الأعياد اليهودية و”الأقصى”.. مواعيد متلاحقة وخطر متواصل
يتأهب مستوطنو الاحتلال ومتطرفوه، لاقتحام باحات المسجد الأقصى المبارك في الأيام القليلة القادمة “اقتحاما غير مسبوق وتاريخي”، تحت غطاء الاحتفال بأعيادهم اليهودية، التي تمثل ستاراً تمارس فيه الجماعات الصهيونية هوايتها، في العبث بالمسجد واقتحامه، وفرض وقائع تهويدية بحراسة جيش الاحتلال.
وفي الأيام القليلة المقبلة، تتلاحق عدد من أهم وأبرز الأعياد اليهودية التي يتأهب خلالها المستوطنون للاعتداء على المسجد الأقصى واقتحامه وتهويده.
ومنذ أيام، بدأت منظمات “الهيكل” المزعوم حشد أنصارها لأوسع اقتحام للمسجد الأقصى نهاية الشهر الجاري فيما يسمى برأس السنة العبرية.
وأعلنت عن توفير حافلات تقل المستوطنين من أنحاء فلسطين المحتلة كافة، تحضيراً للعدوان على “الأقصى” المقرر يومي الاثنين والثلاثاء 26و27/9/2022، والذي يشمل النفخ في البوق، وذبح للقرابين، والرقص واستباحة لساحات المسجد.
أعياد يهودية متلاحقة
الباحث المقدسي فخري أبو دياب، قال إن أهم وأخطر الأعياد اليهودية المقبلة هو عيد رأس السنة العبرية، ويوافق السادس والعشرين من الشهر الجاري، ويتبعه في الخامس من أكتوبر عيد الغفران، ثم يعقبه بعد أسبوع واحد فقط عيد العرش “المظلّة” ويبدأ في العاشر من أكتوبر المقبل ويستمر حتى منتصف الشهر.
وبين “أبو دياب”، أنّ هذه الأعياد يضاف إليها أعياد أخرى سنوية، وهي عيد نزول التوراة وخراب الهيكل والحانوكاة، وغيرها، ويجري ربطها بالمسجد الأقصى؛ لإثبات البعد الديني كبعد متصل بهذه بالأعياد.
ونبه إلى أنّ هذه الأعياد تعدّ أوقاتاً عصيبة على المسجد الأقصى، تحديدا في الفترة التي تتعاقب فيها الأعياد اليهودية بكثافة.
وبين أن الصهاينة يحاولون خلالها إدخال رموزهم للمسجد الأقصى، من قبيل أعساف النخيل والليمون والأبواق، ولباس الكهنة، في تأكيد على إقحام الشريعة اليهودية، وتجييش أكبر قدر من المستوطنين للمشاركة في هذه الاقتحامات.
وأكدّ أن الاحتلال يستغلّ هذه الأعياد لفرض وقائع تهويدية في الأقصى، في إطار تساهل بل ودعم وتأييد وحماية شرطة الاحتلال التي تسمح بإدخال الأبواق وأداء الطقوس التملودية، بغية فرض وقائع أكثر تهويدًا وأوضح وأكثر في المسجد.
تهويد متواصل وفرض وقائع
الباحث المقدسي جمال عمرو، يرى أنّ هذه الأعياد تأتي استكمالا لمجموعة أعياد بدأت من شهر مايو الماضي حتى أغسطس، عيد المساخر، وعيد الفصح الذي وافق منتصف رمضان الماضي، إلى جانب عيدي نزول التوراة وخراب الهيكل.
وذكر، أن الجماعات المستوطنة تربط اقتحام الأقصى بشعائرها الدينية، محذراً من تداعيات خطيرة إزاء هذه الممارسات.
مدير مركز القدس للحقوق الاجتماعية والاقتصادية، زياد الحموري، أرجع اقتحامات الجماعات المتطرفة خلال الأعياد، إلى محاولتها خلق وقائع تهويدية جديدة في المسجد الأقصى.
وقال الحموري، إن الهدف الأساسي من الاقتحامات الصهيونية هو الوصول لأجواء تهويدية كاملة تساهم في إقامة الهيكل بشكله النهائي.
وذكر أنّ الاحتلال عمل خلال الفترة السابقة على محاولات تقسيم زمانية تؤدي إلى هذا الهدف.
وأوضح أن المستوطنين يقتحمون يوميًّا الأقصى من السابعة حتى الحادية عشرة صباحا.
وأكد عضو المكتب السياسي لحركة “حماس”، هارون ناصر الدين، أنّ العدوان الجديد المرتقب على المسجد الأقصى سيشعل المواجهة مع الاحتلال، وأن “شعبنا في كل المواقع جاهز للدفاع عن القدس والأقصى”.
وقال “ناصر الدين”، في تصريحات صحفية، إن القدس والأقصى أيقونة النضال الفلسطيني، وفتيل الاشتعال لكل جولات الصراع مع المحتل، وتصاعد حالة الاشتباك اليوم وتوسعها لمختلف المناطق مرتبط أساسا بعدوان الاحتلال على “الأقصى”.
وحمّل القيادي في “حماس” الاحتلال كامل المسؤولية عن تصرفات المتطرفين، وعن ردود الفعل عليها، مشدداً أنَّ المسجد الأقصى بمساحته البالغة 144 دونمًا، حقٌّ خالصٌ للمسلمين وحدهم، لا يقبل القسمة ولا الشراكة.
المصدر: المركز الفلسطيني للإعلام