تضاؤل فرصة مرشح مشترك ضد أردوغان وسط خلاف المعارضة
تتزايد الخلافات بين أقطاب الطاولة السداسية للمعارضة التركية بشأن “المرشح الرئاسي المشترك”، وسط تساؤلات حول مقدرتها على حسم هذه المسألة قبيل أشهر من الانتخابات التي تجرى في 18 حزيران/ يونيو المقبل.
ويرفض حزب الجيد الذي تقوده ميرال أكشنار، ترشح كليتشدار أوغلو وسط تنامي الأصوات داخله بترشيح منصور يافاش رئيس بلدية أنقرة.
وتعرض كليتشدار أوغلو لانتقادات حادة على خلفية زيارته للولايات المتحدة وبريطانيا وإثارته مسألة الحجاب.
واجتمع قادة الطاولة السداسية سبع مرات، ومن المقرر أن يعقدوا اجتماعا في 14 تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري، وسط عدم التوصل إلى اتفاق بشأن “المرشح الرئاسي”.
الكاتب في صحيفة “ملييت“، ظافر شاهين، قال إن الجميع يشير إلى زعيمة حزب الجيد ميرال أكشنار بشأن تحديد مصير الطاولة السداسية، لافتا إلى أن الرأي السائد لدى حزبها يرى أنه لا يمكن أن يكون كليتشدار أوغلو مرشحا مشتركا.
وتتحدث بعض الادعاءات عن أن مرشح حزب الجيد هو منصور يافاش، وأشار الكاتب إلى أنه جرى تنبيهه بعدم إصدار أي بيانات متعلقة بشأن المرشح الرئاسي، من أجل إنضاج الظروف بالنسبة له.
ويعد يافاش الشخصية السياسية التي لا تتحدث إلا قليلا، لكن حزبه يرفض ترشيحه، وترشحه يعني انفصاله عن حزبه.
ومن الصعب إمكانية ترشيح يافاش رغما عن كليتشدار أوغلو، كما أنه لا يمكنه الحصول على دعم ناخبي حزبي “الشعب الجمهوري” و”الشعوب الديمقراطي” الكردي.
ادعاء آخر يتحدث عن اتفاق بين أكشنار ورئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو، ولكن الكواليس لم تؤكد ذلك، ولم يعد سرا أن إمام أوغلو يسعى حتى النهاية من أجل الترشح، وإذا لم يتغلب على كليتشدار أوغلو فإن يخطط للسير نحو رئاسة حزب الشعب الجمهوري كما يذكر الكاتب شاهين.
ونقل الكاتب ادعاء آخر، يتعلق بأن المرشح الرئاسي المفاجئ لحزب الجيد هو الطبيب محمد هابيرال، ولكن هذا الاحتمال يبقى ضعيفا.
وأضاف شاهين، أن التوتر القائم بشأن انضمام حزب “تركيا المستقلة” القومي إلى الطاولة السداسية وبدعم من حزب الجيد آخذ بالازدياد حيث يعارض ذلك كل من أحزاب “المستقبل” والديمقراطية والتقدم” و”الديمقراطي”، كما أن “الشعب الجمهوري” يعتقد أن هدف أكشنار هو بعثرة الطاولة السداسية.
وتشير بعض المزاعم إلى أن أكشنار أخبرت الدائرة المقربة منها أنها “سئمت الطاولة السداسية واجتماعاتها”.
الصحفي والنائب السابق عن حزب الشعب الجمهوري باريش يركاداش، كشف لقناة “سن أن أن” التركية، أن أكشنار التقت بمنصور يافاش بشأن الانتخابات الرئاسية.
وزعم ياركاداش أن رؤساء فروع حزب الجيد سيرشحون في 14 تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري أكشنار للانتخابات الرئاسية لمنع ترشح كليتشدار أوغلو وفرض اسمها على الطاولة السداسية.
وأشار إلى أن هذا التوجه جاء بعد اللقاء الذي عقدته أكشنار مع يافاش الذي عرض عليه الأمر وبقي صامتا، فقامت أكشنار بتغيير الحديث بشأن بلدية أنقرة.
ونوه الصحفي إلى أن رؤساء فروع حزب الجيد عقدوا اجتماعا منذ فترة، وقال 56- 70 بالمئة منهم إنهم يرغبون في ترشح يافاش، ورأى الجزء الآخر منهم أنه إذا ترشح إمام أوغلو فيمكنه الفوز.
ولفت إلى أن أكشنار ترغب في إنهاء الجدل بشأن المرشح الرئاسي لأنه أصبح “مرهقا”، لذلك فهي تريد إنهاء هذا النقاش في أقرب وقت ممكن، وعندما لم يتم التفاعل من يافاش بشأن المسألة فقد بدأت بعملية بحث جديد، ولكن إمام أوغلو ليس على الأجندة في الوقت الحاضر.
وتوقع الصحفي يركاداش، أن يقوم رؤساء فروع حزب الجيد بحملة توقيع في 14 تشرين الثاني/ نوفمبر تطالب ميرال أكشنار بالترشح للرئاسة بعد أن بقي يافاش صامتا.
وأكد أن أكشنار لا ترغب في ترشح كليتشدار أوغلو، وإذا توجه رؤساء فروع حزبها لحملة التوقيع فإنها لن تستطيع تجاهلها، لأنها لا تنظر بحرارة لترشح زعيم حزب الشعب الجمهوري.
ونوه إلى أنه في اليوم الذي سيضع فيه كليتشدار أوغلو ترشحه أمام الطاولة السداسية، فإن أكشنار سترد عليه بأنها ستناقش ذلك مع إدارة حزبها وتقييمه.
وكشف أن أكشنار لا تؤيد ترشح إمام أوغلو، وتعتقد أن لديه ميولا استبدادية.
الكاتب عبد القادر سيلفي في تقرير على صحيفة “حرييت“، رأى أن الطاولة السداسية تمر بفترة حرجة، وأن كليتشدار أوغلو يضغط من أجل أن يكون “المرشح المشترك” لكنه غير قادر على حصول الدعم من أكشنار.
وأوضح أن طرح كليتشدار أوغلو لقضية الحجاب، وسفره إلى الولايات المتحدة وبريطانيا قوضت فرصه في انتخابه للرئاسة، وتصرفاته تضعف نموذج “المرشح المشترك” وتزيد من فرص صيغة أكثر من مرشح.
وأكد أن حزب الجيد لا ينظر بحرارة تجاه ترشيح كليتشدار أوغلو، لأنه يعتقد بأنه لن يفوز بالانتخابات، ويرى أن يافاش قد يكون مرشحا.
ورأى سيلفي أن كليتشدار أوغلو يصر على أن يكون مرشحا للرئاسة ولن يتراجع عن موقفه، مشيرا إلى أن حزب الجيد يستعد لترشيح يافاش الذي قد يقدم استقالته من حزب الشعب الجمهوري.
وأظهرت استطلاعات الرأي تراجع شعبية إمام أوغلو الذي أصبح يتراوح اسمه ما بين المرتبة الخامسة والسادسة من آراء المستطلعين بالنسبة لانتخابات الرئاسة.
وفي استطلاع أجرته شركة “ASAL”، أظهر أنه إذا جرت جولة إعادة بين أردوغان وإمام أوغلو، فإن الأول سيحصل على 56.7 بالمئة مقابل 43.3 بالمئة للثاني.
وفي الاستطلاع ذاته، يتفوق أردوغان بنسبة 52.4 بالمئة في حال أجريت الانتخابات بينه وبين كليتشدار أوغلو الذي يحصل على 47.6 بالمئة.
ورصد الاستطلاع أن 53.1 بالمئة سيصوتون لصالح أردوغان، إذا تنافس معه يافاش الذي حصل على نسبة 46.9 بالمئة.