احتجاجات غاضبة في الشمال السوري بعد تصريحات جاووش أوغلو بشأن العلاقات مع النظام
شهدت كبرى المدن والبلدات الخاضعة لسيطرة المعارضة السورية، شمال غربي البلاد، مساء أمس الخميس، خروج محتجين على تصريحات وزير الخارجية التركي مولود جاووش أوغلو، حول إعادة العلاقات مع النظام السوري، وعن دعم تركيا للسلام بين النظام والمعارضة، فيما أعلن قياديون في المعارضة المسلحة أن لا مصالحة مع “الأسد”.
وتجمّع المحتجون في مدن وبلدات الباب وأعزاز وسجو وجرابلس والراعي ومارع في ريف حلب، وسلقين وإدلب في محافظة إدلب، وسلوك وتل أبيض في الرقة، منددين بتصريحات وزير الخارجية التركي، داعين إلى مواصلة الاحتجاجات وإقامة تظاهرات في سائر المنطقة، بعد صلاة يوم الجمعة.
ناشطون في بلدة #سجو بريف حلب الشمالي يؤكدون على مطالب الثورة بإسقاط نظام #الأسد#تلفزيون_سوريا pic.twitter.com/9BHN66GQin
— تلفزيون سوريا (@syr_television) August 11, 2022
وفي بلدة الراعي، منع المحتجون دورية تركية من المرور بأحد الطرقات الرئيسية، وأشعلوا إطارات، وأغلقوا الطريق بالحجارة، كما ردّدوا شعارات رافضة للتصريحات التركية، وأحرق محتجون آخرون العلم التركي، وشطبوا أسماء بعض المرافق التي تحمل دلالات تركية.
قياديون في المعارضة يعلنون رفضهم أي مصالحة مع النظام السوري
إلى ذلك، أعلن قياديون في المعارضة المسلحة رفضهم لأي مصالحة مع النظام السوري. وقال القائد العام لـ”حركة ثائرون” إحدى أكبر تشكيلات المعارضة المسلحة، فهيم عيسى، إن بشار الأسد رأس الإرهاب في سورية ومصدره، “ولا مصالحة مع الأسد، لا مصالحة مع الإرهاب والقتلة، لا مكان للأسد أو النظام في مستقبل سورية، لن نخون دماء شهدائنا، ولن نخون ثورة البلد”.
وقال حسن الحمادة وزير الدفاع في الحكومة السورية المؤقتة: “عند أول صيحة (الشعب يريد إسقاط النظام)، كانت نقطة اللا عودة للوراء. انتهى، لا بديل عن إسقاط الأسد”.
وفي بيان لإدارة التوجيه المعنوي، التابعة لهيئة الأركان العامة في الحكومة السورية المؤقتة، أكّدت أن نظام الأسد خطر على الشعب السوري والتركي والمنطقة، وهو مخلب إيران وذيل روسيا، مشيرة إلى أن من مسؤولية الجيش الوطني التصدي له بالوسائل المشروعة كافة إلى حين خضوعه لإرادة الثورة وقرارات المجتمع الدولي في تشكيل هيئة حكم كاملة الصلاحيات، لا مكان فيها لنظام الأسد.
وقال جاووش أوغلو خلال مؤتمر صحافي عقده في أنقرة، في ختام مؤتمر السفراء الأجانب في تركيا، إن “الحل الوحيد في سورية هو عبر التوافق السياسي وتطهير البلاد من الإرهابين بمختلف المسميات (…) يجب أن يعمّ السلام بين النظام والمعارضة، وتركيا تدعم هذا الأمر، وتدعم وحدة سورية أكثر من أي دولة أخرى، إذ إن السلام ينعكس عليها إيجاباً، وغير ذلك ينعكس سلباً”.
وأشار إلى استئناف التواصل بين أجهزة الاستخبارات التركية وتلك التابعة للنظام، وقال: “بالنهاية اللقاءات بين أجهزة الاستخبارات تتطرق لمواضيع مهمة”، لافتاً إلى أنه أجرى “حديثاً سريعاً” مع وزير خارجية النظام السوري فيصل المقداد، على هامش اجتماع حركة عدم الانحياز الذي عقد في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بالعاصمة الصربية بلغراد.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قال خلال رحلة عودته من سوتشي عقب لقائه نظيره الروسي فلاديمير بوتين الأسبوع الماضي: “بوتين لديه مقاربة تقوم على تفضيله لجوء تركيا إلى خيار حل مسألة مكافحة الإرهاب مع النظام، ونحن نقول إن أجهزة استخباراتنا تتواصل أساساً مع استخبارات النظام حول هذه المواضيع، ولكن المهم التوصل إلى نتيجة، فإن كانت أجهزة استخباراتنا تلتقي مع مخابرات النظام، ورغم ذلك يتحرك الإرهابيون في المنطقة، فيجب عليكم (روسيا) دعمنا في هذا الأمر، ولدينا اتفاق بهذا الخصوص”.