انقطاع تام للمياه في تجمع القاسمية.. وجه آخر لتقصير “أونروا”
القاسمية، واحد من 156 تجمعًا يعيش فيها الفلسطينيون إلى جانب المخيمات الفلسطينية الـ14 في لبنان، يعاني منذ 3 أسابيع من انقطاع تام للمياه، ما أدى لتدهور حاد في الأوضاع في التجمع الذي يعد الأفقر في لبنان.
مصادر من داخل التجمع الواقع في مدينة صور جنوب لبنان، قالت لـ”المركز الفلسطيني للإعلام”: إن انقطاع المياه التام، جاء إثر انقطاع التيار الكهربائي، وعدم القدرة على تشغيل المضخة الخاصة بالبئر الوحيدة التي تغذي التجمع، إثر عدم توفر مادة المازوت.
ويعيش في تجمع القاسمية 2000 لاجئ فلسطيني، جلهم يعانون من الفقر والبطالة.
وحتى منتصف العام الماضي 2021، بلغ عدد اللاجئين الفلسطينيين المسجلين لدى “أونروا” في لبنان حوالي 485 ألف لاجئ، لكن “أونروا” تقول: إن الموجودين منهم في لبنان نحو 210 آلاف لاجئ، منهم 28 ألفًا من سوريا.
بدائل خطيرة
وأضافت المصادر أن الأهالي اضطروا لإيجاد مصادر أخرى للمياه، عبر تعبئة صهاريج المياه عبر طرق خطرة، أو تعبئتها من نهر الليطاني الملوث.
وأوضحت أن مسنة فلسطينية سقطت في قناة لتعبئة المياه في نهر الليطاني، وبلطف الله نجت من موت محقق.
ويبلغ سعر صهريج المياه الواحد “500 ألف ليرة لبنانية” أي ما يعادل 14 دولارًا أمريكيًّا، وهو مبلغ مرتفع بالنسبة لأوضاع اللاجئين في التجمع الذي لا يلقى أي رعاية من وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا” تحت ذريعة أنه تجمع غير نظامي.
تقصير وإهمال
اللاجئ أبو موسى مرة ينتقد تجاهل المنظمات الشعبية ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا” لأزمة المياه في التجمع.
وطالب مرة، منظمة التحرير الفلسطينية واللجان الشعبية وجميع المعنيين، بتخصيص صندوق لشراء المازوت لمضخة المياه الخاصة بالتجمع.
وأشار إلى أن المشكلة ليست مع المولد وتمديدات الكهرباء، بل في عدم توفر المازوت.
عضو اللجنة الشعبية لأهالي القاسمية، محمد أبو قاسم كشف، أن لجنته تحدثت مع مسؤول اللجان الشعبية في لبنان، حول تشغيل بئر التجمع إلا أن الإجابة كانت “عدم وجود أموال”.
وأشار أبو العبد حسن فتاح العلي، عضو جمعية الخالصة، أنّ المشكلة تكمُن في إهمال وكالة “أونروا” للمخيم وعدم تلبية حاجات الناس الفقيرة والمستضعفة، فالتجمع يعاني من انقطاع التيار الكهربائي والمياه، ولا يوجد هناك مولدات أو مادة المازوت.
وطالب المعنيين بالاطلاع على المعاناة التي يعيشها أبناء القاسمية والوقوف لجانبهم.
مبادرة من مغتربين
محمود الحنفي، مدير المؤسسة الفلسطينية لحقوق الإنسان “شاهد”، يقول: إن هناك أزمة عامة للمياه في لبنان، بسبب أزمة المازوت والنفط التي ضربت الدولة والتي أدت لتوقف مؤسسات في الدولة.
وقال، إن القاسمية يعاني من أزمة مياه منذ زمن، وأونروا لا تقدم خدماتها في هذه المنطقة.
وكشف عن مبادرة من شبان فلسطينيين من أهالي القاسمية في أوروبا، لتشغيل مضخة البئر الوحيدة في القاسمية عبر تركيب خلايا شمسية للاستغناء عن مادة المازوت.
المصدر:المركز الفلسطيني للإعلام