رئيسي يؤكد التحقيق بوفاة الفتاة أميني.. وإدانات دولية
أكد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، الخميس، أن وفاة الشابة مهسا أميني خلال اعتقالها، والذي أثار تظاهرات واسعة النطاق في إيران، سيكون موضع “تحقيق”، مستهجنا ما وصفه في الوقت ذاته بـ”رياء” القوى الغربية.
وقال رئيسي خلال مؤتمر صحفي على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك: “اطمئنوا، سيتم بالتأكيد فتح تحقيق”، موضحا أن تقرير الطبيب الشرعي لم يشر إلى انتهاكات ارتكبتها الشرطة. وأضاف: “لكنني لا أريد التسرع في استخلاص استنتاجات”.
وتابع الرئيس الإيراني: “إذا كان هناك طرف مذنب، فلا بد من التحقيق في الأمر بالتأكيد. لقد اتصلت بأسرة الراحلة في أول فرصة، وأكدت لها شخصيا أننا سنواصل التحقيق بثبات في الحادثة”.
وبعد ساعات من فرض واشنطن عقوبات على وحدة الشرطة المعنية، اتهم رئيسي الغرب بـ”الكيل بمكيالين”، مشيرا إلى عمليات القتل على أيدي الشرطة في الولايات المتحدة، وقدّم إحصائيات عن وفيات النساء في بريطانيا.
وأردف: “لماذا لا تتم الدعوة إلى نفس الشيء بسبب الذين فقدوا حياتهم على أيدي سلطات إنفاذ القانون وغيرهم في أنحاء الغرب، أوروبا وأمريكا الشمالية، الولايات المتحدة الأمريكية؟”.
وأضاف متسائلا: “من تعرضوا للضرب الجائر، لماذا لا توجد تحقيقات بشأنهم؟”.
وفي السياق ذاته، دعت منظمة العفو الدولية إلى إحالة المسؤولين عن “الوفاة المشبوهة” للعدالة، داعيةً إلى التحقيق في ظروف الوفاة، التي تشمل “مزاعم بحصول تعذيب، وغيرها من أشكال سوء المعاملة خلال الاحتجاز”.
ويؤكد ناشطون أن الضحية تلقّت ضربة على الرأس.
وشددت شرطة طهران في بيان، الجمعة، على “عدم حصول احتكاك جسدي” بين الضباط وأميني.
وبث التلفزيون الحكومي صورًا يزعم أنها تُظهر مهسا وهي تسقط على الأرض داخل قاعة كبيرة مليئة بالنساء بينما كانت تتجادل مع إحدى المسؤولات حول لباسها.
ونددت واشنطن بوفاة “لا تُغتفر”. أما الاتحاد الأوروبي، فاعتبر أن ما تعرّضت له الشابة “غير مقبول”.
ودُفنت مهسا أميني السبت في مدينة سقز، مسقط رأسها، في محافظة كردستان الإيرانية، وخرجت تظاهرة بعد الجنازة، لكن تمّ تفريقها بالغاز المسيّل للدموع.
وكتب عدد من لاعبي المنتخب الوطني لكرة القدم في قصة مشتركة على إنستغرام: “شعر بناتنا مغطى بكفن”.
وأعلن رئيس مكتب الطب الشرعي في طهران أن التحقيقات في سبب الوفاة ستستغرق ما يصل إلى ثلاثة أسابيع حتى تكتمل.
وخرجت تظاهرات جديدة في الأيام التي تلت، خصوصًا في طهران ومشهد، وتمّ تفريقها. مساء الاثنين، هتف المئات، بينهم نساء دون حجاب، في شارع الحجاب بوسط طهران، بشعارات مناهضة للسلطة.
وأكد والد الشابة أمجد أميني أن الفيديو الذي نشرته الشرطة “مجتزأ”، مشيراً إلى أن ابنته “نُقلت بصورة متأخرة إلى المستشفى”.
و
نفى قائد شرطة طهران الجنرال حسين رحيمي مجددًا “الاتهامات الظالمة في حق الشرطة”.
في اليوم نفسه، زار ممثل للمرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية، علي خامنئي، منزل عائلة مهسا أميني. في حين انتقد برلماني إيراني، الثلاثاء، في موقف غير معتاد “شرطة الأخلاق” التي “لا تحقّق أي نتيجة سوى إلحاق الضرر بالبلاد”.
وليل الثلاثاء الأربعاء، امتدّت التظاهرات إلى نحو 15 مدينة، وصولًا إلى مدينة قم في جنوب غرب طهران، مسقط رأس المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية.
وأعلن التلفزيون الرسمي سقوط 17 قتيلًا “بينهم متظاهرون وشرطيون” منذ اندلاع التظاهرات في ايران، دون إعطاء المزيد من التفاصيل.
لكن الحصيلة قد تكون أعلى؛ إذ أعلنت منظمة “ايران هيومن رايتس” غير الحكومية المعارضة، ومقرها في أوسلو، أن 31 مدنيًا قتلوا في التظاهرات على أيدي قوات الأمن.
حجبت السلطات الإيرانية الوصول إلى إنستغرام وواتساب، التطبيقين الأكثر استخدامًا في إيران منذ حجب شبكات أخرى مثل يوتيوب وفيسبوك وتلغرام وتويتر وتيك توك في السنوات الماضية. بالإضافة إلى ذلك، فإن استخدام الإنترنت يخضع لقيود من قبل السلطات.
عقوبات أمريكية
إلى ذلك، أعلنت واشنطن، الخميس، فرض عقوبات اقتصادية على شرطة الأخلاق الإيرانية والعديد من المسؤولين الأمنيين؛ لممارستهم “العنف بحق المتظاهرين”، وكذلك على خلفية وفاة الشابة مهسا أميني بعد اعتقالها.
وأعلنت وزيرة الخزانة الأمريكية، جانيت يلين، في بيان، أن هذه العقوبات تستهدف “شرطة الأخلاق الإيرانية وكبار المسؤولين الأمنيين الإيرانيين المسؤولين عن هذا القمع”، و”تثبت الالتزام الواضح لإدارة بايدن-هاريس لجهة الدفاع عن حقوق الإنسان وحقوق النساء في إيران والعالم”.
وأشار مكتب مراقبة الأصول الأجنبية في وزارة الخزانة الأمريكية إلى أن “شرطة الأخلاق مسؤولة عن موت مهسا أميني، البالغة 22 عاما، والتي أوقفت واعتُقلت لارتدائها لباسا غير محتشم”.