على خطى الأحباب يا شباب
الشيخ كمال خطيب
الشباب أغلى ما نملك
ولقد جعل الله سبحانه وتعالى مرحلة الشباب من حياة الإنسان هي أهم مرحلة، حيث جاءت بين مرحلة الطفولة ومرحلة الشيخوخة، بل إنها مرحلة القوة والعنفوان إذ تأتي بين مرحلتي ضعف الطفولة وضعف الشيخوخة كما قال سبحانه:{مِنۢ بَعْدِ ضَعْفٍۢ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنۢ بَعْدِ قُوَّةٍۢ ضَعْفًا وَشَيْبَةً ۚ يَخْلُقُ مَا يَشَآءُ ۖ وَهُوَ ٱلْعَلِيمُ ٱلْقَدِيرُ} آية 54 سورة الروم.
ولأن مرحلة الشباب في حياة الإنسان هي مرحلة الحيوية والعطاء والإنتاج والعزم الحافلة بالهمة والنشاط، فإن الشباب من أبناء الأمة هم الثروة الحقيقية والكنز الاستراتيجي في حياة الشعب والأمة. نعم ليست الثروة الحقيقية في الكنوز سواء على ظهر الأرض أو في بطنها، فإذا كانت بعض الدول والأمم تفاخر بما تملكه من مناجم الذهب أو آبار النفط والغاز أو ما تملكه من الثروة الحيوانية أو الثروة النباتية والأخشاب، أو حتى ما تملكه من مدّخرات بنوكها المركزية، فإن هذه الكنوز والثروات يمكن أن تتبدد أو تضيع أو تغتصبها أمم أخرى إذا فقدت تلك الشعوب والأمم جيل الشباب من أبنائها الذي يعرف كيف يستخرج هذه الكنوز وكيف يصنعها وكيف يحميها من جشع الأعداء الداخليين والخارجيين.
وصدق من قال: “إنك إذا أردت أن تعرف مستقبل أمة أو شعب فانظر إلى موقع شباب تلك الأمة وما الذي يشغلهم وكيف يتم إعدادهم وصياغتهم وبناء شخصياتهم، ومدى انتمائهم لدولتهم أو أمتهم، ومن هم قدواتهم ومثلهم الأعلى، وما هي طموحاتهم، وماذا يتحدثون في مجالسهم ومنتدياتهم”. ولذلك فقد كانت كلمات رسول الله ﷺ لمّا قال: “وعن شبابه فيما أبلاه”. ومن نفس المنطلق فهم الزعيم الفرنسي ديجول سرّ هزيمة فرنسا أمام ألمانيا ،أنه بسبب تميّع الشباب الفرنسي وغرقه في الشهوات والملذات، فكان الأمر العسكري الذي أصدره بإغلاق المواخير ونوادي الليل لأنها كانت سببًا في ضعف إرادة وبناء الشباب الفرنسي الذي منه كان يختار الجنود الذين هزمهم الألمان شرّ هزيمة، وصدق في ذلك قول الشاعر:
شباب خنّع لا خير فيهم وبورك في الشباب الطامحينا
الفراغ القاتل
إن الخطر والداء القاتل في حياة الشباب هي حالة الفراغ التي يعيشها الشباب أفرادًا وجيلًا، بل إنها المفسدة الكبرى كما قال عنها أبو العتاهية في قصيدته:
إن الشباب والفراغ والجدة مفسدة للمرء أي مفسدة
فإذا كانت مرحلة الشباب، وإذا كان الفراغ، وإذا كانت أسباب الرفاهية متوفرة وموجودة وسهلة لوصول الشباب إليها، فهي مفسدة لو كانت كل واحدة منها منفردة، فكيف إذا اجتمعت كلها مع بعضها، الشباب والفراغ والجِدة؟
وليس المقصود بالفراغ في حياة الشباب هو فقط فراغ الوقت وقلة الانشغالات، وهي ولا شك من أخطر أنواع الفراغ لأن الشباب سيملأها ويشغلها بالبديل الهدّام والمدمر. فإن للفراغ أنماطًا وأشكالًا كثيرة وكلها خطيرة، لكن الفراغ الإيماني والخواء الروحي هو أخطر تلك الفراغات في حياة الإنسان، لأن البديل سيكون جاهزًا، فإذا أفرغ القلب من الفضيلة حلّت محلها الرذيلة، وإذا أفرغ القلب من الاستقامة حلً محلها الانحراف، وإذا أفرغ من الهدى حلّ محله الضلال. وهكذا هي نظرية التخلية والتحلية، فلا يخلو القلب من شيء إلا وحلّ محله شيء آخر. مثلما أن الكأس لا تخلو من الماء إلا وحلّ محله الهواء. وإذا كان قلب الشاب ممتلئًا بالاستقامة والهداية والفضيلة والتدين عمومًا وهي بلا شك وليدة الانتماء الديني القرآني الذي نزل من السماء، فلن تكون أهداف الشاب وطموحاته إلا أهدافًا علوية سماوية والعكس هو الصحيح، فإذا كان قلب الشاب بعيدًا عن الدين وتعاليم السماء فلن تكون أهدافه ولا طموحاته إلا أرضية دونية شهوانية. فمن تغلّبت فيه الروح على الجسد فإنه سيكون مشدودًا إلى مصدر الروح الله جل جلاله {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ ۖ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي} آية 85 سورة الإسراء. وإذا تغلّب فيه الجسد على الروح فإنه سيكون مشدودًا مرتبطًا بمصدر الجسد، إنه التراب والأرض {إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِن طِينٍ} آية 71 سورة ص.
مربيات فاضلات
وإذا أردنا أن نعرف حجم الفجوة بين الذي كنا عليه وبين الذي صرنا إليه، بين القمة السامقة التي وصلنا إليها وبين الهاوية السحيقة التي انحدرنا إليها، فلا أكثر من أن ننظر إلى فهم أمهات السلف وجيل الأخيار وإلى دورهنّ في صياغة شخصية الأبناء وبنائها البناء الإيماني المتين والعميق.
فها هي أم سليم رضي الله عنها والدة أنس بن مالك وكانت قد أسلمت قبل زوجها مالك وولدت له ولدًا هو أنس. وحينما كانت أم سليم تناغيه وتلاعبه وهو رضيع، تلقّنه وتقول له: أي بني قل لا إله إلا الله، أي بني قل أشهد أن محمدًا رسول الله. وظلت تلقّنه شهادة التوحيد حتى كانت أول كلمات يحفظها وينطق بها لسانه “أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا رسول الله”، فكان أبوه يقول لها: “لا تفسدي عليّ ولدي يا أم سليم”، فكانت تجيبه بالقول: أنا لا أفسده وإنما أعدّه لأمر عظيم، إني أعدّه لصحبة محمد ﷺ. فكان أنس خادم رسول الله ﷺ وهو الذي عمّر 103 سنوات وقد رأى ثلاثمائة من أولاده وأحفاده وأولادهم يجاهدون في سبيل الله، وكان يقول رحمه الله: “أمي لقد أحسنت ولايتي”.
ومثل أم سليم رضي الله عنها فإنها هند زوجة أبي سفيان رضي الله عنها، فإنها وقبل إسلامها فقد رأى رجل الصغير معاوية في حجر أمه ولمح في وجهه علامات النباهة والذكاء، فقال لها: إن عاش هذا الغلام ليسودّن قومه. فقالت هند: “ثكلته إن لم يسُد إلا قومه، فإنني أربيه ليكون سيد الدنيا”. إنه معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه كان يفاخر ويقول: “أنا الذي ربتني هند”.
ومثل أم سليم وأم معاوية فإنها كانت أم محمد الفاتح التي كانت تصحب ولدها الصغير مع شيخه ومربيه “شمس الدين أق” وتشير إلى أسوار القسطنطينية عاصمة الدولة البيزنطية وتذكّره بحديث رسول الله ﷺ: “لتفتحن القسطنطينية فلنعم الأمير أميرها، ولنعم الجيش ذلك الجيش”، فكانت تقول له: “لعلك يا بني أن تكون أنت قائد الجيش الذي به يتحقق حديث رسول الله ﷺ وتفتح القسطنطينية، وكان محمد الفاتح كما أرادت أمه فاتح القسطنطينية.
الصغار والكبار
كم آلمني وأوجعني وأنا أستمع لأخبار شبان صغار من أبناء مجتمعنا وقد قبض على بعضهم متلبسًا بارتكاب جريمة قتل وهو لم يتجاوز السابعة عشر من عمره، وآخر قد قتلته الشرطة وهي تطارده بعد أن أطلق النار وألقى قنبلة يدوية على بيت أحد أبناء شعبه وهو ما يزال في سن السابعة عشرة من سنوات عمره.
آلمني وأوجعني حال أمثال هؤلاء الشباب وقد انتظموا في سلك عصابات الجريمة وابتزاز الناس وترهيبهم مقابل مئات أو آلاف الشواقل يضعونها في جيوبهم، وتذكرت كيف أن شبابًا في جيلهم قد قادوا جيوشًا جرّارة وفتحوا بلادًا وأخضعوها لحكم الإسلام، بينما هؤلاء يقودون عصابات قتل وخاوة وترويع للآمنين وتجارة المخدرات.
ها هو أسامة بن زيد يقود جيشًا فيه كبار الصحابة بينما هو لم يتجاوز الثامنة عشرة سنة، وكان الذي اختاره لتلك المهمة ليس إلا رسول الله ﷺ.
ومثل أسامة فإنه محمد بن القاسم بن محمد وهو الذي قاد جيشًا به فتح بلاد السند والهند وكان عمره لا يزيد عن 17 عامًا، وحتى أن أهل تلك البلاد الهند وباكستان ،ظلّوا يعترفون بفضله عليهم بأنه سبب دخولهم في الإسلام، حتى أن بلاد الباكستان قد أسمت أكبر محطة للقطارات فيها على اسمه. وحتى أن الشعراء راحوا يقولون في بطولاته وفتوحاته القصائد وقد قال قائلهم:
إن السماحة والمروءة والندى لمحمد بن القاسم بن محمد
قاد الجيوش لسبعة عشر حجة يا قرب ذلك سؤددًا من مولد
فأين هم الشباب من أبناء هذا الجيل ليلتفتوا إلى ما كان عليه نظراؤهم ممن كانوا صغارًا في أعمارهم كبارًا في أفعالهم.
إنما الأعمال بالنيات
قال رسول الله ﷺ: “إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى”. ومثلها فيمكننا القول إنما الأولاد بالنيات، فكما نذرت ونوت زوج عمران أم مريم عليها السلام أن يرزقها الله ولدًا أن تجعله في خدمة البيت الذي يعبد فيه الله رب العالمين ،اذ قالت زوج عمران: {رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّراً فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنتَ السميع العليم} آية 35 سورة آل عمران.
وعليه فإذا اجتمعت نية الزوج بالبحث عن زوجة ذات دين “فاظفر بذات الدين تربت يداك”. فإذا اجتمعت هذه مع نية الزوجة وأهلها بالبحث عن الزوج الصالح “إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه” فعند ذلك ستتوج هذه النية بأكبر منها بالنية الصادقة تجاه الأولاد الذين سيكونون نتاج هذا الزواج:
- 1. أن تنجب أطفالًا وتعلي بهم راية الإسلام: فلتكن نيتك صادقة مخلصة أن إذا وهبك الله ولدًا بأن تربيه كيف يعيد للإسلام مجده وللدين عزه. فلما كانت نية زوجة عمران صادقة ومخلصة، ورغم أن الله تعالى قد وهبها أنثى وليس ذكرًا ،لكنه سبحانه وهب لتلك الأنثى ولدًا ذكرًا من غير أب ليحقق دعوتها في خدمة المعبد “بيت الله” تعالى هو المسيح عيسى بن مريم عليه وعلى أمه الصلاة والسلام. ما أتعسنا وما أشقانا يوم تغيب النية الصالحة عن علاقاتنا الزوجية والهدف من تأسيس الأسرة.
٢. أن تربيهم على الصلاح والفضيلة: إنه دعاء الصالحين دائمًا وأبدًا {وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا} آية 74 سورة الفرقان. فالولد إما أن يكون نعمة وإما أن يكون نقمة، إما أن يكون قرّة عين لوالديه وإما أن يكون سبب همّ وغمّ ونكد لهم، وقد قال النبي ﷺ: “يؤتى بالرجل يوم القيامة فيرفع في الجنة، فيقول: يا رب بما هذا ولا يبلغه فعلي، فيقال له: هذا باستغفار ولدك لك”. أوليس النبي ﷺ قد قال: “إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث، صدقة جارية ،وعلم ينتفع به، وولد صالح يدعو له”.
- 3. أن تقرّ بولدك عين رسول الله ﷺ الذي قال: تزوجوا الودود الولود فإني مباه بكم الأمم يوم القيامة”. إن مباهاة رسول الله ﷺ تبلغ درجة الحرص على ابنك وهو أحد أفراد الأمة حين ينادي يوم القيامة: “يا رب أمتي أمتي” وإلا فإن كان هذا الابن على غير هدي وتعاليم وسيرة وأخلاق محمد ﷺ، فليس أنه لن يباهي به، بل إنه الذي يطرد عن حوضه يوم القيامة “ليذادن قوم من أمتي عن حوضي يوم القيامة، فأقول أمتي أمتي، فقال إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك، فيقال: سحقًا سحقًا”.
- 4. إذا كانت بنتًا أن تكون لك سترًا من النار:
فإذا رزقك الله البنات وليس البنين، إناثًا وليس ذكورًا فتذكر حديث رسول الله ﷺ: “خير أولادكم البنات”، ولعل بهذه الفتاة تنال من الخير ما لم تنله من الفتى بأن تبلغك الجنة. وقد جاءت امرأة إلى أم المؤمنين عائشة ومعها بنتان فسألت عائشة فلم تجد غير تمرة واحدة فأعطتها إياها فقسمتها المرأة بين البنتين ولم تأكل هي، ثم إن عائشة حدّثت رسول الله ﷺ فقال: “من ابتلي من البنات بشيء فأحسن إليهن، كنّ له سترًا من النار”. إن بحسن التربية للبنات فإنهن يصبحن سترًا من النار وإلا فإن التقصير وعدم تربيتهن التربية الصالحة سيجعل هؤلاء البنات يتحولنّ من ستر من النار إلى جسر إلى النار.
- 5. وهم الشفعاء: حتى إن أنجبت أطفالًا وماتوا صغاراً فإن بهم تنال الشفاعة. نعم إنها النية الجليلة الجميلة أنك وأنت تتمنى الولد والأطفال، فإن مات هؤلاء الأطفال صغارًا فإن لك بذلك الأجر إن صبرت واحتسبت، بل إنهم الشفعاء يوم القيامة كما قال رسول الله ﷺ: “يؤتى بأطفال المسلمين الذين ماتوا قبل البلوغ فيقال لهم يوم القيامة ادخلوا الجنة، فيقفون على باب الجنة يقولون: يا رب والله لا ندخلها حتى تأتي بأبوينا” فيؤتى بأبويه فيمسك بأيديهما ويدخل بهما الجنة.
على خطى الأنبياء الشباب
قال ابن عباس رضي الله عنهما: “ما بعث الله نبيًا إلا شابًا ولا أوتي العلم عالم إلا وهو شاب”. إنها مرحلة العطاء والعزيمة هي مرحلة الشباب، حتى أن الله سبحانه قد جعلها المرحلة التي بها يبعث أنبياءه ليؤدوا المهمة الأكبر والأصعب، إنها مهمة دعوة الناس إلى الله رب العالمين بما فيها من تحديات نفسية وجسمانية حيث كان سبحانه قد أعدّهم لتلك المهمة إعدادًا يليق بها. فها هو سبحانه يتحدث ويصف نبيه إسماعيل رمزًا للتسليم والطمأنينة بقوله: {قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَىٰ ۚ قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ ۖ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ} آية 103 سورة الصافات. ويصف يوسف عليه السلام رمزًا للعفة والطهارة :{قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ ۖ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ ۖ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ} آية 23 سورة يوسف. ووصف يحيى بن زكريا بالحكمة والعزيمة لما قال :{يا يحيى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيّاً وَحَنَانًا مِّن لَّدُنَّا وَزَكَاةً وَكَانَ تَقِيًّا وَبَرًّا بِوَلِدَيْهِ وَلَمْ يَكُن جَبَّارًا عَصِيًّا} آية 12-1٥ سورة مريم. ووصف شيخ شباب الأنبياء وشيوخهم إبراهيم عليه السلام لما قال :{قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ} آية 60 سورة الأنبياء.
ها هي سيرة الأنبياء خيرة الله من خلقه وصفوته من عباده، فعلى هديهم سيروا، وعلى خطاهم امضوا يا شباب ويا أحباب فإن فيها فوز الدنيا والآخرة.
رحم الله قارئًا دعا لنفسه ولي ولوالدي ولوالديه بالمغفرة.
والله غالب على أمره، ولكن أكثر الناس لا يعلمون.