إضراب بالضفة وتصاعد المقاومة ردا على عدوان الاحتلال بجنين
عم الإضراب الشامل، اليوم الخميس، محافظة جنين، حدادا على أرواح الشهداء الأربعة، الذين استشهدوا في العدوان الإسرائيلي على مدينة جنين ومخيمها أمس الأربعاء.
ومنذ ساعات الصباح عم الإضراب التجاري الشامل والحداد مدينة جنين وبلداتها وقراها، وأغلقت المحال التجارية أبوابها، بدعوة من فصائل العمل الوطني والإسلامي.
وشلت كافة أوجه الحياة، وأغلقت المؤسسات الرسمية والشعبية، إضافة للمدارس والجامعات أبوابها، وعمت أجواء الغضب والسخط إزاء جريمة الاحتلال التي أسفرت 4 شهداء و44 جريحا.
وأعلنت نقابة المحامين عن تعليق العمل أمام المحاكم، بينما تزينت جدران المنازل بصور الشهداء الأربعة، كما غصت مواقع التواصل بصورهم ومنشوراتهم الأخيرة التي أثارت تفاعلا كبيرا.
ودعت القوى الوطنية والإسلامية في محافظة جنين إلى يوم غضب ردا على جرائم الاحتلال، وتصعيد المواجهات في كافة مواقع التماس.
وصباح اليوم، أصيب 11 فلسطينيا عقب اقتحام قوات الاحتلال لبلدة دورا، قضاء الخليل، بالإضافة لإصابات واعتقالات خلال حملة مداهمات للاحتلال لمناطق متفرقة بالضفة والقدس.
واستشهد، أمس الأربعاء، أربعة شبان برصاص الاحتلال، وهم: عبد الرحمن فتحي خازم (27 عاما)، ومحمد أبو ناعسة من مخيم جنين، ومحمد محمود براهمة من قرية عنزة (30 عاما)، وأحمد نظمي علاونة من مدينة جنين (26 عاما)، وأصيب 44 مواطنا بجروح مختلفة.
يأتي ذلك، حذرت وزارة الخارجية الأميركية، من خطورة ما يجري في الضفة الغربية، معبرة عن “قلق عميق” لدى الحكومة من احتمال انفجار الوضع.
وقال الناطق باسم الخارجية الأمريكية، نيد برايس: “نشعر بقلق عميق إزاء تدهور الوضع الأمني في الضفة الغربية”.
وبين برايس في مؤتمر صحافي “في هذا العام وحده قتل أكثر من 100 فلسطيني في الضفة الغربية وأكثر من 30 في غزة، بينما قتل أكثر من 20 إسرائيليا ومدنيًا آخرين في هجمات إرهابية”، وفق وصفه.
تصاعد أعمال المقاومة
وشهدت الضفة الغربية تطورات ميدانية، تصاعدت خلالها المواجهات مع قوات الاحتلال.
ورصدت وسائل إعلام محلية، 30 عملا مقاوماً في الضفة خلال 24 ساعة، بينها عمليات إطلاق نار وإلقاء عبوات متفجرة وحارقة صوب قوات الاحتلال.
ووثقت تنفيذ المقاومة في الضفة 5 عمليات إطلاق نار، و8 عمليات إلقاء عبوات متفجرة وزجاجات حارقة ومفرقعات نارية استهدفت قوات الاحتلال والمستوطنين.
وشهد مخيم جنين إلقاء عبوات ناسفة وإطلاق نار واشتباكات متكررة مع قوات الاحتلال، بالإضافة إلى إطلاق نار باتجاه قوة عسكرية بالقرب من بلدة جبع، وإلقاء عبوات متفجرة على حاجز الجلمة.
وأطلق مقاومون النار على قوات الاحتلال في معسكر حوارة، وبالقرب من عصيرة الشمالية في نابلس، فيما انقلب جيب عسكري بعد رشقه بزجاجتين حارقتين بالقرب من مستوطنة “يتسهار”.
وألقى الشباب الثائر زجاجات حارقة ومفرقعات نارية صوب قوات الاحتلال في مختلف أحياء مدينة القدس (سلوان – صور باهر – الطور – العيسوية – حي الصوانة).
واستهدف مقاومون قوات الاحتلال بالقرب من بيت أمر في الخليل بعبوة ناسفة، وأطلقوا النار باتجاه مركبة مستوطنين قرب مستوطنة “غوش عتصيون”.
ورصدت 16 نقطة مواجهة في القدس ورام الله وجنين ونابلس والخليل وقلقيلية، أصيب خلالها عشرات المواطنين بالرصاص وحالات اختناق.
اعتقالات بالضفة والقدس
وأفاد نادي الأسير بأن قوات الاحتلال اعتقلت 11 فلسطينيا من الضفة، حيث جرى تحويلهم للتحقيق لدى الأجهزة الأمنية، بحجة المشاركة في أعمال مقاومة شعبية ضد قوات الاحتلال والمستوطنين.
واعتقلت قوات الاحتلال عبد الرحمن منصور شقيق الشهيدة سوسن، من بلدة بدو قضاء القدس، وذلك قبل يوم واحد من موعد زفافه.
كما اعتقلت الأسير المحرر زهران زهران من نفس البلدة، التي شهدت اقتحاما واسعا وسط مواجهات مع الشبان.
واعتقلت قوات الاحتلال أمير حازم الصياد، ومصطفى أبو الهوى من منزلهما في بلدة الطور، إلى جانب بركات الزعتري، وزرق الصياد، وداود أبو حطب، وجميعهم من القدس المحتلة.
ومن بلدة أمر قضاء الخليل، اعتقلت قوات الاحتلال عمر هاشم اخليل.
فيما اعتقلت قوات الاحتلال 3 شبان من قرية صير قضاء قلقيلية، وهم: ساهر زعرور، ماهر زعرور، عماد شري.