عشرات الإصابات في مواجهات مع الاحتلال في الضفة
أصيب عشرات الشبان، اليوم الأربعاء، في اعتداءات نفذها مستوطنون وفي مواجهات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي، في أنحاء متفرقة من الضفة الغربية المحتلة، فيما يواصل الاحتلال تصعيده ضد الفلسطينيين وقمع الاحتجاجات التي خرجت للتنديد بالعدوان على مخيم جنين، صباح اليوم، وأسفر عن استشهاد أربعة شبان وإصابة 44 آخرين بينها إصابات “خطيرة وبالغة الخطورة”.
وأصيب مستوطن في رأسه بعد رشقه بالحجارة من سيارة فلسطينية قرب مستوطنة “حفات جلعاد”، المقامة على أراضي المواطنين بين نابلس وقلقيلية.
وأجرى رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي، أفيف كوخافي، مساء اليوم، جلسة مداولات لتقييم الوضع الأمني في الضفة المحتلة، في أعقاب العدوان على مخيم جنين، وفي ظل حالة التأهب التي كان الاحتلال قد رفعها إلى أعلى مستوى في صفوق قواته بالضفة بالتزامن مع فترة الأعياء اليهودية.
في المقابل، أصيب فتى (17 عاما) وشاب (18 عاما) برصاص جيش الاحتلال الحي في البطن والفخذ، خلال مواجهات اندلعت قرب حاجز “بيت إيل”، شمال شرق البيرة، بحسب ما أفادت جمعية “الهلال الأحمر” الفلسطيني، في بيان. وذكرت أن طواقمها نقلت المصابين إلى مستشفى رام الله.
وقال شهود عيان إن مستوطنين هاجموا منزلا في قرية مادما، شمالي الضفة الغربية المحتلة، بـ”الحجارة والعصي”. وأوضح الشهود أن نحو 20 مستوطنا هاجموا المنزل بصورة مفاجئة، فاندلعت مواجهات مع السكان، تدخل على إثرها الجيش الإسرائيلي لتوفير الحماية للمستوطنين.
وقالت جمعية “الهلال الأحمر” الفلسطيني، في بيان، إن طواقمها “تعاملت مع 21 إصابة نتيجة اعتداءات المستوطنين والمواجهات مع الجيش الإسرائيلي في مادما وجرى نقلهم إلى مستشفى رفيديا الحكومي”. وأشارت إلى أن من بين الإصابات 8 بالضرب نقلت إلى المستشفى، و13 بالاختناق من جراء استنشاق الغاز المسيل للدموع.
واندلعت مواجهات في شمال مدينة البيرة، إثر قمع قوات الاحتلال الإسرائيلي مسيرة منددة بالعدوان على مخيم جنين، شمال مدينة البيرة. وأسفرت اعتداءات الاحتلال عن إصابة شابين برصاص الاحتلال الحي، وثالث بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط.
وذكرت مصادر محلية أن جنود الاحتلال استهدفوا الشبان الذين وصلوا في مسيرة إلى المدخل الشمالي لمدينة البيرة، بإطلاق النار وقنابل الصوت والغاز المسيل للدموع. وأفادت المصادر بأن شابين أصيبوا برصاص الاحتلال الحي، فيما أصيب شاب بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط في قدمه، وأصيب آخرون بالاختناق من جراء استنشاق الغاز.
وفي الخليل، اندلعت مواجهات بين شبان فلسطينيين وقوات الاحتلال المتمركزة على الحاجز العسكري المقام على مدخل شارع الشهداء وسط المدينة، أطلق خلالها جنود الاحتلال الرصاص المعدني وقنابل الصوت، والغاز المدمع، لقمع المواطنين الفلسطينيين.
كما نصبت قوات الاحتلال حاجزا عسكريا على المدخل الشمالي لمدينة الخليل، بالقرب من جسر حلحول، وأوقفت المركبات الفلسطينية، ودققت في بطاقاتهم الشخصية، ما تسبب في أزمة مرورية خانقة.
وعم الإضراب مدن وبلدات الضفة الغربية المحتلة، حدادا على أرواح شهداء جنين الأربعة الذين استشهدوا صباح اليوم، عقب اقتحام المخيم من قبل قوات الاحتلال ومحاصرة منزل والد الشهيد رعد خازم. وخرج العشرات في مسيرات جابت شوارع مدن الضفة، تنديدا بجريمة الاحتلال.
واستشهد صباح اليوم، الشبان عبد فتحي خازم، ومحمد محمود الونة، وأحمد نظمي علاونة، ومحمد أبو ناعسة، خلال اشتباكات مسلحة إثر اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي أطراف مخيم جنين، ومحاصرتها منزلا كان يتواجد فيه شقيق الشهيد رعد خازم، منفذ عملية شارع “ديزنغوف” في تل أبيب قبل نحو ستة أشهر.
وفي مسجد الشيخ زيد بن سلمان في مخيم جنين، صلى المئات على جثمان الشهيد عبد خازم الذي لف جثمانه بالعلم الفلسطيني ورأسه بالكوفية الفلسطينية. وشيعت جماهير غفيرة في جنين جثامين الشهداء الأربعة.
ومؤخرا، تزايدت اعتداءات المستوطنين بالضفة، وتصاعدت جرائمهم بحق الفلسطينيين، فيما تتغاضي سلطات الاحتلال عن تلك الاعتداءات، ضمن مساعٍ رسمية لتكثيف وتشجيع الاستيطان في الأراضي المحتلة عام 1967.