هجوم صاروخي يستهدف قاعدة أميركية بسوريا وأردوغان يسعى لإقامة “حزام أمني” على طول حدود بلاده
قالت القيادة الوسطى الأميركية (سنتكوم) اليوم السبت إن صاروخين مجهولي المصدر استهدفا القاعدة الأميركية في الشدادي شمال سوريا، بينما أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن هدفه من العمليات العسكرية شمالي سوريا هو إقامة “حزام أمني من الغرب إلى الشرق” على طول الحدود الجنوبية لبلده.
وأضافت القيادة في بيان أن الهجوم الذي وقع فجر اليوم لم يسفر عن وقوع إصابات أو أضرار بالقاعدة، مشيرة إلى أن ما تعرف بقوات سوريا الديمقراطية تفقدت موقع إطلاق الصاروخين وعثرت على صاروخ ثالث لم يطلق.
وأكدت القيادة الوسطى الأميركية أن هذه الهجمات تعرّض قوات التحالف والمدنيين للخطر وتقوض الأمن والاستقرار بسوريا والمنطقة.
وهي المرة الثالثة منذ أسبوع الذي تُستهدف فيها قاعدة توجد فيها قوات أميركية في شمال شرق سوريا.
وخلال الأسبوع الماضي، تعرّضت قاعدة القرية الخضراء في حقل العمر النفطي، التي تعد من أكبر القواعد الأميركية في شرق سوريا، لاستهداف صاروخي.
وقال الجيش الأميركي إنه يحقق في الحادثة، في حين أفاد المرصد السوري أن الصواريخ انطلقت من موقع توجد فيه مجموعات موالية لإيران في مدينة الميادين القريبة.
وتنتشر قوات التحالف الدولي -وأبرزها القوات الأميركية- في مناطق نفوذ القوات الكردية وحلفائها في شمال شرق وشرق سوريا. كما توجد القوات الأميركية في قاعدة التنف جنوبا الواقعة قرب الحدود الأردنية والعراقية.
حزام أمني
وفي سياق متصل، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن بلاده تعمل على إنشاء “حزام أمني” على طول حدودها الجنوبية في أقرب وقت ممكن.
وتشن تركيا منذ الأحد الماضي سلسلة من الغارات الجوية والقصف المدفعي على شمال شرق سوريا ومواقع لمقاتلين أكراد تحت اسم “عملية المخلب- السيف”.
وستشمل المنطقة الأمنية التي يريدها أردوغان -بحكم الأمر الواقع- مدينة عين العرب (كوباني كما يسميها الأكراد) التي انتزعتها قوات سوريا الديمقراطية من مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية عام 2015 بدعم من الولايات المتحدة، وتهيمن على هذه القوات وحدات حماية الشعب الكردية.
وقال أردوغان -في كلمة بمناسبة اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة- إنه “مع الحزام الأمني الذي ننشئه خارج حدودنا، سندافع عن حقوق الملايين من النساء والأطفال الأبرياء”. وأضاف “إن شاء الله، سننجز هذه (المنطقة) على طول حدودنا بأكملها من الغرب إلى الشرق في أقرب وقت ممكن”.
وحدد الرئيس التركي -الذي ينوي شن هجوم بري “عندما يحين الوقت”- البلدات السورية (تل رفعت ومنبج وعين العرب) لاستكمال منطقته الأمنية التي يبلغ عمقها 30 كيلومترا على طول الحدود الجنوبية.
كما أكد الرئيس التركي أن مسؤولية حكومته في إدارة البلاد تقتضي محاسبة من وصفهم بقتلة النساء والأطفال، وقال إن “الذين يدعمون التنظيمات الإرهابية التي تريق الدماء في بلادنا وتقتل النساء والأطفال، هم شركاء في إراقة الدماء والوحشية التي تحصل والجرائم التي ترتكب ضد الإنسانية”.
وأضاف “إذا لم نحاسب قتلة النساء والأطفال، فهذا يعني أننا لم نقم بمسؤوليتنا في إدارة البلاد، ولم نؤد أبسط واجباتنا الإنسانية أيضا”.
عملية مستمرة
من جهته، أكد وزير الدفاع التركي خلوصي أكار أمس الجمعة أن العملية العسكرية مستمرة في تنفيذ الغارات الجوية والقصف المدفعي وأنه تم قتل 326 “إرهابيا” حتى الآن، وفق تعبيره.
وأضاف أكار أن القوات التركية ستقوم بكل ما يلزم للقضاء على الإرهاب وضمان أمن تركيا ومواطنيها وحدودها، ونفى أن تكون القوات التركية قد استهدفت المدنيين أو استهدفت نقاطا تابعة لقوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة خلال تنفيذ العمليات العسكرية شمالي سوريا.
وتعليقا على العملية التركية، قال المبعوث الأميركي الخاص إلى شمال وشرق سوريا نيكولاس غرينجر إن بلاده تعارض بشدة العمل العسكري الذي يزعزع الاستقرار في سوريا، مضيفا أن واشنطن لم توافق على الضربات التركية في سوريا.
وتابع غرينجر في حديثه لوسائل إعلام موالية لما تعرف بقوات سوريا الديمقراطية أن العمليات العسكرية الحالية تهدد العمل المشترك ضد تنظيم الدولة.