الشيخ كمال خطيب في حلقة جديدة من برنامج “هذه شهادتي”..
الشيخ كمال خطيب في حلقة جديدة من برنامج “هذه شهادتي”..
كيف نجحت الحركة الإسلامية قبل حظرها إسرائيليا في تعزيز قوة التيار الإسلامي مقابل الجماعة التي دخلت الكنيست الإسرائيلي؟!
افتتاح المصلى المرواني أفشل مخطط تقسيم الأقصى في “واي بلانتيشن”
كَشْفُ الشيخ رائد عن الحفريات الإسرائيلية أسفل الأقصى (عام 1996) قوبل بعدم تصديق من قبل المرحوم الشيخ عبد الله نمر درويش
طه اغبارية، عبد الإله معلواني
في حلقة جديدة من سلسلة حلقات برنامج “هذه شهادتي” مع الإعلامي عبد الإله معلواني، تطرق الشيخ كمال خطيب رئيس لجنة الحريات المنبثقة عن لجنة المتابعة العليا ونائب رئيس الحركة الإسلامية المحظورة إسرائيليا، إلى صيرورة الحركة الإسلامية بقيادة الشيخين رائد صلاح وكمال خطيب بعد مرحلة “تصحيح المسار” التي انطلقت على اثر دخول تيار المرحوم الشيخ عبد الله نمر درويش إلى الكنيست الإسرائيلي.
علما أن البرنامج يبثُّ عبر قناة “موطني 48” على “يوتيوب” وصفحة الموقع على “فيسبوك” والصفحة الرسمية للشيخ كمال خطيب على “فيسبوك”.
“اعوجاج على مستويات كثيرة”
في تفاصيل عملية “تصحيح المسار” في الحركة الإسلامية والتي تصدى لها الشيخان رائد صلاح وكمال خطيب بعد انحراف تيار المرحوم الشيخ عبد الله نمر درويش باتجاه المشاركة في انتخابات الكنيست، يؤكد خطيب أن عملية التصحيح لم تكن مجرد شعار رُفع، بل كانت تصحيحا لاعوجاج واضح في مسار الحركة الإسلامية على مستويات كثيرة، مضيفا “صحيح أنَّ موضوع انتخابات الكنيست والمشاركة فيها، كان يمثل اعوجاجا فكريا وفهما سياسيا خطيرا وقفنا ضده. ولكن لم يكن هذا هو الأمر الوحيد الذي استدعى التصحيح”.
وتابع “ذهبنا باتجاه تصحيح البناء الإداري من خلال انتخاب الإدارات المحلية من أبناء الحركة الاسلامية الذين اقسموا على تصحيح المسار، حتى لا يكون العمل الإسلامي شعبيا لمن يريد أن ينسب نفسه للحركة الإسلامية. والقسم والعهد هنا انطوى على التزامات لا بد أن يؤديها ابن وبنت الحركة الإسلامية، فكان لا بد من مأسسة البناء الإداري وإعادة صياغة الخطاب والفهم السياسي وتصحيحه، بعد أن وصلنا إلى مرحلة صوّت فيها أبناء في التيار الإسلامي في الكنيست إلى من رضعوا من حليب الأحزاب الصهيونية ثمّ أصبحوا قيادات في الوسط العربي! أو تصويت أبناء من التيار الإسلامي لمجرمي حرب مثل بيرس وباراك”.
إلى جانب ذلك، شمل مسار التصحيح- يقول خطيب- العمل التربوي في الحركة الإسلامية، والذي أوكل به فضيلة الشيخ عبد الرحيم خليل “الرجل الفاضل الذي نعتز به”-بحسب وصفه-، وأشار خطيب إلى أن “اعتماد برنامج تربوي جرى إعداده بمهنية، هدف إلى صياغة ابن وبنت الحركة بصورة شاملة وفق مبادئ الإسلام”.
كذلك اشتملت عملية تصحيح المسار- يضيف- على تشكيل لجنة مظالم داخل الحركة الإسلامية، ولجنة للموظفين داخل الحركة لمتابعة شؤونهم ومعالجة مشاكلهم.
كما جرى بناء إدارة عامة للحركة الإسلامية مكونة من مسؤولي المناطق في كل البلدات على قاعدة الانتخاب. وتشكل مجلس شورى ومكتب سياسي ومكتب للعلاقات الخارجية، ومؤتمر عام انتخب فيه الشيخ رائد صلاح رئيسا والشيخ كمال خطيب نائبا، وكانت فترة كل دورة رئاسية أربع سنوات.
حضور محلي وعالمي
يقول نائب رئيس الحركة الإسلامية قبل حظرها إسرائيليا، إن هذه الهرمية التي شكلت الحركة الإسلامية بعد عملية “تصحيح المسار”، أثرت العمل الإسلامي ومؤسساته في الداخل الفلسطيني بشكل غير مسبوق، حيث جرى تشكيل اكثر من 30 مؤسسة قطرية نشطت في كافة مجالات حياة شعبنا في الداخل، ما جعل الحركة الإسلامية حاضرة بقوة، بل الأكثر حضورا بين الأحزاب والحركات العربية في الداخل الفلسطيني. هذا إلى جانب الحضور العالمي للحركة الإسلامية على الصعيدين العربي والإسلامي والدولي من خلال مكتب العلاقات الخارجية الذي أدار الكثير من العلاقات في الخارج منها ما كان مع رؤساء دول.
ولفت خطيب إلى أن العديد من أبناء المشروع الإسلامي في البلدات التي شهدت حضورا بارزا للتيار الذي انخرط في الكنيست، أبدوا رغبتهم بالالتحاق في الحركة الإسلامية بقيادة الشيخ رائد صلاح. يتابع في هذه الجزئية “طلبنا منهم الصبر ثم الصبر، لم نرد أن يكون هناك أكثر من عنوان في تلك البلدات، لأننا قررنا من البداية أننا لا نريد الصدام مع الاخوة في الجانب الآخر رغم انحراف مسارهم، وقد واصلنا هذا التوجه من حيث عدم الصدام ورفضنا الرد ببنت شفة على افتراءات كثيرة ومحاولات عبثية لتشويه صورتنا انا والشيخ رائد. قلنا لا نريد ان ننشغل بهم أبدا حتى لا يؤثر ذلك على عملية تصحيح المسار”.
إفشال مخطط تقسيم الأقصى
بعد انتخاب بنيامين نتنياهو رئيسا للوزراء الإسرائيلي في أول انتخابات مباشرة لرئيس الوزراء الإسرائيلي في أيار/ مايو عام 1996، قام في شهر أيلول/ سبتمبر عام 1996 بافتتاح ما يسمى إسرائيليا بـ “الحشمونيم” وهو النفق الغربي أسفل المسجد الأقصى المبارك، ما أدى إلى اندلاع هبة النفق المشهورة والتي أسفرت عن استشهاد 106 من أبناء شعبنا وأصيب نحو 1600 آخرون بجروح. علما أن الشيخ رائد صلاح كان قد كشف عن هذا النفق والحفريات التي يجريها الاحتلال تحت الأقصى قبل هبة النفق بعدة أشهر.
يقول الشيخ كمال خطيب في شهادته عن تلك الفترة “لا يمكن أن ننسى أنه خلال يوم الانتخابات عام 1996 حين تنافس نتنياهو مع غريمه شمعون بيرس، استخدم يومها الذين شاركوا في الانتخابات من الإسلاميين بقيادة المرحوم الشيخ عبد الله نمر درويش مآذن المساجد لدعوة الناس إلى الخروج للتصويت. ومنذ تلك الانتخابات إلى يومنا هذا لا يزال هذا النهج في استخدام المساجد في انتخابات الكنيست الصهيوني قائما- بكل أسف. بالعودة إلى النفق الغربي أسفل المسجد الأقصى المبارك (الحشمونئيم وفق التسمية الإسرائيلية) فقبيل افتتاحه على يد نتنياهو في أيلول عام 1996، كشف عنه قبل أشهر الشيخ رائد صلاح وعدد من الاخوة أبناء الحركة الإسلامية حين نزلوا إليه واعلنوا عن ذلك عبر وسائل الاعلام، وهنا كانت المأساة أن يتمّ الازدراء والانتقاص مما قام به الشيخ رائد لدرجة أن المرحوم الشيخ عبد الله نمر درويش شبّه الأمر بالقصة المعروفة عن “الراعي والذئب” (الراعي الذي كذب أكثر من مرة على الناس بوجود ذئب يهاجم الأغنام، ثمّ حين هجم الذئب فعلا على الغنم لم يصدقه الناس- المحرر) بمعنى أن ما يقوله الشيخ رائد غير صحيح!!”.
وتابع خطيب بهذا الخصوص “بعد كشف الشيخ رائد عن الحفريات وخلال هبة النفق، كنا نعد العدة من أجل إطلاق النسخة الأولى من مهرجان “الأقصى في خطر” وكانت بتاريخ 8/10/1996، وهدف المهرجان إلى تأكيد ما كشفه الشيخ رائد صلاح فضلا عن رفع منسوب الوعي لدى أبناء شعبنا والأمة العربية والعالم الإسلامي في مسألة التعاطي مع قضية الأقصى وكانت النسخة الأخيرة، العشرين، من مهرجان “الأقصى في خطر” في شهر أيلول/ سبتمبر عام 2015، قبل حظر الحركة الإسلامية بنحو شهرين”. إلى ذلك واصلت الحركة الإسلامية بقيادة الشيخين رائد صلاح وكمال خطيب، مشاريعها المرتبطة بالمسجد الأقصى المبارك، وكان في مقدمتها افتتاح المصلى المرواني (افتتح في تشرين الثاني/نوفمبر 1996). يشير خطيب في هذا السياق إلى أن “افتتاح المصلى المرواني افشل مخططات تقسيم المسجد الأقصى (فوق الأقصى للمسلمين وأسفله لليهود) التي تلت افتتاح المرواني فيما يسمى اتفاق “واي بلانتيشن” خلال المفاوضات بين الإسرائيليين وسلطة العار برام الله، وقد تبين أن هذا العرض لتقسيم الأقصى بين المسلمين واليهود كان فلسطينا”.
وأضاف “أحد الصحفيين الإسرائيليين (داني روبنشتاين) اعتبر افتتاح المرواني نقطة تحول هامة في الصراع على الأقصى ووضع ملف الأقصى على طاولة العالم العربي والإسلامي فضلا عن ربط فلسطينيي الداخل بالقدس والمسجد الأقصى”.
وتابع “إفشال مخطط تقسيم الأقصى عبر افتتاح المصلى المرواني الذي كان يعد وفق الاتفاق المذكور ليكون بداية لهيكل مزعوم، أثار الغضب على الحركة الإسلامية وطرح مشروع حظر الحركة على طاولة رئيس الحكومة الإسرائيلية اريئيل شارون عام 2003 وفي اعقاب ذلك وقعت الاعتقالات المعروفة بملف “رهائن الأقصى” والتي طالت الشيخ رائد صلاح والعديد من قيادات الحركة”.
الاستثمار في البشر والحجر.. نصرة للأقصى
أكد الشيخ كمال خطيب أن الاعتقالات والتضييق الذي تعرضت له الحركة الإسلامية، لم تفت في عضدها وواصلت مسيرة الإعمار في القدس والأقصى، فانطلقت مؤسسة البيارق التي رفدت الأقصى-سنويا- بعشرات الآلاف من أبناء الداخل الى القدس والاقصى، في حافلات تقلهم مجانا، كما جرى، بناء حمامات وأماكن وضوء في ساحات الأقصى إلى جانب تبليط ساحات الأقصى وافتتاح الأقصى القديم، كما انطلقت مؤسسة مسلمات من أجل الأقصى، وجرى اطلاق مهرجان طفل الأقصى، ومهرجان استقبال حجاج بيت الله الحرام من أهل الداخل في الأقصى، هذا إلى جانب نشاطات ومشاريع مؤسسة الأقصى للوقف والتراث”.
إلى ذلك أكد الشيخ كمال خطيب، أن مسار التصحيح في الحركة الإسلامية بعد انحراف جماعة الكنيست، شهد قفزات أخرى على صعيد بناء الهوية الدينية والوطنية لأبناء العمل الإسلامي من خلال اطلاق سلسة مهرجانات “العودة” نظمت كل مرة في احدى القرى المهجرة المنكوبة ومهرجان المولد النبوي الشريف وغيرها من الفعاليات التي اشتملت على تناول قيادة الحركة الإسلامية للعديد من الموضوعات ذات الصلة بقضايا شعبنا وهمومه.
حيال الأزمات المتلاحقة التي تعاني منها الأمة في المرحلة الراهنة لا سيّما هرولة أنظمة العار في العالم العربي إلى التطبيع مع إسرائيل، يقول الشيخ كمال “لا يمكن أن يتجاهل أحد أنَّ الامة تمر في حالة عصيبة جدا، وحالتها هذه تتمثل بأن هناك من أبناء الأمة من يعلنون الحرب السافرة على هويتها وعلى المشروع الإسلامي، فحينما تقوم أنظمة عربية بالتوقيع على ما تسمى “اتفاقيات ابراهام” والتي تنص على حق كل من ينتمى إلى سلالة ابراهيم في أن يصلي بالمسجد الأقصى هذا إلى جانب هرولة هذه الأنظمة وتهافتها على التطبيع مع المؤسسة الإسرائيلية، كل هذا يدل على عمق الأزمة التي تعصف بالأمة، لذلك حين قامت الحركة الإسلامية بالمشاريع والنشاطات المنتصرة للمسجد الأقصى أرادت التأكيد منذ البداية أنه لا يمكن المساومة على ثوابت الأمة، وبالتالي رغم التطبيع والتنسيق الأمني وسلطة العار في رام الله، سيبقى الأوفياء وأحرار شعبنا والأمة على العهد ولن يفرطوا في ثوابتهم وعلى رأسها القدس والمسجد الأقصى المبارك”.