بعد استئناف اتفاق تصدير الحبوب.. 7 سفن تغادر أوكرانيا وموسكو وكييف تتبادلان الاتهامات بالمسؤولية عن توقف مفاعل زاباروجيا
ظهرت مواقع مراقبة الملاحة البحرية إبحار 7 سفن من ميناء أوديسا الأوكراني على البحر الأسود بعد استئناف العمل باتفاق تصدير الحبوب، بينما تبادلت موسكو وكييف المسؤولية عن توقف العمل في محطة زاباروجيا النووية.
في هذه الأثناء، قال الكرملين إن استئناف روسيا العمل باتفاق الحبوب لا يعني أنه مدد تلقائيا، ويجب تقييم النتائج قبل اتخاذ القرار.
وأضاف بيان الكرملين أن مشاركة تركيا في صفقة الحبوب يعدّ السبب الرئيسي في ثقة موسكو بتنفيذ الجانب الأوكراني للالتزامات التي أخذها على عاتقه في إطار هذه الصفقة.
وتابع البيان أن عمل أنقرة للحصول على ضمانات من قبل كييف بشأن صفقة الحبوب، يستحق إشادة كبيرة.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن موسكو تشعر بالارتياح حيال توقيع القيادة الأوكرانية على ضمانات لعدم تكرار استهداف المسارات الإنسانية لأغراض عسكرية، وفق تعبيره.
من جهة أخرى، قال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار إن الأوكرانيين قدموا ضمانات شفهية ومكتوبة لاستمرار اتفاق تصدير الحبوب مع روسيا، مؤكدا أن أوكرانيا تعهدت بمراعاة بنود الاتفاقيات التي جرى التوصل إليها.
وأمس الأربعاء، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن موسكو ستستأنف العمل باتفاقية الحبوب التي ينتهي مفعولها في 19 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، مضيفة أنه بفضل الأمم المتحدة وتركيا، تمكنت روسيا من الحصول على ضمانات مكتوبة من الجانب الأوكراني.
وكانت موسكو قد علّقت السبت مشاركتها في اتفاقية الحبوب، بعد اتهامها لكييف بتنفيذ هجوم بمسيّرات على أسطولها المتمركز في خليج سيفاستوبول بشبه جزيرة القرم التي ضمتها منذ 2014.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد أعلن أنه اتفق مع بوتين على أن الحبوب ستذهب إلى أفريقيا والبلدان الأقل نموا أولا.
تعليق زيلينسكي
وفي الشأن ذاته، رحّب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مساء الأربعاء باستمرار اتفاق تصدير الحبوب عبر البحر الأسود “المهم للعالم بأسره”، وذلك بعد أن وافقت موسكو على استئناف مشاركتها في الاتفاق الدولي المبرم في يوليو/تموز الماضي.
وقال زيلينسكي في خطابه اليومي الذي ينشر على وسائل التواصل الاجتماعي “حققنا اليوم نتيجة دبلوماسية مهمة لبلدنا وللعالم بأسره: تنفيذ مبادرة تصدير الحبوب (الأوكرانية) سيستمر”.
كما أشاد بـ”الكفاءة” و”النهج المنصف” الذي عملت به الأمم المتحدة وتركيا -الوسيطان في اتفاق تصدير الحبوب الأوكرانية- لإيجاد حلّ مع موسكو، إلا أنه اعتبر أن طلب روسيا ضمانات “يظهر فشل العدوان الروسي ومدى قوتنا عندما نظل متحدين”.
الوضع في زاباروجيا
وفي سياق متصل، أعلنت هيئة الطاقة النووية الأوكرانية -اليوم الخميس- توقف نشاط محطة زاباروجيا النووية نتيجة القصف الروسي أمس الأربعاء.
وناشدت هذه الهيئة الأوكرانية المجتمع الدولي اتخاذ تدابير عاجلة لاعتبار محيط المحطة منطقة منزوعة السلاح، ودفع روسيا لسحب جميع قواتها من المنطقة.
بدورها، ذكرت شركة الطاقة النووية الأوكرانية “إنرجواتوم” اليوم أن الكهرباء انقطعت عن محطة زاباروجيا للطاقة النووية بعد قصف روسي دمر خطوط الضغط العالي الباقية، مما يعني أن المحطة تعمل الآن باستخدام مولدات تعمل بالوقود فحسب.
وأضافت أن المحطة لديها وقود يكفي لتشغيل المولدات لمدة 15 يوما فقط.
في المقابل، أكد سكرتير مجلس الأمن الروسي نيكولاي باتروشيف أن القوات الخاصة أحبطت عملا إرهابيا في محطة زاباروجيا للطاقة النووية.
وشدد باتروشيف على أن القوات الأوكرانية “النازية الجديدة” تواصل قصف محطة زاباروجيا للطاقة النووية بالأسلحة الغربية، مما قد يؤدي إلى كارثة عالمية.
وأضاف: لسوء الحظ فإن زيارة وفد الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى المحطة لم تؤد إلى وقف الهجمات على محطة زاباروجيا النووية وإلى إدانة المجتمع الدولي لنظام كييف.
دعم غربي
وفي سياق متصل، يبحث وزراء خارجية مجموعة الدول السبع الكبرى أفضل السبل لتنسيق المزيد من الدعم لأوكرانيا عندما يلتقون اليوم بألمانيا، في أعقاب الهجمات الروسية الأخيرة على البنية التحتية للطاقة التي تسببت في انقطاعات للكهرباء على نطاق واسع.
ومن المتوقع أن تهيمن الحرب الروسية الأوكرانية على الاجتماع الذي يستمر ليومين بين وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن ونظرائه في مجموعة السبع بمدينة مونستر غرب ألمانيا، كما سيكون من الموضوعات المطروحة بقوة على جدول الأعمال الدور الصيني المتزايد حول العالم والاحتجاجات في إيران.
وقال مسؤول كبير بالخارجية الأميركية إن هذا المؤتمر الوزاري لمجموعة السبع “يأتي في وقت مهم لنا” مشيرا إلى أن المجموعة “تمثل آلية تنسيق حيوية” للتوجهات بشأن القضايا الأكثر إلحاحا.
ومن جانبها، ذكرت مفوضة الاتحاد الأوروبي للطاقة كادري سيمسون -الثلاثاء خلال زيارة إلى كييف- أن الاتحاد الأوروبي يستكشف مع الشركاء سبل زيادة الدعم لقطاع الطاقة الأوكراني.
وقالت سيمسون إن أوكرانيا بحاجة إلى معدات وأدوات محددة لإصلاح الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية للطاقة، مضيفة أنه يتعين حث الشركات الأجنبية على إعطاء الأولوية لنقل المعدات ذات الصلة بالقطاع إلى أوكرانيا.
اتهامات روسية
نقلت وكالة تاس عن باتروشيف قوله إن واشنطن ولندن تجندان عناصر من منظمات إرهابية دولية للقتال إلى جانب أوكرانيا.
وسبق أن اتهمت الخارجية الروسية البعثات الدبلوماسية الأوكرانية بأنها تجنّد مرتزقة إرهابيين للمشاركة في العمليات القتالية.
رفض طلب موسكو
وفي نيويورك، رفض مجلس الأمن الدولي، مساء الأربعاء، مشروع قرار قدمته روسيا للتحقيق فيما أسمته عدم التزام واشنطن وكييف باتفاقية الأسلحة البيولوجية.
وأخفقت روسيا في إقناع مجلس الأمن بإجراء تحقيق رسمي في اتهامها للولايات المتحدة وأوكرانيا بتطوير برامج أسلحة بيولوجية في أوكرانيا، وهو ادعاء تنفيه واشنطن وكييف.
ولم تحصل موسكو على موافقة الأصوات التسعة المطلوبة من هيئة الأمم المتحدة، المؤلفة من 15 عضوا، على مشروع القرار.
وصوتت روسيا والصين فقط لصالح مشروع القرار، في حين صوتت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا ضده، وامتنعت الدول الـ 10 المتبقية عن التصويت.
قتال عنيف
ميدانيا، تحدثت هانا ماليار نائبة وزير الدفاع للتلفزيون الأوكراني عن قتال عنيف في باخموت وسوليدار بمنطقة دونباس شرقي البلاد، مشيرة إلى صد “عشرات الهجمات” في يوم واحد.
ووفقا لهيئة الأركان العامة الأوكرانية، واصلت روسيا قصف البنية التحتية في عدة مناطق من البلاد بالصواريخ والطائرات المسيرة الإيرانية.
وفي منطقة خاركيف شرقا، أعلنت كييف إصابة 5 نساء ورجلين بجروح، كما تضررت 6 مبان ومتجر بنيران المدفعية.
من جهتها، قالت وزارة الدفاع الروسية إن قواتها نفذت عملية عسكرية ضد مواقع الجيش الأوكراني في مقاطعة دونيتسك بإقليم دونباس (شرق).
ونشرت الوزارة صورا تظهر استهداف من قالت إنهم جنود أوكرانيون، وذكرت أن هذه العملية تعيق بشكل كبير حركة الجنود الأوكرانيين في محيط مدينة أفدييفكا.
وفي خيرسون (جنوب) قالت السلطات الموالية لروسيا إنها اعترضت مجموعة من صواريخ أطلقتها القوات الأوكرانية باتجاه المقاطعة.
وقال كيريل ستريموسوف نائب رئيس الإدارة الإقليمية في المقاطعة إن القوات المقاتلة على الأرض تصدت لمحاولات الهجوم الأوكرانية على خطوط الدفاع الروسية، وإن الوضع حاليا ليس حرجا حسب وصفه.
أما سيرغي خلان المتحدث باسم مجلس خيرسون المؤيد للأوكرانيين، فقال إنه لا يوجد ما يشير إلى نية روسيا خوض حرب شوارع في المدينة التي تسيطر عليها القوات الروسية منذ بداية الحرب وتسعى القوات الأوكرانية لاستعادتها.