تركيا تتسلم رئاسة هيئة مؤتمر وزراء إعلام التعاون الإسلامي
تسلمت تركيا، السبت، رئاسة الدورة الـ12 لهيئة مؤتمر وزراء الإعلام في منظمة التعاون الإسلامي من السعودية، خلال الدورة التي تنعقد في إسطنبول، وتتواصل لليوم الثاني والأخير.
وتناقش الدورة الثانية عشرة للمؤتمر الإسلامي لوزراء الإعلام مناهضة التضليل الإعلامي وظاهرة “الإسلاموفوبيا” (الخوف من الإسلام) في عصر ما بعد الحقيقة.
وسلم ماجد القصبي وزير الإعلام السعودي، رئاسة الدورة الثانية عشرة، لرئيس دائرة الاتصال في رئاسة الجمهورية التركية فخر الدين ألطون.
وحضر مراسم التسليم أمين عام منظمة التعاون الإسلامي حسين إبراهيم طه، وتشكلت الهيئة الجديدة للمؤتمر من تركيا رئيسا، وفلسطين والصومال وغينا بيساو نوابا للرئيس، والسعودية مقررا لها، والأمين العام للمنظمة عضوا.
ويشارك في فعاليات الدورة الثانية عشرة وفود من 57 دولة من منظمة التعاون الإسلامي، وتنوعت الوفود ما بين وزراء وخبراء ومسؤولين.
وفي الكلمة الافتتاحية، أكد ألطون أن إحدى التهديدات العالمية في الوقت الحالي هي بلا شك ظاهرة “الإسلاموفوبيا”.
وقال : “للأسف، العداء تجاه دين الإسلام وإخواننا المسلمين يتزايد بشكل مكثف في جميع أنحاء العالم”.
وأضاف: “للأسف، يُراد تهميش الإسلام، دين السلام، عبر خطاب الكراهية وأنشطة التضليل الإعلامي بشكل ممنهج. اليوم نرى بوضوح أن هناك صناعة وراء ذلك”.
ولفت ألطون أن “ظاهرة الإسلاموفوبيا” لها أيضًا سمة تفكيك المجتمع العالمي وتهديد السلام والاستقرار العالميين.
ودعا العالم إلى وجوب اعتبار “الإسلاموفوبيا” و”معاداة الإسلام” جرائم كراهية وضد الإنسانية ومكافحتها بشكل فعال.
وخلال الجلسة الوزارية، التي عقدت اليوم، قال أمين عام منظمة التعاون الإسلامي حسين إبراهيم طه: “أشكر تركيا ورئيسها ورئاسة الاتصال في تركيا وكل من ساهم في تنظيم المؤتمر”.
وأضاف: “نجتمع اليوم وأمتنا الإسلامية تواجه كثيرا من التحديات الجسام التي تستهدفها وتستهدف التعليم والجهود التي ترمي للتنمية، ومؤتمرنا اليوم سيبحث في التحديات التي تواجه الإعلام والبنية التحتية في العالم الإسلامي”.
وأكمل: “لا يمكن إغفال الخطاب الإعلامي الموجه للآخر، حيث أتاحت وسائل التواصل الاجتماعي بأن يكون كل واحد مرسل ومتلقي للأخبار، وفي هذه الدورة لدينا مشروع قرار إعلامي جامع وموحد يعالج كثير من المحاور والقضايا التي تكتسي أهمية لدول العالم الإسلامي”.
وشدد أن هذه المحاور “تتنوع في العديد من القضايا منها القضية الفلسطينية وإفريقيا وإطلاق جائزة للتميز في العمل الإعلامي في العالم الإسلامي”.
كما لفت أن العالم الإسلامي “بحاجة للوضع بالاعتبار الاستمرار المتنامي لخطر الإرهاب والتطرف، وتهدف لتشويه صورة الإسلام والتنفير منه”.
وأردف: “نثمن جهود القائمين في مكافحة التضليل ومكافحة الإسلاموفوبيا التي تهدف لتزوير الحقائق والمعلومات المغلوطة وتشويه الحقيقة والأخبار وسماحة الدين الإسلامي، مما يستدعي مننا محاربتها دون هوادة”.
وختم بالقول: “اليوم بجب التعاون لوضع حد للتمييز العنصري من قبل إسرائيل وانتهاكاتها لحرمة المسجد الأقصى، ويتجسد فيها خطاب الكراهية وآمل أن نبلور رؤية واضحة لما نقوم بها من جهود ومبادرات للقضايا المدرجة في جدول الأعمال، لتفعيل دور قطاع الإعلام والدور المنوط به”.
من ناحيته، قال ماجد القصبي، وزير الإعلام السعودي: “نفتتح اجتماع الدورة 12 ويشرفني أن أنقل لكم تمنيات خادم الحرمين الشريفين سلمان بن عبد العزيز والأمير محمد بن سلمان ولي العهد، للدورة بالتوفيق والسداد”.
وتابع: “أتقدم بالشكر والتقدير لحكومة تركيا قيادة وشعبا لما لمسناه من حفاوة وحسن استقبال، ويأتي الاجتماع كفرصة لمواجهة أوجه التنسيق الإعلامي المشترك بين دول المنطقة في ظل التحول الذي يشهده الإعلام، في ظل تطلب لإنتاج محتوى إعلامي يصل للجمهور بشكل ذكي وسريع”.
وبين أن “الدروة 11 السابقة اعتمدت 12 قرارا منها التنسيق حول فلسطين والقدس، واعتماد الاستراتيجية الشاملة للمنظمة للعام 2025، وتمكين المرأة في الإعلام ودعم القارة الإفريقية”.
وزاد: “في نهاية الدورة أتقدم بالشكر للأمين العام وأعلن التشكيل الجديد لهيئة، تركيا رئيسا للمكتب، وفلسطين والصومال وغينا بيساو نواب الرئيس، والسعودية مقررا، الأمين العام للمنظمة عضوا”.
واستطرد: “تفعيل العمل الإعلامي لدول المنظمة يتطلب تقييم الوضع الراهن بكل شفافية وتشخيص الأخطاء وتحديد التحديات ومعالجتها، ووضع خارطة طريق واضحة بأهداف محددة، وآليات تنفيذ منفذة للنهوض بالعمل المشترك”.
وشهدت الجلسة كلمة لرئيس دائرة الاتصال فخر الدين ألتون، عقب توليه رئاسة الدورة 12، على أن تستمر الاجتماعات خلال اليوم، وتعلن في نهاية اليوم النتائج في مؤتمر صحفي للأمين العام للمنظمة ولرئيس دائرة الاتصال”.
وانطلقت في إسطنبول، الجمعة، أعمال مؤتمر وزراء الإعلام في منظمة التعاون الإسلامي لتطوير وتعزيز التعاون بين البلدان الأعضاء في مجال الإعلام والاتصال، وتستضيفها دائرة الاتصال في الرئاسة التركية.
ويناقش المؤتمر القضايا التي من شأنها تعزيز التعاون في مجالات الإعلام والاتصال وتبادل المعلومات في العالم الإسلامي، بحضور وزراء وممثلين رفيعي المستوى من الدول المشاركة.
وسيتم البحث عن طرق تطوير برامج مكافحة المعلومات المضللة وكراهية الإسلام، ومشاورات حول إنشاء منتدى منظمة التعاون الإسلامي للإعلام.
وألقى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، كلمة خلال حفل عشاء أقيم في قصر “مجيدية”.
وبعد الجلسات الفنية التي ستتواصل على مدى يومين، سيتم إعلان القرارات المتخذة في مؤتمر صحفي ينظمه ألطون وطه.
ودعا ألطون، الجمعة، دول منظمة التعاون الإسلامي إلى التآزر في مكافحة التضليل الإعلامي و”الإسلاموفوبيا”.
وأشار إلى تزايد محاولات إرساء أسس الأكاذيب والمعلومات المضللة في العالم عوضا عن الحقيقة، موضحا أن التضليل الإعلامي الممنهج يشكل تهديدات خطيرة من كافة الأبعاد على الأفراد والمجتمعات وعلى الاستقرار العالمي وأمنه.