استضافة قطر لكأس العالم.. مسيرة دامت 12 عاما
قبل 12 عاما كان تنظيم مونديال كأس العالم في قطر حلماً واليوم أصبح واقعاً، حيث تنطلق بعد يومين صافرة أولى مباريات البطولة العالمية لأول مرة في دولة من الشرق الأوسط، بعد مسيرة طويلة من جدارة التجهيز.
وأولت قطر ثلاث ملفات رئيسية في رحلتها نحو التجهيز للمونديال وهي الملاعب والتراث والاستدامة لتنظيم بطولة استثنائية على مستوى العالم.
وينطلق مونديال قطر 2022 في 20 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، بمباراة الافتتاح بين منتخبي قطر والإكوادور على ملعب “البيت”، في أول مونديال يقام في الشرق الأوسط والعالم العربي.
2009: تقديم ملف الاستضافة
بدأ الحلم القطري يتلمس طريقه للتحقق في مارس/ آذار 2009، حين قدم رئيس لجنة الملف القطري للاستضافة الشيخ محمد بن حمد بن خليفة آل ثاني الطلب إلى رئيس الاتحاد الدولي (فيفا) آنذاك السويسري جوزيف بلاتر في زيوريخ.
بجانب قطر، تقدمت دول عريقة للمنافسة على الاستضافة، منها من قدّم طلباً مشتركاً للاستضافة مثل (إسبانيا-البرتغال وبلجيكا-هولندا) ومنها من قدم ملفاً منفرداً مثل بريطانيا وروسيا عن القارة الأوروبية، فضلاً عن الولايات المتحدة والمكسيك عن أمريكا الشمالية والوسطى، إلى جانب أستراليا واليابان وإندونيسيا وكوريا الجنوبية والصين عن القارة الآسيوية.
2010: إعلان فوز قطر
في ديسمبر/ كانون الأول 2010، كان العالم على موعد مع حفل إعلان نتيجة التصويت لمعرفة الدولة التي ستنظم بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022، حيت تمت عملية التصويت والإعلان في مقر الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” في العاصمة السويسرية زيورخ.
وتميز الملف القطري بالتنوع في مجالات عدة، بينها وعد بالتبرع بـ 170 ألف مقعد في مختلف الملاعب التي تستضيف المباريات بعد انتهاء البطولة ومنحها إلى البلدان النامية.
وفي ظل منافسة كبيرة بين الملف القطري والملف الأمريكي، تم الإعلان عن نتيجة التصويت التي أشارت إلى فوز دولة قطر بحق تنظيم بطولة كأس العالم.
عاشت مختلف المدن القطرية أياماً من الفرح بعد إعلان الفوز بحق التنظيم، لتبدأ بعدها رحلة تحويل الحلم إلى واقع.
2011: لجنة المشاريع والإرث
لتنفيذ الحلم العربي وتوفير أفضل الظروف الملائمة لتنظيم بطولة كأس العالم في قطر، صدر في أبريل/ نيسان 2011 قرار أميري بإنشاء اللجنة العليا للمشاريع والإرث.
وُمِنحت اللجنة القطرية المؤسسة حديثا جميع الصلاحيات والاختصاصات اللازمة لتحقيق أهدافها، وعلى رأسها وضع الاستراتيجيات والسياسات العامة المتعلقة بكأس العالم 2022 والعمل على إيجاد البيئة المواتية لتنظيم وإنجاز المونديال، من جميع النواحي القانونية والتنظيمية والعمرانية والاجتماعية والاقتصادية.
وجاءت بطولة كأس العالم 2022 لتشكل داعما رئيسيا لرؤية قطر الوطنية 2030 التي تقوم على أربعة ركائز وهي التنمية البيئية والبشرية والاقتصادية والاجتماعية، مستلهمة مسارات تحقيق هذه الرؤية من خلال الحوكمة وسياساتها وصولا إلى تعزيز مبدأ الاستدامة.
2013: تصميم ملعب الجنوب
وفي نوفمبر 2013 كشفت لجنة المشاريع والإرث عن تصميم ملعب الجنوب، ويعتبر أول الملاعب التي تم الكشف عنها، وصممته المهندسة العالمية الراحلة زها حديد.
ويجسد الملعب التراب القطري من خلال تصميمه وشكله المستوحى من القوارب الشراعية التقليدية، وبدأت أعمال تشييده عام 2014.
2014: افتتاح مطار حمد الدولي
في نهاية مايو/ أيار 2014 بدأ مطار حمد الدولي استقبال الرحلات الدولية إيذاناً بتدشين مرحلة جديدة في عالم النقل والسفر، في خطوة استراتيجية اعتبرت أبرز المشاريع الكبيرة لاستقبال بطولة كأس العالم 2022.
ويعتبر المطار الذي خطط له أن يستقبل نحو 70 مليون مسافر سنوياً، المحطة الأولى لاستقبال المشجعين القادمين لمشاهدة ومتابعة المونديال.
وخلال سنوات قصيرة، حاز مطار حمد الدولي عدة جوائز عالمية آخرها جائزة أفضل مطار في العالم لعام 2022 للعام الثاني على التوالي ضمن جوائز “سكاي تراكس” العالمية للمطارات.
2019: الكشف عن شعار البطولة
وفي سبتمبر/ أيلول 2019 كشفت اللجنة المنظمة لبطولة كأس العالم 2022 عن الشعار الرسمي للبطولة، حيث تم عرض الشعار الجديد على شاشات ضخمة في العديد من المعالم البارزة في قطر.
وشاركت دول عربية وأجنبية بعرض الشعار في ذات التوقيت الذي تم الكشف عنه في الدوحة، حيث عرض في روسيا والكويت وعمان ولبنان والأردن وتونس والجزائر والمغرب والعراق وفلسطين وليبيا والسودان.
وعكس تصميم الشعار البعد الجامع للبطولة بوصفها منصة لالتقاء الثقافات من مختلف أرجاء العالم، كما أنه تضمن عدة عناصر مستوحاة من الثقافة القطرية والعربية التي تتناغم مع مكونات لعبة كرة القدم.
واستوحي الشعار من شال الصوف المعروف في العالم العربي، وتم تزيينه بالنقوش الشرقية وأخذ شكل الرقم: 8 في دلالة على ملاعب المونديال الثمانية التي سوف تستضيف البطولة.
2021: تنظيم بطولة كأس العرب
وفي ذات المسيرة لاستضافة البطولات العالمية، نظمت قطر النسخة العاشرة من بطولة كأس العرب 2021، في الفترة من 30 نوفمبر حتى 18 ديسمبر 2021، وأقيمت لأول مرة بتنظيم من الاتحاد الدولي لكرة القدم، وأصبحت محاكاة ناجحة لتجربة الاستعدادات القطرية لتنظيم بطولة كأس العالم.
وشهدت نهائيات البطولة مشاركة 16 منتخباً عربياً، وأقيمت مبارياتها على 6 من ملاعب بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022، وشكّلت فرصة مثالية للارتقاء بالاستعدادات الخاصة باستضافة المونديال.
2021: ساعة العد التنازلي للمونديال
وفي 21 نوفمبر 2021، تم الكشف عن ساعة العد التنازلي الرسمية لكأس العالم، في احتفالية أقيمت على كورنيش الدوحة بمناسبة بقاء عام واحد على انطلاقة البطولة.
وصممت الساعة المقدمة من شركة “هوبلو” بطريقة استلهمت فيها المنحنيات الأنيقة من الحلقة المتصلة التي تشكّل شعار كأس العالم، وأيضاً من الساعة الرملية القديمة التي كانت تستخدم لحساب الوقت، لعكس الطبيعة المترابطة والمتقاربة لبطولة كأس العالم 2022.
وجرى تصميم شكل الساعة بطريقة تسهل رؤيتها من جميع الزوايا بما يعكس المناظر الخلابة لأفق مدينة الدوحة.
وتجسّد الساعة ترقب المشجعين من أنحاء العالم للمهرجان الكروي، وتصاعد وتيرة الحماس قبل عام من انطلاق منافسات البطولة، وصولاً إلى المباراة الافتتاحية للبطولة على أرضية استاد البيت في 20 نوفمبر الجاري.
2022: اكتمال تدشين الملاعب
وشهد عام 2017 تدشين استاد خليفة الدولي، و2019 تم افتتاح استاد الجنوب، بينما تم في 2020 اكتمال استاد المدينة التعليمية وافتتاح افتتاح استاد أحمد بن علي.
وعام 2021 شهد تدشين ملعب الثمامة واستاد البيت، أما في عام انطلاقة المونديال 2022 فتم تدشين استاد لوسيل في سبتمبر الماضي بمباراة رسمية بين فريقي الهلال السعودي والزمالك المصري ضمن “كأس سوبر لوسيل”.
ويعتبر استاد لوسيل درّة ملاعب المونديال وأكبرها من حيث الطاقة الاستيعابية التي تبلغ 80 ألف مشجع، ويتميز باستضافة المباراة النهائية للبطولة، التي تتزامن مع الاحتفال باليوم الوطني القطري.