تايمز: غزو بوتين الفاشل لأوكرانيا قد يفيد تايوان
كتب روجر بويز في مقال له بصحيفة “التايمز” (The Times) البريطانية أن غزو بوتين المشوش لأوكرانيا يُظهر لـ”شي” ما لا يمكن فعله. فقد كانت روسيا تأمل في إحداث تغيير للنظام في كييف خلال أيام وتعيين حكومة تابعة لها هناك، ومن المؤكد أنه كانت لدى بكين خطط مماثلة لتايوان، والآن لا تبدو هذه الفكرة مغرية للصين، وفقا لبويز.
ويرى الكاتب أن مرونة تايوان، التي طالما استخف بها الجيش الصيني، يجب أن تؤخذ في الاعتبار، ضاربا كمثال على ذلك وعد قطب التكنولوجيا التايواني روبرت تساو بتقديم مبلغ 100 مليون دولار لتعزيز دفاعات البلاد، وهو جزء من مبلغ مخصص لتدريب مئات الآلاف من المقاتلين المدنيين وتطوير أسطول من مليون طائرة هجومية مسيرة منخفضة التكلفة.
ولفت بويز إلى أن هذا الدعم المتحمس من الحكومة الأميركية لأوكرانيا لم يكن بحسبان بكين، التي كانت تعتقد أن أميركا ستتجنب الآن الاشتباكات العسكرية طويلة الأجل وباهظة التكلفة، وبالتالي سيكون دعمها لتايوان خطابيا إلى حد كبير.
لكن إمداد واشنطن وحلفاءها في الناتو حكومة كييف بالأسلحة والتدريب والتمويل أظهر لـ”شي” أن الغرب قادر على إلحاق الألم بالمعتدي، وقد وافقت إدارة بايدن مؤخرا على حزمة الأسلحة السادسة لتايوان، وهي تكفي إن تمكنت تايوان من تخزينها من جعلها تصمد في وجه القوة الساحقة لبكين.
والسؤالان اللذان تقوم عليهما هذه الاستعدادات المقلقة بشكل متزايد هما: إلى متى يتعين على تايوان الصمود؟ ومتى -إن حدث- تتخلى الولايات المتحدة عن موقفها من الغموض الإستراتيجي وتتدخل؟ وللرد على ذلك، لفت الكاتب إلى أن ثمة ما يشي بأن الصينيين بدؤوا يعدلون خطط معركتهم وفقا لقراءتهم لأخطاء بوتين.
وأبرز الكاتب تقييمات الاستخبارات الغربية التي تشير إلى أن الصين قد لا تكون مستعدة لغزو كاسح لتايوان حتى عام 2030، لكنه نبه إلى أن هذه التقييمات مفرطة في التفاؤل بالنظر إلى سرعة الحشد العسكري لشي، موضحا أن الذي ربما أعاقه حتى الآن هو الخوف من الفشل، الذي يغذيه تقييمه الكئيب لغزو بوتين لأوكرانيا.
وذكّر الكاتب بأن الصين لم تخض حربا منذ عام 1979، وكانت تنظر بإعجاب لمهارات الزعيم الروسي القيادية، مستندة في ذلك إلى ضمه شبه جزيرة القرم في عام 2014 وتدخله في سوريا في عام 2015، غير أن تلك المهارات لم تعد بارزة في ظل الانتكاسات في أوكرانيا.
وختم بويز مقاله بالقول إن شي ربما يفقد الثقة في صديقه في الكرملين، وفي قدرات جنرالاته، وهذا بالتأكيد ما يأمله التايوانيون، ويعتمد عليه بقاؤهم كديمقراطية نابضة بالحياة.