صرخة “يقين” هل تفتح طريقاً لعلاج مرضى مخيم الركبان المحاصرين؟
“يقين” طفلة تجاوز عمرها 200 يوم بقليل، ولدت بفتحة في سقف الحلق وقصر في اللسان، صرخاتها الباحثة عن العلاج لم تكن سوى تجسيد لمعاناة 4 سنوات من حصار قوات النظام السوري والمليشيات الموالية له لمخيم “الركبان” الواقع قرب مثلث الحدود السورية – العراقية – الأردنية، منذ العام 2018، ليكون أكثر المتضررين من هذا الحصار هم المرضى.
محاولات ذوي يقين لكسر طوق الحصار والخروج للعلاج فشلت جميعها مع تشديد قوات النظام الحصار على سكان المخيم، الذي يكاد يودي بحياتها ككثير ممن قضوا في المخيم انتظاراً لفتح الطريق وإخراج الأطفال وكبار السن والمرضى المحاصرين على الأقل.
يقول عضو شبكة “حصار” التي تنقل أخبار المناطق السورية المحاصرة والمقيم في المخيم عماد غالي، أرسلنا العديد من المناشدات للمنظمات الأممية والمحلية من أجل إخراج يقين للعلاج، لكن دون جدوى، اليوم تجاوز عمرها 200 يوم وما زالت بحاجة لإجراء عمل جراحي لترميم الفتحة في سقف حلقها.
أطباء النقطة الطبية في قاعدة التنف العسكرية أجروا عملية تحرير يدوية للسان يقين بعد ولادتها
يضيف غالي أن أطباء النقطة الطبية في قاعدة “التنف” العسكرية أجروا عملية تحرير يدوية للسانها بعد ولادتها، وبعد ذلك وضعت على جهاز التنفس الاصطناعي في مستوصف “شام الطبي” داخل المخيم، بسبب تصبّغ جسدها باللون الأزرق الذي ما زالت تعاني منه إلى الآن.
وتقول جدة الطفلة حسنة المطلق: “عاشت الطفلة أيامها الأولى على الماء والسكر، لم تكن تشعر بالشبع، وكانت دائمة البكاء، وتناقص وزنها منذ ولدت من 3 كغ إلى 2300 غرام، وتوقّفت عند هذا الوزن منذ خمسة أشهر، إذ لا يصل معظم الطعام إلى معدتها، بل يخرج من أنفها وفمها بعد إطعامها.
وتضيف الجدة والقابلة القانونية المشرفة على وضع الطفلة أنها لا تستطيع أكل أكثر من من ثلاث ملاعق يوميّاً، وتحتاج للأوكسجين بشكل متقطع نتيجة نقصه في جسمها، وتغير لونه إلى الأزرق. وتؤثر عليها أي رائحة فيزداد وضعها سوءاً، لذا يعيش أهلها في رعب أثناء الطبخ أو هبوب عواصف الغبار.
وأطبقت قوات النظام حصارها على مخيم الركبان منذ أكتوبر/تشرين الأول 2018 بدعم روسي، وذلك عبر قطع جميع الطرقات المؤدية إليه. ومنذ ذلك الحين، سجّل عدد السكان في “الركبان” تراجعاً بما يزيد عن ثلاثة أرباع قاطنيه. وفي 2019، بلغ العدد ما يقارب 45 ألفاً بعدما توقّف دخول المساعدات بشكل كامل.
وفي بداية 2020، أغلقت السلطات الأردنية النقطة الطبية الوحيدة المفتوحة على الحدود السورية بحجة انتشار فيروس كورونا. وحينها، عاد الكثير من قاطني المخيم إلى مناطق سيطرة النظام على الرغم من عمليات الاعتقال والسوق للخدمة العسكرية.
وفي مطلع مايو/أيار الماضي، منعت قوات النظام المهربين من إدخال الأدوية والطعام إلى مخيم “الركبان” وأخضعت سياراتهم لتفتيش دقيق، تبع هذه الخطوة قيام منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) بتخفيض حصة المخيّم من المياه إلى النصف وترك أكثر من سبعة آلاف نسمة يواجهون قساوة الصحراء وحدهم.