إدانات فلسطينية للهجوم على عباس على خلفية تصريحاته عن “الهولوكوست”
أدان مسؤولون وفصائل فلسطينية، اليوم السبت، إعلان الشرطة الألمانية، فتح تحقيق ضد الرئيس الفلسطيني محمود عباس، على خلفية تصريحاته الأخيرة في ألمانيا، والتي شبّه فيها مجازر الاحتلال في حق الفلسطينيين بالمحرقة في حق اليهود “الهولوكوست” خلال الحرب العالمية الثانية.
وأعلن عضو المكتب السياسي لحركة حماس، حسام بدران، رفض وإدانة حركته إعلان الشرطة الألمانية فتح تحقيق بحق عباس. وقال، في تصريح صحافي: “مرة أخرى، تثبت القوى الدولية انحيازها للاحتلال الصهيوني، وتنكّرها للحقوق التاريخية لشعبنا الفلسطيني ولمعاناته الممتدة لأكثر من سبعة عقود، والتي بدأت باقتلاع شعبنا من أرضه، وتهجيره عنها قسراً ليعيش في المنافي، إضافة إلى عشرات المجازر بحق المدنيين الفلسطينيين من النساء والأطفال وغيرهم، واعتقال وأسر وإصابة مئات الآلاف من أبناء شعبنا”.
وأضاف بدران: “مهما حاولت هذه القوى تشويه الحقيقة، وصمّ آذانها عمّا لحق بشعبنا، والكيل بمكيالين، فهي لن تفلح في طمس الرواية الفلسطينية مهما طال الزمن، ومهما كانت الأساليب والإجراءات، فشعبنا لا ينسى ولا يغفر أمام ما يتعرض له من ظلم، وستستمر مقاومته بلا كلل حتى التحرير والعودة”.
وشدد عضو مكتب “حماس” السياسي على أنه “آن الأوان أمام كلّ ما يجري من استهداف لشعبنا وقضيته، للتقدم عملياً وإلى الأمام في إنجاز وحدة وطنية فلسطينية حقيقية، تقوم على الشراكة الكاملة في إطار قيادة وطنية جامعة، ووفق برنامج وطني كفاحي يعتمد المقاومة الشاملة في مواجهة الاحتلال”.
من جهته، دان عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي، خالد البطش، قيام الشرطة الألمانية بفتح تحقيق على خلفية تصريحات عباس، مشيراً في تصريح صحافي إلى أن موقف الشرطة الألمانية يمثل أحد أوجه ازدواجية المعايير والنفاق والانحياز للاحتلال، والتنكر لمعاناة الشعب الفلسطيني الذي يدفع ثمن نتائج الحرب العالمية الثانية، في ظل غياب العدالة الدولية.
وشدد على أن “تصريح الأخ أبو مازن هو جزء من الرواية الوطنية الفلسطينية التي يدافع عنها شعبنا في وجه العالم بأسره لكشف جرائم الاحتلال الصهيوني”.
وأكد على “رفض أي مجاملة ألمانية أو انحياز للاحتلال أو تسوية سياسية معه من قبل هذه الدولة أو تلك على حساب آلام الشعب الفلسطيني ومعاناته وعذاباته اليومية بسبب الإرهاب الإسرائيلي الذي فاق في شكله وآثاره كل الأحداث الأخرى”.
بدورها، دانت الجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين، في بيان، الحملة الألمانية، وحملة داعمي الاحتلال الإسرائيلي من دولٍ ووسائل إعلام على الحقيقة التي جاء عليها الرئيس أبو مازن في مؤتمره الصحافي مع المستشار الألماني أولاف شولتز، بخصوص المجازر التي ارتكبتها ولا تزال دولة الكيان منذ النكبة وحتى اليوم، ضد الشعب الفلسطيني.
ورأت الجبهة في الدعوة إلى فتح تحقيقٍ مع عباس على خلفية قوله الحقيقة، والحملة التي سبقت وتلت ذلك، دعماً وتشجيعاً لهذا الاحتلال للاستمرار في ممارساته وجرائمه وسياساته الاستعمارية الفاشية والعنصرية، بدلاً من مواجهته، كما تفرض قرارات الشرعية الدولية والقانون والمعاهدات الدولية ذات الصلة.