غارديان: السودان.. اتهامات بمحاولة دفن الحقيقة في مقابر جماعية لقتلى المظاهرات
قالت صحيفة “غارديان” (The Guardian) البريطانية إن عائلات المفقودين بعد ثورة ديسمبر/كانون الأول 2018 -التي أطاحت بالرئيس السابق عمر البشير- ستلتقي بعد سنوات الاضطرابات السياسية في السودان بمسؤولين حكوميين، لمناقشة طريقة دفن أكثر من 3 آلاف جثة مجهولة محفوظة حاليا في مشارح البلاد.
وكانت الحكومة قد أعلنت الأسبوع الماضي عن خطط لدفن الجثث في مقابر جماعية، لكن هذه الخطوة أغضبت العائلات التي قالت إنها “ستدفن الحقيقة”، وإنها لن تبقي أي أدلة بشأن المتظاهرين المؤيدين للديمقراطية الذين يفترض أنهم قتلوا بأيدي القوات شبه العسكرية.
وأشار تقرير غارديان إلى أن مسؤولين حكوميين سيجتمعون مع مسؤولين أمميين وعائلات المفقودين والناشطين اليوم الخميس لمناقشة الأمر.
وبحسب التقرير، فقد أغلقت السلطات إحدى المشارح في العاصمة الخرطوم في مايو/أيار الماضي بعد العثور على أكثر من ألف جثة بدأت بالتحلل بسبب الحر، وقال مسؤولون إن 1300 جثة أخرى محتجزة في مستشفيين آخرين بالخرطوم.
ونقلت غادريان عن الطيب العباس المحامي ورئيس لجنة التحقيق في المفقودين التي شكلتها الحكومة الانتقالية في 2019 قوله إنه يجب تحديد هويات جميع الجثث رسميا ودفنها في مقابر فردية.
وأشار التقرير إلى إحدى الأمهات وتدعى سمية عثمان، والتي كانت تبحث عن ابنها إسماعيل البالغ 24 عاما منذ 3 يونيو/حزيران 2019 عندما شنت قوات أمنية حملة قمع وحشية على المتظاهرين الذين كان العديد منهم ينظمون اعتصامات سياسية حول المباني الحكومية.
وقالت عثمان “لقد تركت (الحكومة) الجثث (تتحلل) لدفن الحقيقة، لقد فعلت ذلك عمدا”.
وأشار التقرير إلى ما قالته اللجنة المركزية لأطباء السودان في بيان لها “بالنظر إلى انتهاكات حقوق الإنسان التي ارتكبتها سلطات الانقلاب نفسر ذلك بأنه محاولة لدفن أدلة دامغة على القتل المنظم بأيدي القوات المسلحة وتدمير العدالة”.
وختمت الصحيفة البريطانية تقريرها بأنها تواصلت مع السلطات السودانية، بيد أنها لم تحصل منها على أي تعليق.