بلينكن في كييف بشكل مفاجئ.. أسلحة أميركية أكثر لأوكرانيا لمواجهة روسيا
أجرى وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن زيارة مفاجئة لكييف، بالتزامن مع إعلان الولايات المتحدة تقديم مساعدة عسكرية جديدة بنحو 2.7 مليار دولار إلى أوكرانيا والدول المجاورة لها في مواجهة روسيا، فيما أعلن الرئيس الأوكراني استعادة أراضٍ جديدة في الشرق.
ولم يعلن بلينكن مسبقاً الزيارة الثانية له لكييف منذ الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير/شباط الماضي.
وأشاد بلينكن بإحراز الجيش الأوكراني “تقدمًا واضحًا وفعليًا” في هجومه المضاد الذي يستهدف الأراضي التي تسيطر عليها القوات الروسية. وقال في تصريح له: “نشهد تقدما واضحا وفعليا على الأرض، خصوصًا في المنطقة المحيطة بخيرسون (جنوب)، وأيضًا تطوّرات مثيرة للاهتمام في الشرق في دونباس”.
وأضاف: “نحن فخورون بأن دعمنا ودعم الكثير من البلدان الأخرى يساهم في السماح للأوكرانيين بالقيام بما يريدونه – العمل على تحرير الأراضي التي سيطرت عليها روسيا في هذا العدوان”.
وتابع: “في نهاية المطاف، ما يُحدث الفرق بشكل جوهريّ هو أن هذا وطن الأوكرانيين وليس وطن الروس”.
ووافقت الولايات المتحدة، الخميس، على مساعدة جديدة بقيمة ملياري دولار في شكل قروض وهبات لأوكرانيا والدول المجاورة لها، لشراء معدات عسكرية أميركية، كما أعلنت وزارة الخارجية.
وتضاف هذه المساعدة الجديدة من برنامج تمويل الجيوش الأجنبية إلى 675 مليون دولار كمساعدة مباشرة أعلنها، في وقت سابق الخميس، وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن.
وقال مسؤول في وزارة الخارجية، رافضاً الكشف عن اسمه، إن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أبلغ الكونغرس بالمساعدة البالغة قيمتها ملياري دولار “لتعزيز أمن أوكرانيا و18 من جيرانها، بما يشمل الكثير من حلفائنا في حلف شمال الأطلسي وكذلك شركاء أمنيين إقليميين آخرين قد يكونون في خطر التعرض لعدوان روسي في المستقبل”.
وفي وقت سابق، أعلن وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، أن الولايات المتحدة ستسلم أوكرانيا مساعدة عسكرية جديدة بقيمة 675 مليون دولار، مشيداً بـ”نجاح” الحلفاء في “ميدان المعركة”.
وجاء الإعلان، صباح أمس الخميس، في قاعدة رامشتاين العسكرية الأميركية في ألمانيا، حيث يعقد حلفاء كييف اجتماعاً، الخميس، لمواصلة تنسيق مساعدتهم العسكرية لأوكرانيا، التي تشن منذ الأسبوع الماضي هجوماً مضاداً في جنوب البلاد لطرد القوات الروسية.
وقال أوستن إن إرسال الأسلحة “يعطي نتائج على الأرض”، مضيفاً: “اليوم نلاحظ نجاحاً واضحاً لجهودنا المشتركة في ميدان المعركة”.
وهذا الاجتماع الخامس لمجموعة الاتصال حول الدفاع الأوكراني، الذي يعقد بدعوة من وزير الدفاع الأميركي، يهدف إلى إثبات “وحدة وتضامن” حلفاء أوكرانيا، كما أعلن رئيس هيئة الأركان الأميركية الجنرال مارك مايلي.
ويلتقي ممثلو أكثر من أربعين دولة والأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ في ألمانيا، لبحث التحديات التي يطرحها النزاع في مجال إنتاج الأسلحة، حيث يرتقب أن تعلن دول أخرى تقديم مساعدات جديدة.
وقال مايلي للصحافيين الذين يرافقونه إن “استهلاك الذخائر كبير جداً في هذه الحرب في أوكرانيا”. وأضاف، في الطائرة التي أقلته من واشنطن، أن الهدف “محاولة تحديد الاحتياجات والمطالب، وبعد ذلك مقارنتها بالعرض، سواء كان مخزونات الدول أو ما يمكن أن تنتجه صناعة” الدفاع.
استعادة أراضٍ
وتشن أوكرانيا، منذ الأسبوع الماضي، هجوماً مضاداً في جنوب أراضيها. وقد أعلن الرئيس فولوديمير زيلينسكي عدة مرات أنه يريد استعادة “كل المناطق الواقعة تحت الاحتلال الروسي”، بما يشمل القرم التي ضمتها روسيا في 2014.
وقال زيلينسكي في خطاب ألقاه في ساعة متأخرة من مساء أمس الأربعاء إن قواته حررت بعض التجمعات السكنية في منطقة خاركيف في هجوم مضاد. وقدر بعض المحللين الغربيين أن كييف ربما استعادت نحو 400 كيلومتر مربع من الأراضي بعدما تقدمت قواتها كثيراً خلف الخطوط الروسية.
وتابع زيلينسكي: “لدينا هذا الأسبوع أنباء سارة من خاركيف أوبلاست. شاهدتم جميعاً على الأرجح تقارير عن أحدث أنشطة المدافعين الأوكرانيين. وأعتقد أن كل مواطن (أوكراني) يشعر بالفخر بمحاربينا”.
تقع منطقة خاركيف على الحدود مع روسيا، وتعرضت مدينتها الرئيسية التي تحمل ذات الاسم، على مدى شهور، لقصف بالصواريخ الروسية بعد أن أخفقت موسكو في الاستيلاء عليها في المراحل الأولى من الغزو الذي بدأ في 24 فبراير/شباط.
وفي إشارة إلى أن الوضع في المنطقة لا يزال شديد التقلب، قال زيلينسكي إن من السابق لأوانه ذكر أسماء البلدات والقرى التي استُعيدَت، بينما شكر ثلاث كتائب على شجاعتها.
وقال مسؤول روسي إن قوات بلاده قاومت بشدة ومنعت قوات كييف من انتزاع السيطرة على بلدة رئيسية واحدة على الأقل.
ومن شأن هذا التقدم الأوكراني، في حالة تأكيده والحفاظ على مكاسبه، أن يمثل دفعة كبيرة لكييف التي تحرص على أن تُظهر لداعميها الغربيين قدرتها على تغيير الوضع على الأرض بالقوة وأنها تستحق الدعم المستمر.
وتلعب المدفعية دوراً حاسماً في النزاع، بينما يخوض جيشا أوكرانيا وروسيا حرب استنزاف في الذخيرة، التي تعتبر مخزوناتها مهمة.
واستنفدت أوكرانيا كل أسلحتها روسية الصنع، وأصبح دفاعها الآن يعتمد كلياً على المساعدة العسكرية الغربية.
من جهتها، لجأت روسيا إلى كوريا الشمالية لشراء كميات كبيرة من الصواريخ وقذائف المدفعية، بحسب واشنطن.
صواريخ بعيدة المدى
وعدت الولايات المتحدة، وهي المورد الأول للمساعدات العسكرية لأوكرانيا، بتقديم 13.5 مليار دولار من مختلف الأسلحة، ولا سيما صواريخ جافلين المضادة للدبابات وقطع المدفعية، والقذائف التي تتوافق مع أنظمة مدفعية حلف شمال الأطلسي.
وأعطت واشنطن أيضاً القوات الأوكرانية أنظمة مدفعية دقيقة من طراز هيمار وصواريخها الموجهة بواسطة نظام تحديد المواقع العالمي (GPS)، المعروفة باسم GMLERS، التي يبلغ مداها أكثر من 80 كلم، وتستخدم على نطاق واسع في جنوب البلاد وشرقها.
وترغب كييف في أسلحة بعيدة المدى من نوع ATACMS، التي يمكن أن تصل إلى 300 كيلومتر، لكن الولايات المتحدة ترفض ذلك، خشية أن تستهدف هذه الصواريخ أهدافاً في الأراضي الروسية، ما قد يؤدي إلى اتساع رقعة النزاع.
وقال الجنرال مايلي إن “سياسة الولايات المتحدة الحالية هي ألا نرسل ATACMS”، مضيفاً: “لقد أجرينا هذه المحادثة عدة مرات مع نظيري ومسؤولين أوكرانيين آخرين”.
وتقدم الولايات المتحدة وحدها ثلاثة أرباع القذائف المطابقة لمعايير الحلف الأطلسي، بحسب الناطق باسم هيئة الأركان الأميركية، الكولونيل ديف باتلر.
وقال باتلر: “أكثر من 10 دول بمجموعة الاتصال، تقدم قطع مدفعية من عيار 155 ملم، فيما تقدم 15 دولة ذخائر من عيار 155 ملم”.
وكل هبات الأسلحة لأوكرانيا تحتسب بشكل لا يؤدي إلى إضعاف القدرات العسكرية للدول المانحة، لكن مخزونات الذخيرة يجب أن تكون قابلة للتجدد بانتظام، ومن هنا ضرورة إعادة تنشيط إنتاج صناعة الدفاع، كما أكد الناطق.
وخلص إلى القول إن “إمدادات الذخيرة الأميركية لأوكرانيا ليست مرتبطة تحديداً بقدرات الإنتاج السنوي لأسلحة معينة من قبل صناعة الدفاع الأميركية، إنما هذه القدرة على الإنتاج، أحد العوامل التي تؤخذ بالاعتبار”.