أوكرانيا تتجه نحو انهيار كامل لقطاع الطاقة نتيجة الضربات الروسية

أوقفت السلطات الأوكرانية مسؤولا في مدينة خيرسون، بتهمة مساعدة القوات الروسية في تشغيل الخدمات خلال فترة سيطرة روسيا.

وقال المدعي العام الأوكراني إن السلطات اعتقلت نائب رئيس مجلس مدينة خيرسون المحررة حديثا للاشتباه في أنه ساعد قوات الاحتلال الروسية التي استولت على المدينة في آذار/ مارس.

ولم يذكر المدعي العام اسم المسؤول الأوكراني المتهم، لكنه أكد أنه تعاون مع القوات الروسية وساعد على تشغيل الخدمات العامة تحت حكم الروس.

ويواجه المسؤول المتهم، عقوبة تصل إلى السجن لمدة 12 عاما في حال أثبتت عليه التهم الموجهة إليه، ولا يزال المسؤول رهن الاحتجاز لكن يمكن الإفراج عنه بكفالة.

واستعادت أوكرانيا السيطرة على خيرسون في 11 تشرين الثاني/ نوفمبر، بعد انسحاب القوات الروسية التي سيطرت على المنطقة مدة ثمانية أشهر.

وتواجه أوكرانيا تحدي استعادة النظام في خيرسون. وفر عشرات الآلاف من السكان ولا يوجد كهرباء أو مرافق أساسية. وتبحث قوات الأمن عن عملاء محتملين وجنود روس متنكرين.

اتهامات روسية

اتهم حاكم منطقة كورسك الروسية الواقعة على الحدود الشمالية الشرقية لأوكرانيا، القوات الأوكرانية بقصف محطة كهرباء بنحو 11 عملية إطلاق، ما تسبب في انقطاع جزئي للتيار الكهربائي في مقاطعتي سودغا وكورينيفو”.

ولم يعلن المسؤول الروسي عن إصابات في صفوف المدنيين، بينما لم تعلن أوكرانيا مسؤوليتها، عن استهداف محطة توليد الكهرباء.

واتهمت السلطات الروسية في المناطق المتاخمة لأوكرانيا كييف مرارا بمهاجمة أهداف مثل خطوط الكهرباء ومخازن الوقود والذخيرة

بالمقابل، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إن القوات الروسية تواصل تكبد “خسائر فادحة” على جبهة دونيتسك الأوكرانية، مؤكدا أن “الوضع في الجبهة خطير”.

وأشار إلى أن روسيا ارتكبت “جريمة” ببدئها الحرب على أوكرانيا، وأن كييف تعمل بجد من أجل محاكمة كبار المسؤولين السياسيين والعسكريين في روسيا.

انهيار الطاقة

إلى ذلك رأى المحلل السياسي الروسي، ألكسندر نازاروف، أن الوضع الإنساني في أوكرانيا سيصبح القضية الأولى لوسائل الإعلام العالمية في غضون أسبوع من الآن، مشيرا إلى أن الضربات الصاروخية الروسية على محطات المحولات الفرعية في أوكرانيا دفعت نظام الطاقة في البلاد إلى حافة الانهيار، وهناك نقص في الكهرباء وصل إلى 30 بالمئة.

ورجح نازاروف أن تنفذ روسيا ضربات إضافية لإحداث انهيار كامل في قطاع الطاقة الأوكراني، معتبرا أن الاقتصاد الأوكراني سيتوقف عن الوجود في الأسابيع المقبلة، كما أن السكك الحديدية ستتحول من القاطرات الكهربائية إلى قاطرات الديزل.

ونبه إلى أن قطارات الديزل متهالكة وتعاني من صعوبة بالغة، وسرعان ما ستفقد القيادة الأوكرانية القدرة على نقل القوات بسرعة من قطاع على الجبهة إلى آخر، وستقل القدرة على نقل كمية كافية من الذخيرة من أوروبا.

وأضاف: “بدءا من يوم غد ولمدة أسبوعين على الأقل، وفقا لتوقعات الطقس، ستكون درجة الحرارة في النصف الشمالي من أوكرانيا دون الصفر المئوي. وفي ظل ظروف الشلل التي يعاني منها قطاع الطاقة في البلاد، سيحرم جزء كبير، إن لم يكن في معظم المدن، من إمدادات المياه، والأهم من ذلك التدفئة.

وأوضح أنه بعد بضعة أيام من درجات الحرارة دون الصفر، ستتجمد أنابيب المياه وتنفجر إذا لم يتم تصريف المياه منها مسبقا. أظن أن الحال سيكون هكذا في كثير من الحالات، وسيصبح جزء كبير من المساكن غير صالح للسكن لبضعة أشهر على أقل تقدير، حتى لو عاد نظام الطاقة فجأة.