الشيخ كمال خطيب يتحدث عن: “نكبة” أوسلو.. اجتياح صدام حسين للكويت والاحتلال الأمريكي للعراق.. تكليفه برئاسة لجنة شؤون الطلاب العرب وولادة “اقرأ”.. مبادرات الحركة الإسلامية لتعزيز الاقتصادي المقدسي..
طه اغبارية، عبد الإله معلواني
واصل الشيخ كمال خطيب، رئيس لجنة الحريات المنبثقة عن لجنة المتابعة العليا، ونائب رئيس الحركة الإسلامية قبل حظرها إسرائيليًا، استدعاء محطات تاريخية في حياته وحياة شعبنا الفلسطيني وأمتنا العربية، متطرقا إلى مواقف الحركة الإسلامية من الأحداث السياسية المختلفة التي شهدتها المنطقة، كما استعرض خطيب عددا من المبادرات التي قادتها الحركة الإسلامية تعزيزا لصمود شعبنا في الداخل والضفة وقطاع غزة والقدس المحتلة.
جاء ذلك في حلقة أخرى ضمن برنامج “هذه شهادتي”، مع الإعلامي عبد الإله معلواني، عبر شاشة “موطني 48”.
في بداية اللقاء، عقّب الشيخ كمال خطيب على تقرير للقناة 13 الإسرائيلية، قبل أيام، والذي تمحور حول تجاهل تقرير مراقب الدولة الإسرائيلي بخصوص “إخفاق الشرطة الإسرائيلية” أثناء هبة الكرامة عام 2021 للأحداث التي وقعت في كفر كنا يوم اعتقال الشيخ كمال بتاريخ 14/5/2021. قال خطيب إن “ما كشف عنه تقرير القناة الإسرائيلية أكد ما قلناه دائما إن الاعتقال جاء بقرار سياسي من الدرجة الأولى صدر عن بنيامين نتنياهو رئيس الحكومة الإسرائيلية في ذلك الوقت. إسرائيل تدّعي أنها ديموقراطية لكنها تمثل الديكتاتورية بعينها، تعاطوا مع اعتقالي في ثاني أيام عيد الفطر وكأنني “قنبلة موقوتة”. كل ذلك بسبب قناعاتنا الدينية تجاه المسجد الأقصى المبارك وحقنا في التعبير عن الرأي”. (اقرأ خبرا مفصلا عن الموضوع في هذا العدد).
اجتياح الكويت والاحتلال الأمريكي للعراق
عن موقفه بعد اجتياح الرئيس العراقي الراحل صدام حسين للكويت عام 1990، بيّن خطيب رفضه للاجتياح منذ اللحظة الأولى لأنه لا يمكن حل المشاكل البينية بين دولة عربية وأخرى عبر احتلال إحداها للأخرى، مشيرا إلى أن تداعيات اجتياح الكويت استمرت حتى عام 2003 بالاحتلال الأمريكي الغاشم للعراق واستلام وجوه بائسة- جلبها معه الأمريكي- لقيادة العراق، مستدركا أن “صدام حسين رحمه الله، يبقى أفضلهم جميعا، لكن هذا لا يعني أن نوافق على أخطائه”.
وقال إن احتلال الولايات المتحدة مع حلفائها للعراق عام 2003 كان مأساة أبكت الأمة كلها، مؤكدا أن المصائب التي وقعت على الأمة منذ احتلال العراق ولغاية اليوم “تجعلنا نوقن أن الحل في أن تعيد الأمة العربية بوصلتها نحو هويتها الدينية معززة بالانتماء القومي والوطني. هذا هو صمام الأمان الحقيقي للتخلص من الاستعمار”.
يرى نائب رئيس الحركة الإسلامية قبل حظرها إسرائيليا، أن الرئيس العراقي الراحل صدام حسين باجتياح الكويت، لعب من حيث يقصد أو لا يقصد لصالح الولايات المتحدة، كما فعل في حربه الطويلة مع إيران بعد انتصار ثورة الخميني والتي خلّفت ملايين القتلى من الجانبين، موضحا أن تداعيات هذه الأحداث الكارثية مكّنت الولايات المتحدة من تعزيز وجودها في المنطقة العربية.
وأكمل أن وجود عشرات القواعد العسكرية الأمريكية في المنطقة العربية، رسّخ استخدام أمريكا للأنظمة العربية كدمى تحركها تبعا لمصالحها.
وأضاف “عبر استغفال واستخدام أمريكا للأنظمة العربية لتكون في جيب المشروع الصهيوني، فهي تخيفها من إيران بموازاة جرّها إلى التطبيع من أجل تعزيز الاختراق الإسرائيلي للمنطقة العربية”، مستدركا “بطبيعة الحال انا لا أدافع عن إيران وموقفنا منها معروف في ظل دورها في العراق وحمايتها لنظام المجرم بشار الأسد واحتلالها الفعلي لأربع عواصم عربية”.
نكبة أوسلو
في الحديث عن تداعيات مؤتمر مدريد للسلام والمفاوضات السّرية التي أجرتها منظمة التحرير مع إسرائيل وتمخضت عن اتفاق اسلو، يقول خطيب “كنّا نعرف أنه منذ عام 1988 جرت اتصالات بين إسرائيل ومنظمة التحرير، بالتالي ما حدث في مدريد كان عملية دحرجة باتجاه اتفاق أوسلو، وهو نكبة حقيقية للشعب الفلسطيني. كان من المفترض- وفق أوسلو- الوصول إلى مفاوضات حل نهائي بعد 5 سنوات وإقامة دولة فلسطينية، وها نحن اليوم بعد 29 عاما، لم يتحقق أي شيء، بل زادت إسرائيل تغولا فالقدس عام 93 ليست هي القدس عام 2022 بفعل التوسع الاستيطاني. الكل يدرك اليوم، أن ما حصل في أوسلو هو كارثة عادت بالفائدة فقط على إسرائيل، حيث توجد سلطة فلسطينية تعمل بالنيابة عن الاحتلال عبر التنسيق الأمني”.
وزاد بالقول “مع الأسف فإن رواد التطبيع هذه الأيام، يتكئون على رواد التنسيق الأمني، بزعم أن “الفلسطيني هو أوّل من طبّع”، صحيح أن هذا ليس مبررا لهم، لكنهم وجدوا في ذلك فرصة لتبرير أفعالهم والتخلص من “عبء” القضية الفلسطينية”.
زيارة أمريكا
استذكر الشيخ كمال خطيب زيارته إلى الولايات المتحدة الأمريكية عام 1990، ضمن وفد من الحركة الإسلامية، ضمّ: الشيخ رائد صلاح، والدكتور سليمان أحمد، والشيخ كامل ريان والشيخ جمعة القصاصي وغيرهم، وذلك من خلال دعوة لحضور مؤتمر “الشباب المسلم العربي” في أمريكا الشمالية، لافتا إلى أنّ الوفد التقى العديد من الشخصيات الفكرية والدعاة من العالم العربي- الذين دعوا بدورهم إلى المؤتمر-، من بينهم: الدكتور أحمد القطان من الكويت، والدكتور محمد عبد القادر أبو فارس من الأردن، والدكتور محمود الزهار. كما التقى الوفد في جولته بالولايات المتحدة أبناء الجاليات الفلسطينية والعربية.
زيارة منزل الشهيد ناجي العلي في بريطانيا
وتابع خطيب أن وفد الحركة الإسلامية، في طريق عودته من الولايات المتحدة، توقف في بريطانيا وزار منزل الشهيد ناجي العلي الذي جرى اغتياله عام 1987، وقال إن “الشهيد ناجي العلي كان صاحب صوت صادق وجريء، وانتقد الأداء البائس لرجالات المنظمة وحركة فتح، ومع الصوت كانت الريشة من خلال رسوماته الكاريكاتورية التي لم تعجب القيادات الفلسطينية حينها، فقامت مجموعة باغتياله”.
واعتبر أن “نهج منظمة التحرير وحركة فتح في التعامل مع المعارضين لا يختلف عن نهج وممارسات الأنظمة الديكتاتورية، وهذا ما نراه إلى الآن في نهج سلطة أوسلو عبر قتل المناضل نزار بنات ومحاولة اغتيال الدكتور ناصر الدين الشاعر، واعتقال العشرات، ما حدا قبل أيام، بأحمد القسام حفيد الشهيد عز الدين القسام بإعلان براءته من حركة فتح ومنظمة التحرير والسلطة نظرا لإساءتهم للمشروع الوطني الفلسطيني”.
لجنة شؤون الطلاب العرب
وتطرق الشيخ كمال خطيب إلى تكليفه وعدد من أبناء الحركة الإسلامية، بمتابعة شؤون الطلاب العرب في جامعات البلاد والدارسين في الخارج، وقال عن تلك المرحلة “كان الحزب الشيوعي هو المهمين على ساحة العمل الطلابي، ومع انطلاق الصحوة الإسلامية كان لا بد من تأطير العمل الطلابي ذي التوجه الإسلامي، فكُلفت برئاسة لجنة شؤون الطلاب والتي انبثقت عنها في مرحلة لاحقة كتلة “اقرأ”. شهدت تلك الفترة ارتقاء بالعمل الطلابي كما اهتممنا بأبنائنا الطلاب الدارسين في أوروبا وقمنا بالعديد من الزيارات إليهم في جامعاتهم كما ربطناهم بالهيئات الطلابية العربية واتحاد الطلاب العرب، كان معي في لجنة شؤون الطلاب عدد من الأعضاء، أذكر منهم: الشيخ خالد حمدان، والأخ إبراهيم خطيب من جلجولية، والأخ حسن خطيب من كفر كنا، والأخ سميح جدعان من الناصرة”.
مرج الزهور
من المحطات المهمة التي تحدث عنها الشيخ كمال خطيب في شهادته، ما وقع في العام 1992، حين أبعدت إسرائيل 415 ناشطا إسلاميا من القدس والضفة وقطاع غزة إلى جنوب لبنان بمنطقة “مرج الزهور”، مشيرا إلى أن لجنة المتابعة العليا نصبت خيمة اعتصام احتجاجا على الإبعاد أمام مكتب رئاسة الوزراء الإسرائيلية امتد نشاطها لأسابيع، كما أن الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني لعبت دورا مهما في إسناد المبعدين ورفع صوتهم فضلا على تفقد عائلاتهم والقيام بمبادرات فاعلة بهذا الخصوص، من بينها نقل أطفال المبعدين بحافلات إلى منطقة “الناقورة” ليكونوا في أقرب نقطة إلى آبائهم وإطلاق بالونات بأسمائهم وصل بعضها إليهم في “مرج الزهور”، كذلك- وفق خطيب- أوصلت الحركة الإسلامية لمبعدي مرج الزهور مواد اغاثية عبر الصليب الأحمر الدولي.
دعم الصناعات الفلسطينية
إلى ذلك، استذكر خطيب، مبادرات أطلقتها الحركة الإسلامية خلال الانتفاضة الأولى لدعم الاقتصادي الوطني الفلسطيني، كان من بينها إقامة معرض للصناعات الوطنية الفلسطينية وإطلاق حملة في الداخل الفلسطيني لشراء الصناعات والمنتوجات الفلسطينية، لافتا إلى أن الحركة الإسلامية وإلى ما قبل حظرها شجّعت دائما الاقتناء من المنتج المحلي حتى على صعيد الداخل الفلسطيني وذلك من خلال تبني شعار “شروتك من بلدك”.
على صعيد مدينة القدس، بيّن خطيب دور الحركة الإسلامية في دعم اقتصاد المقدسيين في مواجهة الحصار والتضييق الإسرائيلي، وكانت ذروة هذه المشاريع عبر إطلاق مشروع “البيارق” الذي ربط أبناء الداخل الفلسطيني بالقدس والمسجد الأقصى المبارك، حيث تدفق عشرات الآلاف من أبناء الداخل إلى القدس، رباطا في الأقصى فضلا على دعم حياة المقدسيين بالشراء من أسواق ومحلات القدس العربية.
لمشاهدة الحلقة كاملة هنا: