سناتور أمريكية في تايوان.. ومخاوف إسرائيلية من أزمة مع بكين
وصلت السناتور الأمريكية مارشا بلاكبيرن العضو بلجنتي التجارة والقوات المسلحة بمجلس الشيوخ إلى تايوان أمس الخميس، في ثالث زيارة من نوعها هذا الشهر.
وتأتي زيارة مارشا بلاكبيرن في تحد لضغوط من بكين لعدم القيام بمثل هذه الزيارات.
وبدأت الصين، التي تقول إن تايوان جزء من أراضيها، تدريبات عسكرية بالقرب من الجزيرة بعد زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي في أوائل آب/أغسطس.
وأظهرت لقطات تلفزيونية مباشرة من مطار سونغشان بوسط تايوان وصول السناتور بلاكبيرن على متن طائرة عسكرية أمريكية.
وقالت وكالة الأنباء المركزية التايوانية الرسمية إن بلاكبيرن ستلتقي بالرئيسة تساي إينج وين غدا الجمعة.
وكانت بلاكبيرن، وهي من ولاية تنيسي وتنتمي للحزب الجمهوري، قد أعلنت في وقت سابق من أغسطس/ آب عن دعمها لزيارة بيلوسي إلى تايوان.
مخاوف إسرائيلية
أبدت نخب إسرائيلية مخاوفها من أزمة محتملة قد تواجهها حكومة الاحتلال، حال اصطفافها إلى جانب الصين أو الولايات المتحدة في مسألة الخلاف مع تايوان.
ورغم بعد المسافات بين تايوان ودولة الاحتلال، أظهرت الأخيرة اهتماما لافتا بالأزمة التي شهدتها هذه الدولة على خلفية التوتر الناشب بين الصين والولايات المتحدة، ومع بقاء قضية تايوان على جدول الأعمال العالمي، فإنها ستبقى تعتبر مشكلة للاحتلال، لأنها سترغمه على تقليل مساحة مناورته بين القوتين العظميين بعد الأحداث الأخيرة.
وتأتي تأثيرات أزمة تايوان على إسرائيل بعد أسبوع فقط على تحذير دبلوماسي صيني كبير للسفير الإسرائيلي في بكين من أن علاقاتهما تمر بنقطة اختبار حرجة، محذرا من التأثير السلبي للضغط الذي تمارسه الولايات المتحدة على إسرائيل بسبب علاقاتها مع الصين.
الجنرال آساف أوريون رئيس مركز السياسة الإسرائيلية الصينية في المعهد الوطني للعلوم الاجتماعية، والرئيس السابق للقسم الاستراتيجي في الجيش الإسرائيلي، كشف أن “تزامن نشوب أزمة تايوان مع التحذير الصيني لإسرائيل يزيد من انخراطها في التوترات الناشبة على مستوى العالم، بدليل أن وسائلها الإعلامية خصصت قدرا كبيرا من أوقات البث والمقالات لهذه القضية، ولا زالت على جدول الأعمال الإسرائيلي رغم الانشغال بالانتخابات”.
وأضاف في مقاله بموقع ويللا، أن “إسرائيل مطالبة بأن تدرك أن قضية تايوان ستواصل تأثيرها السلبي على علاقات القوى العظمى، والأهم من ذلك أنها قد يكون لها تأثير كبير على الأمن القومي لإسرائيل، لأنها تمثل تحذيرًا استراتيجيًا لها، وتعمل على تقليص مجال مناورتها بين القوتين العظميين، في بكين وواشنطن، بعد أن اتسمت مواقفها مع الصين بالانسجام مع مواقف القوى الغربية مثل الحرب الكورية، الحرب الباردة، لكن الأمر قد يكون قابلا للتغيير”.
وتنصح المحافل الأمنية والسياسية الإسرائيلية بأن يأخذ الموقف من أزمة تايوان بعين الاعتبار تنامي العلاقات مع الصين، فقد بدأت الصادرات الإسرائيلية والمساعدات الأمنية للصين في 1979 بمباركة الولايات المتحدة، وأقيمت العلاقات الدبلوماسية بين إسرائيل والصين فقط في 1992، رغم أنه بعد سنوات قليلة اندلعت أزمات خطيرة بين واشنطن وتل أبيب بشأن تصدير الأخيرة طائرة إنذار جوي من طراز “فالكون” المتجول إلى الصين، وانتهت بإلغاء الصفقة، وإقالة كبار المسؤولين بوزارة الحرب الإسرائيلية.
وتدرك الدوائر السياسية والأمنية الإسرائيلية أن تايوان مصلحة أساسية لبكين، ومهمة لواشنطن، وبالتالي ستظل الجزيرة نقطة محورية محتملة للأزمات بينهما بمرور الوقت، مع العلم أن العلاقات الإسرائيلية مع تايوان قائمة في مجالات الثقافة والاقتصاد، ومفيدة للطرفين، ضمن المعايير التي تقبلها الصين أيضًا، ويرى الاحتلال أنه من الصواب الاستمرار في تطويرها بهذه الخصائص، لكنه ملزم في ضوء الأحداث الأخيرة في تايوان بأن يتصرف بحساسية أكبر تجاه واشنطن، حليفته الاستراتيجية، ومع بكين الشريكة الاقتصادية المهمة، ولكن في حال أجبر الاحتلال على الاختيار بين الاثنين، فإن اختياره سيكون واضحاً، بحسب التحليل.