ترحيب دولي واسع بتمديد هدنة اليمن شهرين إضافيين
لقي إعلان تمديد الهدنة الإنسانية في اليمن برعايةٍ أممية مدة شهرين إضافيين اعتبارًا من 2 أغسطس/آب الجاري وحتى 2 أكتوبر/تشرين الأول المقبل، ترحيباً دولياً وعربيا واسعاً، ودعوات لانتهاز الفرصة لتحقيق سلام دائم في البلاد التي تشهد حرباً منذ أكثر من 7 سنوات.
والثلاثاء، أعلن المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، موافقة الحكومة المعترف بها دوليا وجماعة الحوثي على تمديد الهدنة في البلاد شهرين إضافيين.
وقال غروندبرغ، في بيان وصل الأناضول نسخة منه: “يسعدني أن أعلن أن الطرفين (الحكومة والحوثيين) اتفقا على تمديد الهدنة بالشروط ذاتها لمدة شهرين إضافيين، اعتبارًا من 2 أغسطس/آب 2022، وحتى 2 أكتوبر/تشرين الأول 2022”.
ورحّبت الحكومة اليمنية بتمديد الهدنة، وقالت وزارة الخارجية في بيان “نذكّر بأن الهدف الرئيسي للهدنة هو إيقاف نزيف الدم اليمني بسبب الحرب التي أشعلتها مليشيات الحوثي، وتسهيل حرية حركة المدنيين وحركة السلع والخدمات الإنسانية والتجارية في كل أرجاء اليمن”.
وبيّنت أن “الحصار لا يزال مفروضاً على مدينة تعز، ولا يزال 4 ملايين نسمة يعانون من ويل العقاب الوحشي الذي تفرضه المليشيات” وفق البيان.
في المقابل أكد المتحدث باسم جماعة الحوثي محمد عبد السلام، في تغريدة، على “أهمية قيام الأمم المتحدة بالعمل المكثف على صرف المرتبات وفتح المطار والميناء وإنهاء الحصار”.
وأضاف أن “هذه القضايا الإنسانية هي حقوق طبيعية للشعب اليمني، ومعالجتها عاجلا ضرورة للدخول في مراحل أكثر جدية وثباتا”.
ترحيب دولي
وأعربت تركيا التي رحبت بتمديد التهدئة عن “أملها في أن تتم الاستفادة من وقف إطلاق النار لفتح الطرق في جميع أنحاء البلاد وحلّ الأزمة الإنسانية في اليمن”.
وأكدت وزارة الخارجية في بيان، أن تركيا “ستواصل تضامنها مع الشعب اليمني ودعمها لجهود الحوار الهادفة إلى تحقيق وقف دائم لإطلاق النار بين الأطراف اليمنية وحلّ النزاع على أساس الشرعية الدولية والدستورية”.
من جانبه، رحّب الرئيس الأمريكي جو بايدن في بيان “بتمديد الهدنة في اليمن”، مشيرا إلى أنها ” كانت موضوعًا رئيسيًا خلال زيارته للسعودية الشهر الماضي”.
وأضاف أن الهدنة “جلبت فترة من الهدوء غير المسبوق في اليمن، وأنقذت آلاف الأرواح”.
ورحّبت فرنسا بإعلان تمديد الهدنة في اليمن، مؤكدة أن هذا القرار يساهم في تخفيف معاناة الشعب اليمني.
وشددت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان، على ضرورة استجابة جميع الأطراف لهذا الطرح.
وأضافت أن “هذا القرار هو تقدّم كبير ويسمح بتخفيف معاناة الشعب اليمني”، مؤكدة دعمها للجهود الأممية “للتوصل إلى وقف إطلاق نار دائم، وللمحادثات التي ينبغي أن تعقد في هذا الشأن لصالح هدنة، ثم إلى حل سياسيّ شامل ودائم”.
كذلك، رحّب الاتحاد الأوروبي بتمديد الهدنة، وقال في بيان إنها “قدمت فوائد ملموسة لليمنيين”، مشيرا إلى أنها “تعتبر أطول فترة من الهدوء النسبي في اليمن خلال أكثر من 7 سنوات”.
وحثّ الأطراف “على الإيفاء بالتزاماتها فيما يتعلق بالهدنة والاستمرار في العمل بشكل عاجل نحو التنفيذ الكامل لجميع بنودها”.
من جانبها، رأت بريطانيا في بيان لوزارة خارجيتها، أن تمديد الهدنة يعدّ “إنجازًا كبيرًا، وخطوة أخرى تجاه إحلال سلام دائم في اليمن”.
وشدّدت وزيرة الخارجية ليز تراس، على “ضرورة أن تؤدي هذه الهدنة إلى وقف إطلاق النار بشكل دائم”.
وأضافت أنه “منذ دخول الهدنة حيز التنفيذ، انخفض عدد الضحايا من المدنيين إلى أدنى مستوى له منذ 7 سنوات، بينما أمن المنطقة ازداد قوة” .
وفي سياق متصل رحّبت هولندا بتمديد الهدنة، وفق تغريدة لسفيرها لدى اليمن بيتر ديرك هوف عبر حسابه على تويتر قائلاً: “آمل أن تشمل الهدنة فتح طرق في تعز وأماكن أخرى، وتقديم آلية للدفع المنتظم لرواتب الموظفين، بالإضافة إلى زيادة وجهات رحلات الطيران من وإلى مطار صنعاء”.
كما أكدت وزيرة الخارجية السويدية آن ليندي عبر حسابها في تويتر، “دعمها الجهود المكثفة التي يبذلها المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ”.
من جهتها، رحبت النرويج بتمديد الهدنة “التي أدت إلى انخفاض كبير في عدد الضحايا المدنيين”، مؤكدة ضرورة الحوار المكثف بين أطراف النزاع من أجل خفض التصعيد، والبحث عن سلام دائم باليمن.
كما عبر منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن، ديفيد جريسلي في تغريدة على تويتر، عن “التأييد الكامل لجهود المبعوث الأممي، لتوسيع اتفاقية الهدنة في أقرب وقت ممكن”.
كذلك عبّرت منظمة “أنقذوا الطفولة”، ومنظمة “أوكسفام” البريطانية، ومجلس اللاجئين الدنماركي، والمجلس النرويجي للاجئين، عن ترحيبهم بتمديد الهدنة.
ترحيب عربي
وفي السياق، أعربت المملكة السعودية، الأربعاء، عن ترحيبها بتمديد الهدنة في اليمن، مؤكدة أهمية فتح المعابر الإنسانية في تعز.
وثمّنت الخارجية السعودية في بيان، جهود المبعوث الأممي “في تعزيز الالتزام بالهدنة التي ترعاها الأمم المتحدة، وذلك تماشيا مع مبادرة المملكة العربية السعودية المعلنة في مارس 2021 لإنهاء الأزمة في اليمن والوصول إلى حل سياسي شامل”
وشددت الوزارة على موقف المملكة “الراسخ والداعم لكلّ ما يضمن أمن واستقرار الجمهورية اليمنية، ويحقق تطلعات الشعب اليمني الشقيق”.
وتعليقاً على تمديد الهدنة، جددت الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي تأكيد “دعمها للجهود التي تبذلها الأمم المتحدة ومبعوثها الخاص للوصول إلى حل سياسي شامل للأزمة اليمنية”.
وجددت التأكيد على وقوفها مع اليمن “لرفع المعاناة عن شعبه وتحقيق ما يصبو إليه من أمن وسلام واستقرار وتنمية”.
وفي معرض ترحيبها بالتمديد، رأت جامعة الدول العربية، أن الهدنة “تُتيح العمل على تخفيف الأوضاع الإنسانية الصعبة التي يُعاني منها اليمنيون في جميع أنحاء البلاد، كما تفتح المجال أمام البدء في عملية سياسية جادة لإنهاء الأزمة”.
وقال المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للجامعة، جمال رشدي، في بيان، الأربعاء، إن “تجديد الهدنة يُمثل خبراً ساراً لملايين اليمنيين”.
وأكد رشدي أن “استمرار الهدنة يمنح زخماً مطلوباً للعملية السياسية ولاستمرار المفاوضات كطريق وحيد لمعالجة الأزمة اليمنية على نحوٍ شامل، توطئةً لإحلال السلام…”.
بدوره رحّب مجلس التعاون الخليجي بإعلان تمديد الهدنة، وأكد الأمين العام للمجلس نايف الحجرف، أن “الاتفاق على تمديد الهدنة يعكس الأهمية التي يوليها المجتمع الدولي للأزمة اليمنية”.
ورأى الحجرف أن جهود تمديد الهدنة “ستثمر باستمرار تهيئة الأجواء للأطراف اليمنية لبدء العملية السياسية والوصول إلى سلام شامل يحقق الأمن والاستقرار في ربوع جمهورية اليمن الشقيقة”.
كذلك، رحّبت سلطنة عمان، بتمديد الهدنة مؤكدة ًالحاجة إلى “بذل مزيد من الجهود لتحقيق هدنة دائمة” في اليمن.
وقال وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي عبر تويتر: “نثمن دور المبعوث الأممي (هانس غروندبرغ) لتحقيق ذلك بالتعاون مع مختلف الأطراف”.
وأضاف: “نحتاج إلى بذل مزيد من الجهود لتكون الهدنة دائمة لاستقرار اليمن وتخفيف حدة الأوضاع الإنسانية الصعبة وبما يسمح البدء في عملية سياسية شاملة”.
بدورها، رحّبت المملكة البحرينية بتمديد الهدنة، وأكدت خارجيتها دعم المملكة “للجهود الدولية الرامية إلى إنهاء الحرب وصولاً إلى حلّ سياسي شامل ومستدام للأزمة اليمنية، وفقًا للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني، وقرار مجلس الأمن رقم 2216، بما يلبّي تطلعات الشعب اليمني الشقيق في الأمن والاستقرار والسلام والتنمية والازدهار”.
كذلك رحّب الأردن بالإعلان، وأكدت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين أن “الأردن يدعم جهود إنهاء الأزمة اليمنية عبر حلٍ سياسي، ويواصل تقديم الدعم للبعثة الأممية لليمن التي تتخذ من العاصمة عمّان مقراً لها.
ومطلع يونيو/حزيران الماضي، وافقت الحكومة اليمنية وجماعة الحوثي، على تمديد هدنة إنسانية في البلاد مدة شهرين، بعد انتهاء هدنة سابقة مماثلة بدأت في 2 أبريل/نيسان الفائت.
ومن أبرز بنود الهدنة، وقف إطلاق النار وفتح ميناء الحديدة (غرب)، وإعادة تشغيل الرحلات التجارية عبر مطار صنعاء، وفتح الطرق في مدينة تعز التي يحاصرها الحوثيون منذ 2015.
ومنذ أكثر من 7 سنوات، يشهد اليمن حربا مستمرة بين القوات الموالية للحكومة الشرعية مدعومة بتحالف عسكري عربي تقوده الجارة السعودية، والحوثيين المدعومين من إيران والمسيطرين على محافظات عدة بينها صنعاء منذ سبتمبر/ أيلول 2014.