أقطاي: التطبيع مع دول عربية لا يعني الصمت على الانتهاكات
قال المستشار السابق لرئيس حزب العدالة والتنمية التركي الحاكم، الدكتور ياسين أقطاي، إن تطبيع العلاقات بين تركيا والدول العربية المستبدة لا يعني رضى بلاده عن الممارسات القمعية التي تنتهجها تلك الدول، مضيفا أن “حكام المسلمين للأسف أكثر مَن ينتهك حقوق المسلمين، وبشكل أبشع من الصهاينة وغيرهم”.
وأضاف، في مقابلة على عربي21، أنه “لا بد أن يكون بين تركيا والدول العربية الاستبدادية صلة للاتصال وللتفاهم والتحاور”، مشيرا إلى أن “النقد التركي لتردي حقوق الإنسان بالدول العربية لا يُعدّ تدخلا في الشؤون الداخلية بأي صورة من الصور، وهو من باب الأخوة لا العدوان، ونحن نرحب بكل الانتقادات التي يوجّهها لنا الآخرون”.
وتابع: “كنّا نأمل أن تكون الدول العربية كتركيا الديمقراطية والعادلة، بينما لا نستطيع أن نتدخل في شؤون أي دولة أخرى؛ فتركيا تعلم حدودها جيدا، ولكن من وظيفتنا أن ننصح الكل باحترام حقوق الإنسان، لأن من الأمور المحزنة للغاية أن نرى بعض بلاد الإسلام تكتظ بالمعتقلين في السجون، ولو كان هذا الشيء في بلاد أخرى لكنا نقيم القيامة”.
ووصف المسؤول التركي السابق، التقارب التركي-المصري بـ”البطيء”، لكنه قال: “هذا التقارب أفضل من لا شيء، ولو كان بأدنى درجة”.
واستبعد أقطاي حدوث اتصال مباشر بين أردوغان والسيسي خلال الفترة المقبلة، معتبرا أن “هذا أمر غير وارد”.
واستنكر اتهام البعض بالتفريط في دماء صديقه جمال خاشقجي بعد تطبيع العلاقات بين تركيا والسعودية، وقال: “لقد حاولت تنفيذ وصيته لي بكل جهدي، ونقلت قضيته إلى العالم، لكني لست حاكما أو قاضيا، وليس عندي أي دليل صارم وواضح وقاطع حتى أتهم أي شخص بقتله (في إشارة إلى ولي العهد السعودي محمد بن سلمان)، وإن كانت هناك بعض الإشارات على ذلك”.
لكن أقطاي شدّد على أنه “ليس جزءا من الاتفاق الأخير بين أنقرة والرياض؛ فليس لي الآن أي منصب حكومي، ولم أعد مستشارا لأردوغان، ولن أسامح أو أعفو عمن قتل خاشقجي، وما زلت متابعا للقضية، وإن تأت أي فرصة للعدالة فأنا سأكون حتما معها”.