“حماس” تجامل النظام السوري: احتضن الفلسطينيين والمقاومة لعقود
في بيان يحمل الكثير من الرسائل المباشرة وغير المباشرة، أطلقت حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، اليوم الخميس، مواقف تخص سوريا، بعد شهرين ونصف من التسريبات التي قالت إنّ الحركة اتخذت قراراً بإعادة علاقتها مع النظام السوري.
وقالت “حماس” في بيان عنونته “أمة واحدة في مواجهة الاحتلال والعدوان”، إنّها تتابع باهتمام استمرار العدوان الإسرائيلي على سوريا بالقصف والقتل والتدمير، وتصاعد محاولات النيل منها وتقسيمها وتجزئتها، وإبعادها عن دورها التاريخي الفاعل، لا سيما على صعيد القضية الفلسطينية.
وأضافت أنّ “سوريا احتضنت شعبنا الفلسطيني وفصائله المقاومة لعقود من الزمن، وهو ما يستوجب الوقوف معها، في ظل ما تتعرض له من عدوان غاشم”، وكررت الحركة إدانتها العدوان الإسرائيلي المتكرر على سوريا، وخاصة قصف مطارَيْ دمشق وحلب أخيرًا، ووقفوها إلى جانب سوريا في مواجهة هذا العدوان.
وللمرة الأولى منذ سنوات، أعربت “حماس” عن “تقديرنا للجمهورية العربية السورية قيادةً وشعبًا؛ لدورها في الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة”، وأعلنت رغبتها في أنّ “تستعيد سوريا دورها ومكانتها في الأمتين العربية والإسلامية، مع دعم كل الجهود المخلصة من أجل استقرار وسلامة سوريا، وازدهارها وتقدمها”.
وفي البيان أيضاً، أكدت “حماس” على “موقفنا الثابت من وحدة سوريا أرضًا وشعبًا، ونرفض أي مساس بذلك”، مشيرة إلى ما سمته “انحيازها إلى أمتنا في مواجهة المخططات الصهيونية الخبيثة، الهادفة إلى تجزئتها وتقسيمها ونهب خيراتها، ونقف صفًا واحدًا وطنيًا وعربيًا وإسلاميًا لمقاومة العدو الصهيوني، والتصدي لمخططاته”.
ودعت “حماس” أيضاً إلى إنهاء جميع مظاهر الصراع في الأمة، وتحقيق المصالحات والتفاهمات بين مكوّناتها ودولها وقواها عبر الحوار الجاد، بما يحقق مصالح الأمة ويخدم قضاياها.
ومع تأكيدها على ما سمته “استراتيجيتها الثابتة، وحرصها على تطوير وتعزيز علاقاتها مع أمتها، ومحيطها العربي والإسلامي، وكل الداعمين لقضيتنا ومقاومتنا”، أكدت “حماس” على مُضيّها في بناء وتطوير علاقات راسخة مع الجمهورية العربية السورية، في إطار قرارها باستئناف علاقتها مع سوريا “خدمةً لأمتنا وقضاياها العادلة، وفي القلب منها قضية فلسطين، لا سيما في ظل التطورات الإقليمية والدولية المتسارعة التي تحيط بقضيتنا وأمتنا”.
وكانت “حماس” قد افتتحت بيانها بالتمهيد لهدفها الرئيس منه وهو “مجاملة” النظام في سورية، من خلال قولها إنّها تتابع ما يجري في المنطقة من تطورات خطيرة تمسّ بالشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، أبرزها مظاهر التطبيع ومحاولات دمج العدو الإسرائيلي ليكون جزءًا من المنطقة، مع ما يرافق ذلك من جهود للسيطرة على موارد المنطقة، ونهب خيراتها، وزرع الفتن والاحتراب بين شعوبها ودولها، واستهداف قواها الفاعِلة والمؤثرة، الرافضة والمقاوِمة للمشروع الصهيوني.