نيويورك تايمز: تغييرات باللحظات الأخيرة في مونديال قطر
كان أمام قطر 12 عاما للتخطيط لكأس العالم، والآن مع بقاء ما يزيد قليلا عن 100 يوم قبل المباريات الأولى في البطولة، ومع جدول المباريات المعقد الذي تم الإعلان عنه قبل أشهر، طلب المنظمون تغييرات من شأنها أن تجعل الحدث يبدأ أبكر بيوم واحد، وذلك حتى تتمكن الدولة المضيفة من الحصول على مكان مميز في المباراة الافتتاحية.
ونشرت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية تقريرا، أوضحت فيه أنه في المرات الأخيرة التي تم تنظيم كأس العالم فيها، كان من العادة أن تظهر الدولة المضيفة لكأس العالم في المباراة الأولى للبطولة، باعتبارها العنوان الرئيسي في حفل الافتتاح المتقن للحدث الذي يستمر لمدة شهر.
لكن في هذه المرة، تم خرق هذا التقليد، واتخذ المنظمون خطوة غير عادية بجدولة مباراة قطر الأولى كثالث مباراة من أربع مباريات في اليوم الأول المزدحم من المنافسة في 21 تشرين الثاني/ نوفمبر.
وبينت الصحيفة أنه في الوقت الحالي، تم إرسال اقتراح إلى كبار المسؤولين في “فيفا”، الهيئة العالمية الحاكمة لكرة القدم والمنظمة لكأس العالم؛ وذلك لنقل مباراة قطر لتصبح يوم 20 تشرين الثاني/ نوفمبر، وهؤلاء المسؤولين، وهم مجموعة تضم قادة الكونفدراليات العالمية الستة لكرة القدم ورئيس الفيفا، جياني إنفانتينو، سيقررون ما إذا كانوا سيوافقون عليها.
وترى الصحيفة أنه من غير الواضح لماذا لم يخطط المنظمون -وفيفا- في الأصل لكي تلعب قطر في المباراة الافتتاحية للبطولة، وهي مرحلة مخصصة لكل مضيف بطولة منذ إقامة كأس العالم في ألمانيا عام 2006، فقبل ذلك، تم منح حامل اللقب عادة شرف افتتاح البطولة.
وتشير الصحيفة إلى أن فيفا لديها تقليد قديم في الاحتفال ببداية كأس العالم، وذلك بجعل حفل الافتتاح والمباراة الأولى أن تشارك فيها الدولة المضيفة أو الدولة حاملة اللقب؛ حيث يعد ذلك عاملا ذا قيمة كبيرة في الحدث، فقد كتب “فيفا” في رسالة إلى أعضاء المكتب راجعتها صحيفة “نيويورك تايمز”، أن هذا التعديل جاء من “وجهة النظر الثقافية والتجارية”.
وبحسب الصحيفة، فإن تغيير موعد مباراة قطر الافتتاحية ضد الإكوادور، سيؤثر على مباراة أخرى تم تحديدها في يوم افتتاح البطولة، وهي مباراة السنغال ضد هولندا، التي سيتم نقلها من فترتها الزمنية المقررة مسبقا بعد الظهر إلى وقت لاحق مساء.
وتفيد الصحيفة بأن التخطيط لكأس العالم في قطر كان وعرا؛ فقد تطلب منح حقوق الاستضافة لقطر في النهاية من فيفا نقل الحدث إلى شتاء نصف الكرة الشمالي؛ لأن درجات الحرارة الشديدة في الصيف في الخليج اعتبرت تشكل خطرا صحيّا محتملا على اللاعبين والمسؤولين، ومئات الآلاف من المشجعين المتوقعين في البطولة.
وأدى هذا التبديل -وفق الصحيفة- إلى قلب تقويم كرة القدم؛ حيث سيؤدي إلى انقطاع غير مسبوق في منتصف الموسم لموسم الدوري الأوروبي ومسابقات أخرى حول العالم، وأدت المفاوضات مع الأندية -الغاضبة من الاضطرابات التي ستستمر أسابيع في جداول الدوري والعقود التلفزيونية- إلى لعب البطولة في أيام أقل (28) من أي حدث آخر منذ توسيعها إلى 32 فريقا في عام 1998.
وكتب “فيفا” في رسالته: “مع اقتراب البطولة؛ تدرك إدارة الفيفا الآن تماما الآثار الرياضية والتشغيلية والتجارية والقانونية المختلفة لهذا الجدول المضغوط بشكل فريد”، وأخبر الاتحاد المسؤولين أنه يود منهم الموافقة على التغيير بحلول مساء الخميس بالتوقيت الأوروبي.
وتلفت الصحيفة إلى أن الضغط المفاجئ لتغيير موعد المباراة الافتتاحية أدى إلى زيادة المخاوف بشأن استعداد قطر لاستضافة كأس العالم؛ حيث يشتكي المشجعون بالفعل من نقص أماكن الإقامة، وعدم الوضوح بشأن استهلاك الكحول خلال البطولة.
وفي حال الموافقة على تبديل المباراة الافتتاحية؛ سيواجه حاملو التذاكر في الخارج الذين خططوا للحضور التحدي المحتمل المتمثل في تغيير خطط سفرهم وإعادة حجز غرف الفنادق، وأي لاعب يتنافس في البطولات الأوروبية -الإكوادور لديها في بعض الأحيان أكثر من اثني عشر- سيكون لديه يوم أقل للسفر والاستعداد.
وتسببت الخطة بالفعل في قلق حاملي التذاكر؛ حيث أدت التغييرات المقترحة إلى استحالة حضور الزوار لبعض المباريات، فقد قال مارتين باوزا، المقيم في نيويورك لصحيفة التايمز؛ إنه حصل على تذاكر مباراتي السنغال وهولندا والولايات المتحدة مع ويلز، اللتين كانتا تقامان في أوقات مختلفة من اليوم الافتتاحي، وأدى تحويل الفيفا مباراة السنغال إلى وقت متأخر إلى أنه لن يكون قادرا على حضور كلتا المباراتين؛ حيث تبدأ المباراة الثانية بعد ساعة من النهاية الأولى.
وقال منظمو كأس العالم؛ إنهم تشاوروا مع قطر واتحادات كرة القدم في الفريقين المتضررين قبل اقتراح التغيير، وقالت الرسالة إن أيّا من المنتخبيْن لم يعترضا على التغيير.
واختتمت الصحيفة تقريرها بنص من رسالة فيفا؛ جاء فيها: “قامت إدارة بتقييم الآثار التجارية والقانونية للاقتراح -بما في ذلك التأثير على الالتزامات التعاقدية عبر حقوق وسائل الإعلام والرعاية والتذاكر والضيافة- بالإضافة إلى التأثير على المشجعين المسافرين، وقررت أن قيمة وفوائد المقترحات تفوق هذه المخاطر بما فيه الكفاية”.