التابعة للسلطة أنه “تم استلام جثمان الشهيد الذي ارتقى برصاص الاحتلال قرب عابود، وهو في طريقة إلى مجمع فلسطين الطبي في رام الله”، وأضافت أن جراح المصاب الآخر الذي اعتقلته قوات الاحتلال “خطيرة، وحوّل لأحد مستشفيات الداخل”. فيما أفادت وزارة الصحة بإصابة شابين آخرين بالرصاص الحي في القدم والصدر إثر المواجهات في بلدة عابود، وحالتهما متوسطة ومستقرة.
وفي بيان مقتضب، زعم جيش الاحتلال أن “عددا من المشتبه بهم ألقوا الحجارة وزجاجات طلاء على سيارات تسير على الطريق 465″، وأضاف أن ذلك “عرض المارين على الطريق للخطر”، وتابع أن قواته “أطلقت النيران لمنع الخطر الذي يشكله المشتبه بهم”. وأضاف جيش الاحتلال أنه “رصد وقوع إصابات”، ميشرا إلى أنه “لم تقع إصابات في صفوف” قواته.
وأصيب العشرات من الشبان الفلسطينيين في مواجهات اندلعت مع قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم، وسط الضفة الغربية، وقال شهود عيان إن مواجهات اندلعت بين عدد من الفلسطينيين وقوات الاحتلال على المدخل الشمالي لمدينتي البيرة ورام الله، احتجاجا على استشهاد 3 شبان في جنين.
وأفاد مسعفون بأنهم قدموا العلاج ميدانيا لعشرات المصابين بحالات اختناق من جراء استنشاق الغاز المسيل للدموع، فيما أظهرت المعطيات الصادرة عن وزارة الصحة الفلسطينية أن استشهاد الريماوي رفع حصيلة الشهداء الذي قتلوا منذ بداية العام الجاري إلى 217 شهيدًا، بينهم 52 في قطاع غزة و165 في الضفة.
وأضافت المصادر أن جيش الاحتلال الإسرائيلي استخدم الرصاص الحي والمعدني المغلف بالمطاط وقنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين، ومع استشهاد الشاب قرب بلدة عابود، يرتفع إجمالي الشهداء الفلسطينيين إلى خمسة خلال 24 ساعة.
وفي وقت سابق الخميس، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية أن “3 مواطنين استشهدوا برصاص الجيش الإسرائيلي في مدينة جنين”. وأفادت وزارة الصحة بأن الشبان الثلاثة الذين استشهدوا هم: طارق الدمج، ,صدقي زكارنة، وعطا شلبي.
وشيعت جماهير غفيرة جثامين أربعة شهداء، في وقت سابق، اليوم، بينهم ثلاثة في جنين، ورابع استشهد أمس، الأربعاء، في بلدة سلواد شرقي رام الله.
وانطلق موكب تشييع جثامين الشهداء عطا ياسين شلبي (46 عامًا)، وطارق فوزي الدمج (29 عامًا)، وصدقي صديق زكارنة (29 عاما)، من أمام مستشفى جنين الحكومي إلى وسط المدينة.
وتخلل التشييع هتافات منددة بجرائم الاحتلال، وإطلاق الرصاص في الهواء من قبل مسلحين للتعبير عن حالة الغضب.
وتم دفن زكارنة في المقبرة الشرقية من مدينة جنين، فيما دفن الدمج في مقبرة الشهداء بمخيم جنين للاجئين، وشلبي في مسقط رأسه ببلدة قباطية إلى الجنوب من جنين.
الرئاسة الفلسطينية: إسرائيل تحاول إشعال المنطقة بـ”جرائمها”
وفي سياق متصل، قالت الرئاسة الفلسطينية، اليوم، إن الحكومة الإسرائيلية تحاول إشعال المنطقة من خلال مواصلة “جرائمها” بحق الشعب الفلسطيني. جاء ذلك على لسان الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل أبو ردينة، بحسب وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (“وفا”)، وندد أبو ردينة بمقتل الفلسطينيين الأربعة، وحمّل الحكومة الإسرائيلية “مسؤولية التصعيد الخطير”.
وقال إن “التصعيد الإسرائيلي يدفع بالمنطقة نحو مزيد من التوتر وتفجر الأوضاع”، وأضاف أن “حكومة الاحتلال تواصل ضرب قرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي بعرض الحائط، من خلال استمرارها بمسلسل القتل اليومي الذي يتعرض له شعبنا، والتوسع الاستيطاني، الذي يعتبر بجميع أشكاله غير قانوني ولا شرعية له على الأرض الفلسطينية”.
وشدد على أن “هذه الجرائم تؤكد تجاهل إسرائيل ورفضها لجميع الالتزامات والتعهدات الدولية”، مشددا على أن “هذه السياسة التصعيدية بحق شعبنا ومقدساتنا الإسلامية والمسيحية لن تجلب الأمن والاستقرار لأحد، بل ستدفع بالأمور نحو الانفجار الذي لا يمكن لأحد تحمل نتائجه الخطيرة”.
وطالب أبو ردينة الإدارة الأميركية، بـ”التوقف عن صمتها تجاه الجرائم الإسرائيلية، وتحويل أقوالها إلى أفعال”. وقال: “القيادة ستتخذ كل ما يلزم لحماية شعبنا وحقوقنا الوطنية الثابتة، وأن شعبنا سيبقى صامدا ثابتا فوق أرضه مهما كانت التحديات والجرائم”.
اشتية يطالب بحماية دولة للشعب الفلسطيني
من جانبه، كرر رئيس الوزراء الفلسطيني، محمد اشتية، مطابة السلطة بتوفير الحماية للشعب الفلسطيني، وذلك خلال لقاء جمعه بمنسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية، لين هاستينغز، بحسب بيان صدر عن مكتب اشتية.
وقال اشتية إن “المطلوب هو توفير الحماية لأبناء شعبنا في ظل التصعيد الإسرائيلي وإرهاب جيش الاحتلال والمستوطنين، من خلال فرق الأمم المتحدة الميدانية”.
وأشار البيان إلى أن اشتية ناقش مع المبعوثة الأممية، “الحاجة إلى إطار سياسي يقود إلى خيار حل الدولتين وإنهاء الاحتلال ووقف تغوّل إسرائيل على الحقوق الفلسطينية”.
ولفت إلى أن “المشاريع التنموية دون أفق سياسي غير كافية والحلول سياسية وليست اقتصادية”. وناقش رئيس الوزراء مع المسؤولة الأممية “الإطار العام لمشاريع وبرامج الأمم المتحدة في فلسطين خلال العام المقبل”.
وتشهد الضفة الغربية منذ أشهر تصعيدا ملحوظا في التوتر على خلفية اشتباكات متجددة بين جيش الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين من جهة، والشباط الفلسطينيين الذين يحاولون صد اعتداءات الاحتلال من جهة أخرى.