“يديعوت”: مقاومو الضفة لا يستسلمون.. وقلق إسرائيلي
أكدت صحيفة يديعوت أحرنوت العبرية، فشل سياسية حكومات الاحتلال الإسرائيلي في التعامل مع الساحة الفلسطينية في الضفة الغربية منذ عام 2009، فيما يتزامن هذا الموقف مع قلق أمني إسرائيلي متزايد من ضعف السلطة الفلسطينية.
وأوضحت “يديعوت أحرونوت” في افتتاحيتها بالنسخة الورقية التي كتبها، الخبير الإسرائيلي في الشؤون الفلسطينية، آفي يسسخروف، أن “وجع الرأس المركزي الذي يعاني منه جهاز الأمن في إسرائيل في هذه الأيام في الساحة الفلسطينية على الأقل، ليس بسبب إضراب الأسرى، بل بسبب ضعف السلطة الفلسطينية نفسها”.
ونبهت إلى أن “أجهزة أمن السلطة تجد صعوبة للعمل في مناطق مختلفة في الضفة الغربية، وهذه المناطق سرعان ما تحتضن مسلحين يعملون على ضرب أهداف إسرائيلية، وفي البداية كانت جنين ومن ثم انتقل المركز إلى قصبة نابلس والقرى المحيطة”، مؤكدة أن المقاومين الفلسطينيين لا يتوقفون عن تنفيذ عمليات إطلاق نار تستهدف جيش الاحتلال والمستوطنين في مختلفة مناطق الضفة الغربية المحتلة.
ورأت أن نية الأسرى الفلسطينية في سجون الاحتلال الدخول مساء اليوم في إضراب مفتوح عن الطعام رفضا لإجراءات القمع والتنكيل ضدهم من قبل سلطات السجون، “لن يساعد بالتأكيد في إعادة الهدوء إلى المناطق”.
وأكدت الصحيفة، أن “تحديا كبيرا ينتظر قادة الجيش و”الشاباك”، على أقل تقدير في الأيام القادمة، والإحصائيات تشهد على ذلك أكثر من أي شيء آخر، فإلى جانب أكثر من 60 عملية إطلاق نار في أرجاء الضفة الغربية، أحصيت حتى منتصف آب/ أغسطس 60 حادثة إطلاق نار نحو القوات الإسرائيلية في أثناء حملات الاعتقال والاقتحامات لمناطق السلطة”.
وأضافت أنه “يدور الحديث عن أرقام أعلى من كل العمليات التي نفذت في 2020، علما بأن “الشاباك” ومعه الجيش أحبطا 220 عملية إطلاق نار أخرى”، لافتة إلى أن “الحديث يدور عن أرقام مفزعة لم نتعود على مثلها في العقد الأخير”.
ولفتت “يديعوت” إلى أن عناصر المقاومة الذين تتصدى لهم القوات الإسرائيلية “يختلفون عن أولئك الذين عرفناهم في السنوات الأخيرة، هم أكثر شجاعة ويقاتلون ويرفضون الاستسلام بسهولة، وإبراهيم النابلسي مثال على ذلك (استشهد في اشتباك مسلح مع قوات الاحتلال)”.
وبينت أن ما يتم توثيقه عبر مقاطع فيديو لعمليات إطلاق النار ضد قوات الجيش الإسرائيلي، “يعظم اسم المطلوب أو المعتقل الذي يتحول فورا إلى بطل محلي وفي حالات معينة إلى بطل وطني مثلما في حالة النابلسي”.
وقال: “المقاومون من الطراز الجديد لعام 2023 أو 3.0، لا يحملون معهم انتماء تنظيميا واضحا، ويمكنهم في يوم ما أن يلتقطوا لأنفسهم الصور مع ربطة للجهاد الإسلامي وفي يوم آخر بقميص كتائب شهداء الأقصى لـ”فتح”، وهكذا أصبح التنظيم أقل أهمية بينما الهوية المحلية تحوز أهمية أكبر”.
ورأت أن “الدور المتزايد لرجال الجهاد الإسلامي في عمليات إطلاق النار، وكذا نشطاء “فتح” الذين يتعاونون معهم حاليا، يثير الاشتباه بأننا نشهد تطورا يتجاوز العفوية، من أجل إحداث تصعيد أمني، وحماس لا تعارض ذلك بل تقدم مساهمتها في محاولات لا تتوقف من رجالها لتنفيذ العمليات”.
وأشارت الصحيفة إلى المحاولات المتكررة لتهريب السلاح من الخارج إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة، بهدف “إشعال الميدان”، منوهة إلى أن “التصعيد الحالي في الضفة يوضح، أنه رغم المحاولة الإسرائيلية دفن الرأس في الرمال في كل ما يتعلق بالساحة الفلسطينية ابتداء من 2009 وحتى اليوم، فإن الميدان يرفض ذلك بحزم”.
وبينت “يديعوت” أن ” حلم الاحتلال “ديلوكس” مع امتيازات اقتصادية للجمهور في الضفة، تدفع الفلسطينيين لأن يعيشوا بسلام مع الواقع الحالي، يبدو الآن كأضغاث أحلام”.